بسم الله الرحمن الرحيم
يرى من يدعون أنهم أصحاب النظرة العقلانية في التعامل مع يهود اليوم الفصل التام بين يهود اليوم ويهود الأمس، لزعمهم أن ما جاء في ذكر اليهود من نصوص شرعية هو تفسير لأحداث خاصة في تاريخ معين لا تنطبق على واقعنا اليوم!!
ومن هذا المنطلق قالوا إن الخطاب حول اليهود لابد أن يتغير ويتبدل ليتماشى مع المستجدات على الساحة العالمية والإقليمية، وإنه لابد من تجاوز الخطاب الإسلامي في عدائه لليهود، وتقبل اليهود وكيانهم على أرض فلسطين كجزء من دول المنطقة وشعوبها، والعمل على التعايش مع هذا الواقع، بل تجاوز الأمر إلى السعي للمشاركة العملية لتشكيل رؤية لعلاقاتنا المستقبلية مع اليهود!!.
ويحاول هؤلاء الكتاب والمفكرون!! أن يكونوا من أصحاب ما يسمى بالخطاب الواقعي الذي ينطلق من عبارة (يجب أن)، (ويتطلب ذلك)، (يجب أن نتغير حتى نغير)، (يجب أن نعترف بإسرائيل لأنها موجودة بالفعل لأن الواقعية تتطلب ذلك)، (يجب أن نعمل للتعايش وتجاوز أخطاء الماضي) (لابد أن يكون لنا تعامل مع اليهود وعلى الأقل من يدافع عنا)....!!.
واتهموا بتلك الرؤية الخطاب الإسلامي بالسطحية حول اليهود واليهودية وكيانهم الغاصب، الذي يصف اليهود أينما كانوا بأنهم يحيكون المؤامرات وفي سلة واحدة وقالب (الشيطنة)، وأطلقوا على الخطاب الإسلامي مصطلح (الخطاب التآمري)، والبعض منهم يحمّل الخطاب الإسلامي مسؤولية الحال التي وصلت إليها الأوضاع في فلسطين والوطن العربي والإسلامي!!.
والدعوة لمراجعة الخطاب حول اليهود بدأت تنتشر وبشكل ملحوظ خلال الكتابات والكتب لتجاوز المراحل السابقة والتعايش مع من هم معنا على حد وصفهم من اليهود، في محاولة لإيجاد السبل التي تحقق لنا بعض المصالح!!، والتماس طريق لتشكيل رؤية للعلاقة المستقبلية مع اليهود بمعزل عن وصف يهود اليوم كامتداد للصراع والحروب بين الرسول صلى الله عليه وسلم ويهود بني قينقاع وقريظة وخيبر!!. وخطورة هذه الدعوة تتمثل بادعاء أصحابها بأنهم قاموا بتحليل كل جوانب الواقع وتقييمها بعناية ثم وصلوا إلى ما وصلوا إليه من نتائج، وأن لا حل لمعضلة اليهود وكيانهم إلا من خلال رؤاهم!!. ومن ثم السعي للفصل التام بين يهود اليوم ويهود الأمس، وفي هذا تعطيل الاقتداء بالنصوص الشرعية الكتاب والسنة في التعامل مع يهود اليوم، ومن هذا المنطلق فالآيات والأحاديث لا يعتد بها عند التعامل مع يهود اليوم >يهود الكيان الغاصب< لأنها جاءت لأحداث تاريخية معينة، والآن تبدلت الأحوال، فخلصوا إلى أنه لابد من تجاوز العيش في إطار النصوص التي تضع اليهود في قالب واحد!! فقول الله تعالى لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا.
وقوله تعالى: ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأُميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. وقوله تعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا.
وقوله تعالى من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً في الدين.
وقوله تعالى ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين. وقوله تعالى لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. وقوله تعالى أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم.
وقوله تعالى قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر.
وقوله تعالى لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر.
وقوله تعالى وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت.
والأحاديث التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله: ( قاتل الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). وقوله: (اليهود مغضوب عليهم).
فتلك الآيات والأحاديث كلها لا تمثل عنهم منطلقا ثابتا في التعامل مع اليهود، ومن هنا جاءت الدعوة لتجاوزها، والعمل برؤى ومنطلقات ترى الواقع بأعين حكيمة وهي قاصرة على أعينهم!!.
وهذا من أخطر ما حلّ بالأمة من بلاء في التعامل مع أعدائها، الذين بدؤوا العداوة واستمروا عليها، ولا يزالون، منذ بدأ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الله، وستظل عداوتهم لهذه الأمة إلى قيام الساعة.
ولهذا شئنا أم أبينا فاليهود أعداء دائمون لهذه الأمة منذ بدأ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رسالته وإلى أن يخرج الدجال، ومن عمل على إزالة هذه العداوة بين المسلمين واليهود فهو مخالف لشرع الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين،،،
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد