هل هذا كلام الله ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

 





إليك أيها القارىء الكريم بعض الفقرات من العهدين القديم والجديد والتي لا تمت لوحي الله بأي صلة إلا أن المسيحيون يقدسونها ويعتبرونها وحي من رب العالمين:

يقول بولس في رسالته الثانية إلي صديقه تيموثاوس [4: 9] بحسب ترجمة الفاندايك: \" بادر ان تجيء اليّ سريعا لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب الى تسالونيكي وكريسكيس الى غلاطية وتيطس الى دلماطية. لوقا وحده معي. خذ مرقس واحضره معك لانه نافع لي للخدمة. اما تيخيكس فقد ارسلته الى افسس..الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب ايضا ولا سيما الرقوق.\"



ثم يقول له في الفقرة 19 من نفس الرسالة: \" سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس.اراستس بقي في كورنثوس. واما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا. بادر ان تجيء قبل الشتاء. يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والاخوة جميعا. \"



ونحن نسأل:

أي عاقل يقول: إن هذا الكلام الذي هو رسالة شخصية محضة، تتعلق بطلب بولس من صديقه الحضور سريعاً وتتعلق برداءه الشخصي وطلب السلام على فلان وبيت فلان... أي عاقل يقول أنها وحي من عند رب العالمين؟!

ما علاقة هذا الكلام بوحي السماء حتى يوضع في كتاب ينسب إلي الرب تبارك وتعالى؟ !



ويقول بولس لصديقه تيطس [تي 3: 12]: \" حينما ارسل اليك ارتيماس او تيخيكس بادر ان تأتي اليّ الى نيكوبوليس لاني عزمت ان أشتي هناك. \"



فهل أصبح قول بولس لصديقه \" تيطس \" أنه قرر أن يشتي في المكان الفلاني وحي من عند رب العالمين؟!!



وجاء في رسالة بولس إلى أهل رومية [16: 21]: \" يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي. أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب. يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها. يسلم عليكم اراستس خازن المدينة وكوارتس الأخ. \"



ما علاقة هذه التحيات والسلامات الشخصية بكلمة الله؟!



إن هذه الفقرات تؤكد أن رسائل بولس ليست وحي من الله وإنما رسائل متبادلة أدخلت في الكتاب لتصير وحياً. وإلا فماذا ينفع وجود نص في كتاب ينسب إلى الله يتعلق برداء بولس الشخصي؟! وينص يعلن فيه بولس انه سوف يشتي في المكان الفلاني؟! ونص يبعث فيه سلامات وتحيات شخصية؟



وهناك الكثير من مثل هذه النصوص التي احتواها كتاب النصارى المقدس وإذا تتبعناها يطول بنا الكلام إلي أبعد مدى وسوف نكتفي بالأمثلة التالية:



ورد في سفر صموئيل \" فبادرت أبيجال وأخذت مائتي رغيف خبز وزقي خمر، وخمسة خرفان مهيئة، وخمس كيلات من الفريك ومائتي عنقود من الزبيب، ومائتي قرص من التين، ووضعتها على الحمير \" صموئيل الأول [25/18].



وفي سفر الأيام الأول [24 - 27] يعرض لنا قائمة طويلة لوكلاء داود وولاته.

وفي سفر الملوك الأول إصحاحان كاملان في وصف الهيكل وطوله وعرضه وسماكته وارتفاعه وعدد نوافذه وأبوابه...... وتفاصيل تزعم التوراة أنها المواصفات التي يريدها الرب لمسكنه الأبدي: \" وَكَانَ طُولُهُ مِئَةَ ذِرَاعٍ, وَعَرضُهُ خَمسِينَ ذِرَاعاً وَارتِفَاعُهُ ثَلاَثِينَ ذِرَاعاً، وَيَقُومُ عَلَى أَربَعَةِ صُفُوفٍ, مِن أَعمِدَةٍ, مَصنُوعَةٍ, مِن خَشَبِ الأَرزِ، تَرتَكِزُ عَلَيهَا عَوَارِضُ خَشَبِيَّةٌ مُنَسَّقَةٌ مِن خَشَبِ الأَرزِ. وَامتَدَّ سَقفٌ مِن خَشَبِ الأَرزِ فَوقَ هَذِهِ العَوَارِضِ المُنَسَّقَةِ البَّالِغَةِ خَمساً وَأَربِعِينَ عَارِضَةً، قَائِمَةً عَلَى الأَعمِدَةِ، وَقَد نُسِّقَت فِي صُفُوفٍ, ثَلاَثَةٍ,، يَتَأَلَّفُ كُلٌّ صَفٍّ, مِنهَا مِن خَمسَ عَشرَةَ عَارِضَةً... \" انظر ملوك الأول [6/1 - 7/1]

وفي أخبار الأيام الأول ست عشرة صفحة كلها أنساب لآدم وأحفاده وإبراهيم وذريته. انظر الأيام الاول [1/1 - 9/44]

ثم قائمة أخرى بأسماء العائدين من بابل حسب عائلاتهم، وأعداد كل عائلة إضافة لأعداد حميرهم وجمالهم و....... انظر سفر عزرا [2/1 - 67] وقوائم أخرى بأعداد الجيوش والبوابين من كل سبط، وعدد كل جيش و......... انظر سفر أخبار الأيام الاول [23/1 - 27/34].

وفي سفر الخروج يأمر موسى بصناعة التابوت بمواصفات دقيقة تستمر تسع صفحات، فهل وحي ينزل بذلك كله وغيره مما يطول المقام بتتبعه.



ومن المدهش أن الذين كتبوا التوراة قد وقعوا فيما نسميه بالسرقة الأدبية كما في ذكر نص ثم إعادته في موضع آخر، ومنه: تطابق سفر الملوك الثاني [19/1 - 12] مع إشعيا [37/1 - 12] كلمة بكلمة، وحرفاً بحرف، بل وشولة بشولة!!!

وتكرر هذا النقل في إصحاحات أخرى مع تغيير بسيط لا يذكر في بعض الكلمات انظر على سبيل المثال:



1\" الاصحاح 10 من سفر أخبار الأيام الأول هو تكرار حرفي للأصحاح 31 من صموئيل الاول.



2\" الاصحاح 17 من سفر أخبار الأيام الأول تكرار حرفي للأصحاح 7 من سفر صموئيل الثاني.



3\" الاصحاح 19 من سفر أخبار الأيام الأول تكرار حرفي للأصحاح 10 من سفر صموئيل الثاني.



4\" الاصحاح 18 من سفر أخبار الأيام الأول تكرار حرفي للإصحاح 8 من سفر صموئيل الثاني.



ان تكرار النصوص على هذا النحو يدل على العبث البشري الذي أصاب الكتاب المقدس.



--------------------------



هل الله هو المتكلم في هذه النصوص؟ وهل يتكلم الله بهذا الأسلوب؟



سفر الخروج [5: 22]: \" فرجع موسى إلى الرب وقال يا سيد لماذا أسأت إلى هذا الشعب. لماذا أرسلتني. فانه منذ دخلت إلى فرعون لا تكلم باسمك أساء إلى هذا الشعب. وأنت لم تخلّص شعبك \".

هل يمكن لنبي الله موسى أن يتكلم مع الله بهذه الوقاحة؟

مزمور [10: 1]: \" يا رَبٌّ: لماذا تقف بعيداً؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟ \"



هل الله يقول في كتابه: يا رب لماذا تقف بعيداً؟!!

مزمور [35: 17]: \" يا رب إلى متى تنتظر.. لا يشمت بي الذين هم أعدائي باطلاً استيقظ وانتبه إلى حكمي \"



هل الله يقول في كتابه: يا رب إلى متى تنتظر.... استيقظ وانتبه.... هل هذا كلام الله؟

مزمور [40: 17]: \" يا إلهــي لا تبطــىء \" [ترجمة الفانديك]

مزمور [89: 46]: \" حـتى مـتى يا رب تختـبىء كـل الاختباء؟ \" \" حتى متى، يَتَّقِدُ غَضَبُكَ كَالنَّارِ؟ \"



هل الله يقول في كتابه: حتى متى يا رب تختبىء كل الاختباء؟!!



سفر إشعياء [63: 17]: \" لماذا أضللتـنا يا رب عن طرقك؟ قسيت قلوبنا عن مخافتك. \"

سفر مراثي إرميا [3: 1]: \" بادت ثقــتي ورجائـي مـن الـرب. \"



أهذا كلام الله؟ كيف يمكن أن يتعبـد بـه إلى الله؟!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply