بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله المرسلين، وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين، وبعد:
مازال الصادقون في كل عصر وجيل يبحثون عن الهدى والنور، وقد أرسل الله رسله، حاملين للهدى والبينات والنور {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور}، {وقفّينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدّقاً لما بين يديه من التّوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدًى ونورٌ ومصدّقاً لما بين يديه من التّوراة وهدًى وموعظةً للمتّقين}.
ثم جاء الكتاب الخاتم أيضاً للدلالة على النور والهدى {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم كثيراً ممّا كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثيرٍ, قد جاءكم من اللّه نورٌ وكتابٌ مبينٌ يهدي به اللّه من اتّبع رضوانه سبل السّلام ويخرجهم من الظّلمات إلى النّور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ, مستقيمٍ,}.
لكن كتب الله المنزلة على الأنبياء السابقين فقدت بسبب ظروف كتابتها وطريقة حفظها، وتعرضت للتحريف والضياع، فتاه البشر عن الهدى والنور.
وتوارث الناس كتابات بديلة نسبت إلى الله، لكنها كتابات خالية عن الهدى والنور إلا قليلاً، وحملت هذه الأسفار المكتوبة في طياتها ضعف البشر وجهلهم، فجاءت هذه الكتابات متناقضة مليئة بالسخف والغلط والسفه.
هذا مجمل إيمان المسلمين في الكتب السابقة، فهم يؤمنون بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه، لكنهم يرفضون أسفار العهد القديم، ولا يعتبرونها كلمة الله؟
في حين يؤمن النصارى واليهود بقدسية هذه الأسفار، ويعتبرونها كلمة الله التي سطرها أنبياؤه، وتناقلها اليهود عبر تاريخهم الطويل.
وإزاء هذا الاختلاف الكبير بين موقفي الفريقين من أسفار العهد القديم، نطرح السؤال الكبير: هل العهد القديم كلمة الله؟
وهو السؤال الذي نحاول الإجابة عنه في هذه الحلقة من السلسلة التي نتقدم بها للذين مازالوا يبحثون عن الهدى والنور من أهل الكتاب.
وقد نهجت في هذه السلسلة على الغوص في طيات الكتب المقدسة عند النصارى، لأبحث من خلال الركام الكبير من الباطل عن أثارة الحق الذي نطقت به الأنبياء، ونقيم من خلاله الحجة على أولئك الذين يؤمنون بقدسية هذه الكتب.
وقد أيدت ما بين يدي من نصوص بأقوال علماء الكنيسة، ومجامعها ومؤسساتها، كما استأنست بأقوال أحرار الفكر الغربيين الذين أنطقتهم الحقيقة بشيء من الإجابات التي نبحث عنها في هذه السلسلة، سلسلة الهدى والنور.
والله أسأل أن يهدينا جميعاً لما اختلفنا فيه من الحق بإذنه، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد