بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن الكريم خير مصدر يعرفنا بشخصية اليهود وتركيبهم النفسي، وفيما يلي وقفات موجزة مع سمات شخصيتهم في كتاب الله - تعالى-:
• الجدل والتحايل:
تظهر صورة من جدلهم المقيت في قصة البقرة، ومراوغتهم في مسألة ذبحها، وكيف أنهم راجعوا نبيهم \"موسى\" - عليه السلام - أكثر من مرة قبل ذبحها قال - تعالى-: (( وَإِذ قَالَ مُوسَى لِقَومِهِ إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَن أَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ * قَالُوا ادعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكرٌ عَوَانٌ بَينَ ذَلِكَ فَافعَلُوا مَا تُؤمَرُون * قَالُوا ادعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَونُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفرَاءُ فَاقِعٌ لَّونُهَا تَسُرٌّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَينَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللهُ لَمُهتَدُونَ* قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرضَ وَلاَ تَسقِي الحَرثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآَنَ جِئتَ بِالحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفعَلُونَ ))(البقرة67 - 70).
وتتجلى صورة من تحايلهم في قصة صيدهم للحيتان يوم السبت المحرم عليهم العمل فيه، حيث احتالوا على ذلك بأن نصبوا الشباك لها قبل يوم السبت ليجمعوها بعده، قال - تعالى -: (( وَاسأَلهُم عَنِ القَريَةِ الَّتِي كَانَت حَاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدُونَ فِي السَّبتِ إِذ تَأتِيهِم حِيتَانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعاً وَيَومَ لاَ يَسبِتُونَ لاَ تَأتِيهِم كَذَلِكَ نَبلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفسُقُونَ * وَإِذَا قَالَت أُمَّةٌ مِّنهُم لِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذِّبُهُم عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعذِرَةً إِلَى رَبِّكُم وَلَعَلَّهُم يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَينَا الَّذِينَ يَنهَونَ عَنِ السٌّوءِ وَأَخَذنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ, بَئِيسٍ, بِمَا كَانُوا يَفسُقُونَ ))(الأعراف165: 163).
• طبيعتهم المادية وحرصهم على الحياة:
وحول حرصهم على الحياة: أي حياة مهما كانت دنيئة يقول - تعالى -: (( وَلَتَجِدَنَّهُم أَحرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ, ))(البقرة: 91)، وأما ماديتهم المفرطة باعتمادهم كثرة المال مقياساً للرفعة والمكانة فيبديها موقفهم من \"طالوت\" إذ طلبوا من أحد أنبيائهم أن يبعث الله فيهم ملكاً كي يقاتلوا أعداءهم معه، فلما اختار الله - تعالى - \"طالوت\" اعترضوا، ولكن لماذا قال - تعالى -: (( وَقَالَ لَهُم نَبِيٌّهُم إِنَّ اللهَ قَد بَعَثَ لَكُم طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلكُ عَلَينَا وَنَحنُ أَحَقٌّ بِالمُلكِ مِنهُ وَلَم يُؤتَ سَعَةً مِّنَ المَالِ ))(البقرة: 247).
• الأنانية واحتقار الآخرين والنزعة العنصرية لشخصيتهم:
فهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار (( وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحنُ أَبنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ))(المائدة: 18)، ويعتبرون غيرهم من الناس مسخرين لخدمتهم، ولا يرون بأساً في إيذاء غيرهم وخداعهم بل وقتلهم.
• نقص العهود والمواثيق:
وهم من أكثر الأمم شهرة بهذه الصفة الوضيعة، فكم من عهد وميثاق نقضوه مع أنبيائهم ومع الرسول \"محمد\" - صلى الله عليه وسلم -، وفي ذلك يقول الحق- تبارك وتعالى -: (( أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنهُم بَل أَكثَرُهُم لاَ يُؤمِنُونَ ))(البقرة: 100) ويقول - تبارك اسمه -: (( فَبِمَا نَقضِهِم مِّيثَاقَهُم لَعنَّاهُم ))(المائدة: 13).
• كراهيتهم الشديدة للمسلمين:
يقول - تعالى -: (( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشرَكُوا ))(المائدة: 84).
• الجبن والخوف:
فنفوسهم مسكونة بالخوف والهلع، ولا يجرؤون إلا على قتال الضعفاء، ولا يقاتلوا إلا من خلف أشياء تقيهم بأس الآخرين، وفي ذلك يقول - تعالى -: ((لا يُقَاتِلُونَكُم جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مٌّحَصَّنَةٍ, أَو مِن وَرَاءِ جُدُرٍ, ))(الحشر 14)
• الكذب والإرجاف والتزييف والتحريف:
هم أهل للأباطيل وللكذب وسماعون له، وسادة في تزييف الحقائق وتحريفها، وحتى وحي الله لم يسلم من تزييفهم وتحريفهم، والتوراة التي بين أيديهم شاهد على ذلك، وفى ذلك يقول الحق - تبارك وتعالى -: ((وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَومٍ, آخَرِينَ لَم يَأتُوكَ يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ مِن بَعدِ مَوَاضِعِهِ ))(المائدة 41)، ويقول- سبحانه وتعالى-: ((فَبِمَا نَقضِهِم مِّيثَاقَهُم لَعنَّاهُم وَجَعَلنَا قُلُوبَهُم قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ))(المائدة: 13).
• التطاول على ذات الله - تعالى -:
لم يسلم أحد من إيذائهم حتى ذات الله - تعالى -، حيث يقول - عز وجل -: (( وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللهِ مَغلُولَةٌ ))(المائدة: 14)، وقولهم عن الله - تعالى - بأنه فقير فيقول - سبحانه - :(( لَقَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحنُ أَغنِيَاءُ ))(آل عمران: 181)
• الإفساد في الأرض:
وفي هذا الشأن يقول - تعالى -: (( وَيَسعَونَ فِي الأَرضِ فَسَاداً وَاللهُ لاَ يُحِبٌّ المُفسِدِينَ ))(المائدة: 64).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد