بسم الله الرحمن الرحيم
تمتاز الحرب في الإسلام بأنها حرب أخلاقية، في ممارستها وفي غاية شنها، إذ أن الغاية من الحرب في الإسلام هي إعلاء كلمة الله - سبحانه -، وإقامة حكم الله على أرضه، ونكتفي بالتدليل على ذلك بأمرين:
الأول: في بيان أن الغاية من القتال في الإسلام هو إعلاء كلمة الله - سبحانه -، قال - تعالى -: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) رواه البخاري ومسلم
الثانية: تحريم قتل من لم يقاتل من النساء والأطفال والشيوخ والرهبان، والأحاديث في ذلك كثيرة متوافرة من ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في وصيته لجيوشه الغازية: (انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) رواه أبو داود، فهذا النص النبوي العظيم يمثل شريعة الحرب في الإسلام فلا قتل للنساء والصبيان ولا للشيوخ العجزة الذي لا يعينون في الحرب لا بفعل ولا برأي، وفي خاتمة حديثه - صلى الله عليه وسلم - وصية جامعة بالإحسان والإصلاح هذه هي أخلاق الحرب في الإسلام وتلك هي تعاليم هذا الدين العظيم.
أما حرب اليهود كما يحكيه كتاب تاريخهم \"الكتاب المقدس \" وكما نراه واقعا في فلسطين فأمر مختلف تماما ولنترك للقاريء الحكم:
جاء في سفر يشوع - اصحاح 6/ في قصة غزو بني إسرائيل أريحا 16-22 (وكان في المرة السابعة عندما ضرب الكهنة بالأبواق أن يشوع قال للشعب اهتفوا لأن الرب قد أعطاكم المدينة *فتكون المدينة وكل ما فيها محرما للرب *راحاب الزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت لأنها قد خبأت المرسلين اللذين أرسلناهما * وأما أنتم فاحترزوا من الحرام لئلا تحرموا وتأخذوا من الحرام و تجعلوا محلة إسرائيل محرمة وتكدروها * وكل الفضة و الذهب وآنية النحاس والحديد تكون قدسا للرب وتدخل في خزانة الرب * فهتف الشعب وضربوا بالأبواق وكان حين سمع الشعب صوت البوق أن الشعب هتف هتافا عظيما فسقط السور في مكانه وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه واخذوا المدينة * وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامراة من طفل و شيخ حتى البقر و الغنم و الحمير بحد السيف)
ولم يكتفوا بقتل كل ذي روح بل (أحرقوا المدينة بالنار) (يشوع الإصحاح 6/24) وليس هذه هي الواقعة الوحيدة التي حرموا أي أبادوا وقتلوا كل ذي نفس في المدن التي يحاربونها بل هي عادة القتال عندهم، وتأمل هذه النصوص المختصرة لتعلم أن هذا منهجهم وأسلوب قتالهم:
جاء في سفر يشوع إصحاح 10 فقرة 39: \"وأخذها مع ملكها وكل مدنها وضربوها بحد السيف وحرموا كل نفس بها لم يبق شاردا كما فعل بحبرون كذلك فعل بدبير و ملكها و كما فعل بلبنة و ملكها \".
وجا في يشوع أيضاً إصحاح 10 فقر ة 35: \" وأخذوها في ذلك اليوم وضربوها بحد السيف وحرّم كل نفس بها في ذلك اليوم حسب كل ما فعل بلخيش \"
وجاء في سفر صموئيل إصحاح 15 فقرة 3: \" فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا و امرأة طفلا ورضيعا بقرا و غنما جملا و حمارا \"
وفي سفر صموئيل أيضا إصحاح 15 فقرة 8: \" وأمسك أجاج ملك عماليق حيا وحرم جميع الشعب بحد السيف \" فانظر إلى هذه الحرب وتأمل الحرب في الإسلام والتي غدت مرمى كثير من الكفار اليوم يصفونها بأبشع الأوصاف وأقذعها، وكأنهم لم يروا حربهم بل إبادتهم للشعوب والأمم فأين حرب الإسلام التي تحرم قتل النساء والأطفال والرهبان والشيوخ ممن لا نفع له في الحرب لا برأي ولا بفعل، وبين من يقتل الجميع بحد السيف حتى الطفل الرضيع والحيوان البهيم، أين حرب الإسلام التي يحرم على أمير الجيش أن يهجم على مدينة أو قرية لم تبلغها الدعوة حتى يبين لها الإسلام ويدعوهم إليه فإن أسلمت كان لها ما للمسلمين وعليها ما على المسلمين وأقروا على أرضهم وأموالهم، وإن أبت فالجزية يعطونها للمسلمين مقابل حمايتهم من أعدائهم، فإن أبوا فالقتال ويكون مقصورا على المقاتلة منهم على وجه القصد، وبين من يبغت القرى فيهدمها على رؤوس أهلها أو يحرقها بعد أن يقتل جميع ما فيها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد