النصوص التوراتية الحالية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 




وصل إلى أيدينا ثلاث نصوص مختلفة للتوراة، ولا نقصد هنا أن هناك ثلاث ترجمات، بل نعني أنه توجد نصوص يستقل بعضها عن بعض.



وهذه النصوص متشابهة في عمودها الفقري، لكنها مختلفة ومتناقضة في بعض التفاصيل الدقيقة، كما ثمة فرقين كبيرين، وهما أن الترجمة اليونانية تزيد أسفار الأبوكريفا السبعة عن العبرية، فيما تزيدان معاً كثيراً عن التوراة السامرية، والتي لا تعترف إلا بالأسفار الخمسة.



وهذه النصوص هي: الترجمة اليونانية (السبعينية) المعترف بها عند الكاثوليك والأرثوذكس، والعبرانية المعتبرة عند اليهود والبرتستانت، والسامرية المعتبرة عند طائفة السامريين من اليهود فقط.



صور من الإختلاف بين النصوص التوراتية:

وقد تحدث النقاد عن صور الاختلاف بين هذه النصوص، وطبقاً للموسوعة البريطانية فإن النص السامري يختلف عن النص اليوناني (في الأسفار الخمسة) بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف، ويختلف عن النص العبري القياسي بما يربو على ستة آلاف اختلاف.



ونذكر بعض هذه الاختلافات للتمثيل:

مما زادت به السامرية، وهو غير موجود في العبرية \" كانت كل أيام سام ستمائة سنة ومات \"(التكوين 11/11)

وأيضاً جاء في العبرانية \" وقال قابيل لهابيل أخيه، ولما صارا في الحقل قام قابيل \"(التكوين 4/8) ولم يذكر فيه مقال قابيل، وقد جاء النقص تاماً في السامرية، وفيه \" قال نخرج إلى الحقل \".

ومما زادت به العبرانية عن السامرية الآيات العشر الأول في الإصحاح الثلاثين من سفر الخروج، وقد بدأ الإصحاح الثلاثون في السامرية بالفقرة 11



ومن زيادات السامرية على العبرانية ما وقع بين الفقرتين 10 - 11 من (العدد 10) وفيه: \" قال الرب مخاطباً موسى: إنكم جلستم في هذا الجبل كثيراً، فارجعوا، وهلموا إلى جبل الأمورانيين وما يليه إلى العرباء، وإلى أماكن الطور والأسفل قبالة التيمن، وإلى شط البحر أرض الكنعانيين ولبنان، وإلى النهر الأكبر نهر الفرات، هوذا أعطيتكم فادخلوا، ورثوا الأرض التي حلف الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أنه سيعطيكم إياها، ولخلفكم من بعدكم “ (العدد 10/10).



ومثله ما وقع في (الخروج 11) بين الفقرتين 3 - 4، ولا توجد في العبرانية وفيه \" وقال موسى لفرعون: الرب يقول: إسرائيل ابني، بل بكري، فقلت لك: أطلق ابني ليعبدني، وأنت أبيت أن تطلقه، ها أنا سأقتل ابنك بكرك “ (الخروج 11/7).

وفي العبرانية مثله في (9/1 - 3).



ومنه الخلاف المشهور بين السامريين والعبرانيين في الجبل المقدس الذي أمر الله ببناء الهيكل فيه، فالعبرانيون يقولون: جبل عيبال، لقوله: \" تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال \" (التثنية 27/4)، وفي السامرية أن الجبل جرزيم “ تقيمون الحجارة هذه التي أنا موصيكم اليوم في جبل جرزيم“.



وعند دراسة أعمار الآباء في الإصحاح الخامس من سفر التكوين حسب العبرانية يفهم منه أن طوفان نوح حصل بعد 1656 سنة من خلق آدم، فيما تجعله اليونانية سنة 2262، والسامرية 1307. فكيف يجمع بين النصوص الثلاثة؟

ثم حسب النص العبراني فإن ميلاد المسيح سنة 4004 من خلق آدم، وهو في اليونانية سنة 5872، وفي السامرية 4700.

ومثله الخلاف في مقدار الزمن بين الطوفان وولادة إبراهيم، فإنه في العبرانية 292 سنة، وهو في اليونانية 1072 سنة، وفي السامرية 932 سنة....وغير ذلك من الصور.



وأخيراً نقول: أي هذه النصوص المختلفة كلمة الله، وما الدليل الذي يقدم توراة العبرانيين (البروتستانت واليهود) على توراة السامريين أو على توراة الأرثوذكس والكاثوليك اليونانية {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply