بسم الله الرحمن الرحيم
برامج لانخراط الأطفال الإسرائيليين في حملات عدوانية
أظهر تقرير أعدته حركة «نيو بروفايل» الإسرائيلية، أنّ 63 % من الأطفال الفلسطينيين «طُلب منهم أن يكونوا متعاونين لصالح إسرائيل»، كما أشار التقرير إلى أنّ الأطفال اليهود في المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة يشتركون في «فعاليات معادية»، ويوثق التقرير أساليب تعذيب يمارسها جهاز «الشاباك» كطريقة لتجنيد الأطفال الفلسطينيين.
ويحلل التقرير - الذي ارتكز على تحقيق ميداني واسع قام به أعضاء من حركة «نيو بروفايل» -º أنواعاً كثيرة من «تجنيد الأطفال» رغماً عنهم وبإرادتهم، وبطرق مباشرة وغير مباشرة، وهو ما يناقض الإعلان الدولي لحقوق الطفل الذي وقعت عليه الدولة العبرية أيضاً.
وكشف التقرير الجديد عن مدارس إسرائيلية تعمل على إدخال الطابع العسكري في منهاجها التربوي، بعلم من وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وبدعم منها.
إذ تقوم هذه المدارس بتجنيد تلاميذ دون سن الخامسة عشرة، وتجبرهم على الانصهار داخل طابع عسكري تقوم إدارة المدرسة بفرضه، ويقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بإشراك الأطفال في تمرينات عسكرية في مجالات مختلفة، قسم منها يتم عن طريق التطوع، وقسم آخر يجري إدراجه في سياق واجب التلميذ في المدرسة.
ويزيد التقرير على ما كان معروفاً بهذا الشأن في نطاق ضيق، كما يؤكد معطيات مثيرة حول حقيقة استغلال مجهود أطفال يهود من ذوي الاحتياجات الخاصة في جيش الاحتلال، إذ تقوم مدارسهم بإرسالهم إلى معسكرات للجيش للعمل هناك في أشغال سهلة نوعياً، وبزيّ عسكري، ويشير التقرير إلى حقيقة عدم تمكن هؤلاء الأطفال من معارضة إرسالهم إلى المخيم العسكري.
ويشير التقرير من ناحية أخرى إلى التعليم الذي يتلقاه أطفال المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ويتربّى هؤلاء الأطفال - حسب ما جاء في التقرير - على إيمان مطلق، يرون أنه ينبغي عليهم بموجبه طرد الفلسطينيين، ويختارون التعامل معهم وفقاً لما تربوا عليه، فهم يتربون داخل جو من العنف يرعاه المستوطنون.
ويحمِّل التقرير الدولة العبرية المسؤولية في ما يتعلق باستغلال الأطفال الفلسطينيين لحاجات عسكرية، ويطالبها بالإعلان عن مسؤوليتها عن الحفاظ على الأطفال الفلسطينيين، وأن تغيِّر موقفها في ما يتعلق بتعذيبها إياهم.
يذكر أنّ «نيو بروفايل» هي حركة إسرائيلية يسارية اجتماعية وسياسية، تأسست عام 1998، ومن بين أهدافها السعي إلى تقليص حدة «العسكرة» في النظام والمجتمع الإسرائيليين، وتركز هذه الحركة نشاطاتها في هذا السياق، علاوة على تأييدها لاتجاه لـ «رفض الخدمة العسكرية في صفوف الإسرائيليين»، وتقيم فعاليات ثقافية تكشف عن مدى تغلغل ظاهرة «العسكرة» داخل الثقافة الإسرائيلية، وآخر أعمالها كان إقامة معارض فنية تحت عنوان « لن يتعلموا الحرب بعد اليوم » التي تكشف عن مدى تغلغل «الثقافة العسكرية» داخل الثقافة ومناهج التعليم الإسرائيلية.
«تجنيد رمزي» للأطفال اليهود:
وأكّد التقرير أنّ أحد أشكال «التجنيد الرمزي» الذي يتم إخضاع معظم الأطفال اليهود في الدولة العبرية هو الممارسة الشائعة في جمع وإرسال الهدايا للجنود، خاصة في العطل، وتأتي المبادرة أحياناً من المدرسة نفسها، ولكن غالباً ما يتم تشجيع الممارسة من قبل وزارة التربية والتعليم، ومن قبل سلطات البلديات المختلفة.
ومن الأحداث التي تناولها التقرير أيضاً فعالية نظمها مجلس الجولان الإقليمي، وضم 550 طفلاً من رياض الأطفال في هضبة الجولانº احتفلوا بقيام الدولة العبرية، ونكبة الشعب الفلسطينيº مع الجنود في قاعدة سار العسكرية، وبدعم من دائرة الأمن التابعة للمجلس الإقليمي في الجولان، وقائد تلك القاعدة.
وقد نظّم الجنود احتفالاً حماسياً للأطفال، ومن بين ما تضمنه تجوال الأطفال في القاعدة، ومشاهدة عرض عسكري، وتسليم هدايا لجنود الاحتلال احتوت على علبة حلويات من كل روضة مزينة بأعلام الدولة العبرية، ونظراً لـ«نجاح الحدث العظيم»º فإنّ دائرة التعليم الإسرائيلية قرّرت أن تصبح هذه التجربة «تقليداً» يتم معاودته بدأب.
كما أشارت «نيو بروفايل» في تقريرها إلى أنّ المناهج الرسمية والكتب المدرسية المقررة في الدولة العبرية تعكس المواقف العسكرية الموجودة في نظام التعليم الإسرائيلي على طول المراحل، وذلك من مرحلة الروضة إلى آخر سنوات المدرسة الثانوية.
إذ يوجد برنامج منتدب لجميع المدارس التي تديرها الحكومة الإسرائيلية، ويسمى «الإعداد لجيش الدفاع الإسرائيلي» أي جيش الاحتلال، ويشمل فعاليات في التدريب العسكري الفعلي، ومواضيع منهجية، وكثيراً ما يُوصَف للتلاميذ وفي الوثائق الرسمية بأنّ الهدف من ذلك هو إعداد الطلاب أو بعضهم للخدمة العسكرية.
ضم الأطفال إلى الحملات العدوانية:
ويتناول جزء خاص من التقرير الأعمال العدائية التي يُربّى عليها أطفال المستعمرات، إذ يقوم الأطفال بالاشتراك مع سلطات الاحتلال في منظمات حراسة محلية لـ«حماية الأمن حول المستعمرة»، ووجد الباحثون في كثير من المستوطنات فتياناً تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة يتطوعون لصفوف هذه المنظمات.
ويعمل هؤلاء في ميادين مختلفة، فهم يحرسون المستعمرات، ويعمل بعضهم في غرفة العمليات، أو يقومون بعمل المكتب في مقر الشرطة، بينما يجري معظم العمل خارج المستعمرة وحولها، ويذهب الأطفال في مهماتهم هذه في أزواج، ويقومون بنشاطات الحماية حول المستوطنة، ويحملون السلاح، واعتمد التقرير على شهادة بعض الأطفال التي ظهروا في التقرير بأسماء مستعارة.
ومع أنّ التقرير يشير إلى أنّ أحداً لا يجبر الصغار على المشاركة بالقوة في نشاطات الحراسة والقتالº إلا أنه يؤكد أنّ هناك ضغطاً اجتماعياً ضخماً للمحافظة على أمن المستعمرة، كما يتطرق إلى وجود أطفال يشتركون في عمليات اعتداء ضد المواطنين الفلسطينيين، من غير أن يكونوا منظمين في أية حركة، أو منظمة شبه عسكرية.
ويعود هذا إلى التربية المرتكزة على «إلغاء الفلسطيني»، وهو ما يصل إلى درجة اعتبار العدوان على الفلسطينيين مسألة روتينية يومية بالنسبة لبعض الأطفال، فهم يخرجون خارج المستعمرات إلى البلدات والقرى الفلسطينية لممارسة عمليات الاعتداء المسلح عليها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد