بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المقالة المطوّلةُ يراد منها أن تكون مدخلاً لدراسة اليهودية دراسة علمية بعيدة عن منهج كثير من الدراسات التي يعيبها أمران:
الأول: اعتماد كثير منها على مراجع قديمة وإغفال الدراسات الحديثة عن اليهودية، وعن تطورها.
والثاني: اعتماد أكثرها على مراجع غير موثوقة مثل \"بروتوكولات حكماء صهيون\" التي شكلت عقلية عدد لا يستهان به من الإسلاميين، ودخلت ضمن أدبياتهم الرسمية.
ولجأت أكثر هذه الدراسات إلى أسلوب الهجاء والشتم، وابتعدت عن الدراسة العلمية الهادئة.
لا يحيط هذا البحث بجميع جوانب اليهودية، لكنه يعطي مفاتيح لدراسة هذا الدين، ولهذا حاولت أن اذكر في كل مبحث مجموعة من أهم المصادر فيه، بشرط أن تكون مطبوعة باللغة العربية.
وكذلك اعتمدت أسلوباً مباشراً في الكتابة، يعتمد على الاختصار.
* أولا: التعريف:
* اليهودية:
اليهودية في اصطلاح المسلمين: هي الديانة التي بعث الله، - عز وجل -، بها موسى، - عليه السلام -، وأنزل الله على موسى كتاباً مقدساً هو: التوراة، ويعتقد المسلمون أنهما قد حرفتا [أي الديانة، والتوراة] بعد ذلك.
واستعمال مصطلح \"اليهودية\" للدلالة على هذا الدين تأخر في الظهور إلى قرابة القرن الثاني الميلادي، وقبل ذلك كان مصطلح \"يهود\" له دلالة جغرافية وعرقية، فحسب.
قال طمبسون: \"في بداية العهد الحاخامي \"التلمودي\" في القرن الثاني ميلاديº يكون مصطلح \"يهوديم\" وصفياً بشكل ديني على نحو واضح، وليس إثنياً [أي: عرقياً]، ولا جغرافياً.
ومن الناحية \"الشعبية- السببية\" فإن المصطلح \"يهوديم\" ارتبط بالاسم الإلهي \"ياهو\". إنه يعرف \"اليهوديم\" بأنهم أتباع ياهو.
هذا الارتباط الديني هو الذي يبدو الأكثر ثباتاً في انتشار استعمال الاسم \"يهوديم\" في الإمبراطورية الرومانية\".
و أول من نجد عنده استعمال هذا المصطلح \"اليهودية\" ليدلَّ على مجموعة دينية هو يوسفيوس فيلافيوس [37- 100م]، وقد أطلقه ليشير إلى عقيدة أهل مقاطعة يهوذا.
* اشتقاقها اللغوي:
1- قيل: إنها من هادَ يهودُ: إذا تابº وسموا بذلك لأنهم تابوا عن عبادة العجل، قال - تعالى -: \"إنَّا هُدنَا إلَيكَ\" [الأعراف: 156]. وهذا الرأي هو الموجود في المراجع العربيةº لكنه رأي غير صحيح، لأن الجذر \"هود\" وإن كان يدل على الرجوع في اللغة العربيةº إلا أنّ اشتقاق تسمية اليهود لم يكن باللغة العربية، بل كان باللغة الكنعانية- الكتابية \"العبرية\"، أما كلمة يهوذا، فليست في العبرية مكونة من جذر \"هود\"º بل هي مكونة من كلمتين: ياهو، وذا، وسيأتي معناهما قريباً.
2- وقيل: نسبة إلى يهوذا، أحد الأسباط الإثني عشر. وهذا غير صحيحº فوجود يهوذا غير موثق تاريخياً، والديانة لم تكن خاصة في نسله.
3- وقيل: نسبة إلى مملكة يهوذا [1000- 600 ق. م]. وهذا غير صحيح أيضاًº إذ بين سقوط مملكة يهوذا وظهور مصطلح اليهودية[للدلالة على الدين] مئات السنين.
4- وقيل: نسبة إلى ولاية يهوذا، وهي مقاطعة سياسية، على المرتفعات الجنوبية للقدس، كانت خاضعة للفرس، ثم لليونانيين، ثم للرومان. وهذا هو القول الصحيح.
ومعنى كلمة يهوذا بالعبري، تعني: الشاكر لله، أو الحامد للهº فهي مكونة من كلمتين: ياهو: وهو اسم الله عندهم. ذا: ومعناه \"حمد\".
ففي سفر \"التكوين\" أن لئية، زوجة يعقوب، لما ولدت ابنها الرابع قالت: \"الآن أقرَّ بفضل ربي، فسمته يهوذا\" [تكوين 29: 35].
* وأتباع هذه الديانة يسمون:
1- يهوداً. ومن أسمائهم أيضاً:
2- بنو إسرائيل: والمراد بإسرائيل هو يعقوب، - عليه السلام -، أما سبب تسميته إسرائيل، في العهد القديمº فهو كما ورد في سفر التكوين: \" وبقي يعقوب وحدهº فصارعه رجل حتى طلوع الفجر، ولما رأى أنه لا يقوى على يعقوب في هذا الصراعº ضرب حُقَّ وركِه فانخلع، وقال ليعقوب: طلع الفجر فاتركني. فقال يعقوب: لا أتركك حتى تباركني. فقال الرجل: ما اسمك؟ قال: اسمي يعقوب. فقال: لا يُدعى اسمك يعقوب بعد الآن بل إسرائيل، لأنك غالبت اللهَ والناسَ وغلبتَ\" [تكوين32: 25- 29].
وهذا الرجل الذي غلبه يعقوبُ، هو الله، - عز وجل -! - تعالى - الله عما يقولون علواً كبيراً.
أما معنى إسرائيل فهو: القوي بالله، أو الغالب بالله، ومعنى الكلمة الحرفي، هو: الذي يصارع إيل \"الإله\"º لأن الكلمة مكونة من مقطعين: إسر: من الفعل \"سره\" بمعنى: يتعارك أو يتصارع. إيل: وهو بمعنى الإله [هذا هو الاجتهاد المشهور في معنى \"إسرائيل\" وهناك اجتهادات كثيرة، كلها ضعيفة، كجعل \"إيل\" فاعلاً وليس مفعولاً، فتكون الترجمة الحرفية \"إيل صارع\" مما يجعل إسرائيل بمعنى: جندي الله، وهناك اجتهادات أخرى]. إلا أن هذا الرأي يبدو غير مقنع، ولا يحظى بقبول عند كثير من أهل الاختصاص.
وفي المراجع العربية نجد تفسيراً مناسباً للفظة إسرائيل، فالمراجع العربية تبين أن إسرائيل تعني: عبد الله، أو صفوة الله. فمفردة \"يسر\": تفيد اللين والانقياد، وهذا ما يؤدي إليه معنى لفظة \"عبد\".
وعلى الاحتمال الثاني: تكون \"إسر\" مشتقة من \"السرو\" الذي هو: المروءة في الشرف، ويقال: استريتهم: إذا اخترتهم، وهذا معنى لفظة \"صفوة\".
ويبدو أن ما جاء في المصادر العربية أقرب للصواب في معنى اسم إسرائيل.
ولفظة \"إسرائيل\" لها قدسية عند اليهود والنصارى، إذ أنها تشير إلى الشعب، المقدس شعب العهد، شعب الله المختار!
وتطلق لفظة \"إسرائيل\" في الكتاب المقدس، على: يعقوب، وعلى نسل يعقوب، وعلى الأسباط العشرة الذين أسسوا مملكة إسرائيل.
- هل جميع اليهود من نسل يعقوب؟ وهل جميع نسل يعقوب يهود؟ بلفظٍ, آخر: هل جميع اليهود إسرائيليون؟ وهل جميع الإسرائيليين يهود؟
الجواب عن السؤالين، هو: لاº فأكثر اليهود ليسوا من نسل يعقوب، وكثير من الإسرائيليين ليسوا يهوداً.
وهذا أمر معترف به بين الباحثين، فمثلاً، يهود الخزر الذين تهودوا في القرن الثامن الميلادي، وكانوا قبل ذلك وثنيين، تبلغ نسبتهم قرابة 92% من مجموع عدد اليهود اليوم، كما تشير بعض الإحصاءات، والثمانية في المائة المتبقية ينحدر أكثرهم من السكان الوثنيين البدو في إفريقيا، وآسيا، وحوض البحر المتوسط، ونحن نعرف أن التبّع يوسف ذو نواس، ملك اليمن، الذي تهوّد: أكره رعيته على اعتناق الديانة اليهودية، وحرق بالنار من رفض منهم.
ولذا فالقول بأن يهود اليوم من نسل يعقوب - عليه السلام -، كذبة كبرى، لا تجد لها قبولاً عند الباحثين.
وقد ورد في القرآن والحديث النبوي استعمال مصطلح \"بنو إسرائيل\" وهو مصطلح ليس خاصاً باليهود، بل يشمل اليهود والنصارى.
وبعد استيلاء الصهاينة على فلسطين، وظهور ما يسمى \"دولة إسرائيل\" حصل اختلاط في المصطلحات بين إسرائيليº نسبة إلى القبيلة القديمة، وبين إسرائيليº نسبة إلى الدولة الصهيونية.
ولهذا اقترح بعض الباحثين العرب تمييزاً بين الاستعمالين، فيكون \"إسرائيل\"، أو \" يسرائيل\"، للدلالة على الجماعة العرقية. و\"إسرائيل\"، للدلالة على الكيان الصهيوني، والانتساب إليه.
3- العبرانيون: وأصل اشتقاق هذه التسمية يحوطُهُ إشكالات كثيرة، وأول مَن أُطلق عليه لقب \"عبراني\" في العهد القديم هو إبراهيم، حيث ورد \"أبرام العبراني\" [تكوين 14: 13]، وكان هذا الإطلاق لا يحمل أي دلالة عرقية \"نَسَبِيّة\"، بل كان يحمل دلالة اجتماعية.
وسنعرض لبعض الأقوال حول أصل هذه الكلمة، وإطلاقها على اليهود:
أ - نسبة إلى \"عابر\" أحد أجداد إبراهيم، كما جاء في التوراة. وهذا غير صحيح، فوجود هذا الشخص غير موثق تاريخياً، وهنا أمر يثير الانتباهº فالتوراة عند ذكرها لشجرة النسب لم تجعل \"عابر\" أباً للعبرانيين، بل جعلت \"سام بن نوح\" هو \"أب كلّ بني عابر\" [تكوين 10: 21].
ب - أنها مشتقة من الفعل العبري \"عبر\" الذي يحمل معنى العبور والانتقال، وهو المعنى نفسه الذي يحمله الفعل العربي \"عبر\"، ويقال: عِبرُ النهر: أي ضفته، وهذا إشارة إلى عبور إبراهيم ومن معه نهر الفرات، أو نهر الأردن.
ت - وقد يكون العبراني نسبة إلى \"العبور\" بمعنى الانتقال والترحال، فتكون العبراني بمعنى \"البدوي\".
وتستعمل لفظة \"عبري\" في \"الكتاب المقدس\" عدة استعمالاتº فهي تُطلق على غير اليهود، ويراد بها، أيضاً: العرب، أو القلف، أو المغبرة. وقد سعى بعضهم للربط بين \"العبرانيين\" و \"العابيرو\" \"الخابيرو\"º إلا أن هذا غير صحيح، كما بينه أهل الاختصاص.
لكننا لا نجد في التوراة، بل في العهد القديم كله ما يدل على وجود \"ثقافة عبرانية\" أو \"لغة عبرية\"، بل إن \"الكتاب المقدس\" يذكر أنّ لغته هي \"سفت كنعن\" و \"لشن كنعن\" أي: شفة كنعان، ولسان كنعان، بمعنى: لغة أو لهجة كنعان [بالنسبة للغة العبرية اليومº فإنها لا تمت إلى العبرية القديمة إلا بصلة ضعيفة، فبعض الباحثين يقسم تاريخ اللغة العبرية على النحو التالي: أ- العبرية القديمة: وهي لغة العهد القديم، وهي إحدى لهجات كنعان، وقد انقرضت قرابة عام 250 ق. م. ب- عبرية المشناة: وظهرت بعد العبرية القديمة، وانقرضت تماماً في القرن الثاني للميلاد. ج- بعد انتشار اليهود في العالم القديم، استخدم يهود أوروبا العبرية التلمودية في كتاباتهم الدينية، واستخدم يهود العرب العبرية المستعربة في كتاباتهم الدينية، وتحولت العبرية إلى لغة دينية مقدسة، لا يعرفها غالب اليهود. د- العبرية الحديثة: وظهرت بداياتها في العصر الحديث، في القرن التاسع عشر، وهي خليط من المراحل السابقة للعبرية، بالإضافة إلى الاستعانة باللغات الأوروبية، وقواعد النحو العربي. انظر: موسوعة اليهود واليهودية، للمسيري \"3: 330- 332\". [صفنيا 3: 9، إشعيا 19: 18].
* توظيف هذه الاصطلاحات اليوم:
بعد إنشاء ما يسمى \"دولة إسرائيل\" حصل إحياء قومي للمصطلحات، وتزييف كبير لها. وأصبح هناك توظيف جديد لمصطلح \"يهودي، وإسرائيلي، وعبراني\". فاليهودية: أصبحت علماً على الديانة، أي صارت مصطلحاً دينياًº فيقال: ديانة يهودية، ودين يهودي.
والإسرائيلية: أصبحت علماً على الجنسية، أي صارت مصطلحاً سياسياًº فيقال: دولة إسرائيل، ومواطن إسرائيلي.
ولما كان في أرض فلسطين \"إسرائيل\" أعداد كثيرة من غير \"اليهود\"º شكل هذا أزمة \"هوية\" في الدولة الصهيونية، وهناك قوانين كثيرة لتحديد مَن يحمل الجنسية الإسرائيلية، يهمنا منها قانونان:
أ - قانون العودة:
الصادر في 5 يوليو سنة 1950م، وهو يعطي الحق لكل يهودي في العالم بالهجرة إلى إسرائيل، والحصول على الجنسية الإسرائيلية، دون قيد أو شرط.
ب - قانون الجنسية الإسرائيلية:
الصادر في 14 إبريل سنة 1952م، ولهذا القانون شطران:
الشطر الأول: من حيث يهود فلسطينº فهؤلاء يحصلون على الجنسية الإسرائيلية، دون قيد أو شرط.
الشطر الثاني: عرب فلسطينº وهؤلاء يحصلون على الجنسية الإسرائيلية بثلاثة شروط: الأول: أن يثبت في الوثائق أنه موجود في فلسطين قبل عام 1948م. والثاني: أن لا تكون معه جنسية أخرى. والثالث: أن يكون متقناً للغة العبرية.
قال حسن ظاظا: \" والخلاصة أنَّ مفهوم \"الإسرائيلي\" في هذه الدولة، هو أولاً وأخيراً: اليهودي المقيم في إسرائيل، واليهودي المقيم في خارج إسرائيل أيضاً، بشرط أن يكون صهيونياً متمسكاً بالولاء لإسرائيل، وفيما عدا ذلك لا شيء، إلا ألفاظاً للتعمية على أبشع صورة من صور العنصرية التي ظهرت في العصر الحديث\". ولا يزال الصراع، حتى اليوم، مستمراً حول تحديد هوية الدولة، وهل هي دينية أم علمانية، وتحديد مفهوم الإسرائيلي، وهو صراع يؤذن بتفكك الدولة الصهيونية، أو وقوع حرب أهلية.
والعبرانية: أصبحت علماً على الثقافة، أي صارت مصطلحاً ثقافياًº فيقال: \"لغة عبرية\"، و\"أدب عبري\" و\"الجامعة العبرية\".
***
* ثانيا: مصادر الفكر الديني عند اليهود:
المراد بمصادر الفكر الديني عند اليهود: أي الكتب، والتقاليد، التي يستمد اليهود منها عقائدهم، وأحكامهم الفقهية.
وسنحاول في هذا الفصل العرض لأهم هذه المصادر، وأشهرها:
*المصدر الأول: العهد القديم:
العهد القديم مصطلح يشير إلى كتاب اليهود المقدس، وهو مصطلح استعمله النصارىº تمييزاً له عن العهد الجديد، الذي يشمل الأناجيل الأربعة، وأعمال الرسل، والرسائل.
واليهود لا يرضون بهذه التسمية، ويسمون كتابهم المقدس: الكتب \"كتوبيم\"، أو الكتب المقدسة \"كتبي هاقودش\".
مكونات العهد القديم:
ينقسم العهد القديم ثلاثة أقسام، وهي: 1- التوراة. 2- كتب الأنبياء. 3-الكتابات، أو أسفار الحكمة والأناشيد.
ولهذا يطلق اليهود على العهد القديم، اختصاراً، اسم: \"تِنَك\"، وهذا اختصار لمكوناته، وهي:
- \"توره\": توراة.
- و\"نبوئيم\": كتب الأنبياء.
- و\"كيتوبيم\": الكتابات.
* القسم الأول: التوراة \"توره\".
وتسمى أيضاً: أسفار موسى الخمسة \"حوميش موشيه\".
وهذه الأسفار الخمسة، هي: 1- التكوين. 2- الخروج. 3- اللاويين. 4- العدد. 5- التثنية.
? القسم الثاني: أسفار الأنبياء \"نبوئيم\":
وهو يتكلم عن قصص أنبياء بني إسرائيل، وعن تاريخهم، من بعد موسى، - عليه السلام -، وحتى قرابة عام 200 ق. م. وتنقسم قسمين:
أ - أسفار الأنبياء الأولين \"نبوئيم ريشونيم\": وهي ستة أسفار:
1-يشوع. 2- صموئيل الأول. 3- صموئيل الثاني(. 4- القضاة. 5- الملوك الأول. 6- الملوك الثاني.
ب - أسفار الأنبياء المتأخرين \"نبيئيم أحرونيم\": وهي خمسة عشر سفراً:
ثلاثة أسفار لأنبياء كبار، وهم: 1- إشعياء. 2- إرميا. 3- حزقيال.
واثنا عشر سفراً لأنبياء صغار، وهم: 1-هوشع. 2- يوئيل. 3- عاموس. 4- عوفيدا. 5- يونس. 6- ميكا \"ميخا\". 7- ناحوم. 8- حبقوق. 9- صفنيا. 10- حجاي. 11- زكريا. 12- ملاكي \"ملاخي\".
ج- أسفار الحكمة والأناشيد، أو الكتابات \"كيتوفيم\": وهي ثلاثة عشر سفراً:
وهي تحتوي على مواد شعرية، وقصصية، وبعض الأحداث التاريخية.
1- مزامير داود. 2- سفر الأمثال. 3- سفر أيوب. 4- نشيد الأنشاد. 5- سفر راعوث \"روت\". 6- مراثي إرميا. 7- سفر الجامعة. 8- سفر إستير. 9- سفر دانيال. 10- سفر عزرا. 11- سفر نحميا. 12- سفر أخبار الأيام الأول. 13- سفر أخبار الأيام الثاني.
* نسخ العهد القديم:
هناك عدة نسخ للعهد القديم، موجودة اليوم، وتختلف هذه النسخ فيما بينها، من حيث عدد الأسفار، وترتيبها، واعتراف الطوائف بها.
1- النسخة العبرانية:
وهذه النسخة مأخوذة من النسخة \"المسورية\" وهي نسخة أعدها بعض علماء اليهود في طبرية، في فلسطين، ما بين القرنين السادس والثاني عشر الميلاديين، وقد قاموا بوضع الشكل \"التصويت\" على الحروف، وقاموا بتعديل بعض المواضع في النص.
وهذه النسخة معترف بها عند اليهود، والنصارى بشتى فرقهم.
وهي التي نقلنا ترتيب الأسفار عنها، عند ذكرنا لأسفار العهد القديم.
2- النسخة السبعينية:
وسميت بالسبعينية إشارة إلى أسطورة تذكر أن اثنين وسبعين حبراً من أحبار اليهود ترجموا العهد القديم العبري إلى اللغة اليونانية، ومكثوا في ذلك اثنين وسبعين يوماً، بأمر من الملك بطليموس فيلادفيوس \"247- 228 ق. م\" في الإسكندرية.
وفي هذه النسخة أسفار لا توجد في النسخة العبرية، وهي:
المكابيون \"4 أسفار\"، وعزرا، ويهوديت، وطوبيت، وأدون، وحكمة سليمان، ويشوع بن سيرك، ومزامير سليمان، وبرك، ورسالة إرميا، وسوزان، وبعل والتنين.
وزيادات على سفري: إستير ودانيال.
و تسمى هذه الأسفار الزائدة على النسخة العبرانية: \"الأبوكريفا\"، وهي كلمة يونانية، معناها الحرفي: مخفي، أو سري، [سبب تسميتها بالأسفار المخفية، فيما يظهر، أن علماء اليهود كانوا يخفون بعض الأسفار عن الناس، إذا كان فيها ما يتناقض مع الأسفار الأخرى، ومن ذلك تعرض سفر حزقيال للإخفاء، لولا أن أنقذه حنانيا بن حزقيا، حيث أنه استطاع إزالة التناقضات بين سفر حزقيال وباقي الأسفار مقابل 300 جرة سمن].
و يراد بها: الأسفار الخارجية، وهي مقابلة للأسفار \"القانونية\" وهي الأسفار المشتركة بين النسختين العبرانية، والسبعينية.
وقد اختلف موقف اليهود من قبول \"السبعينية\": فبعد أن كانوا يقبلونهاº عادوا بعد سنة 70 م، ورفضوها، وأطلقوا عليها اسم \"العجل الذهبي\".
ورفضها أيضاً البروتستانت، وقبل الكاثوليك بعضها، وهي أسفار: طوبيت، ويهوديت، وحكمة سليمان، ويسوع بن سيرك، وبرك، والمكابيين الأول والثاني فقط.
ولهذا يسمي الكاثوليك هذه الأسفار السبعة باسم \"القانونية الثانية\".
وقد بالغ مترجمو هذه النسخة في \"أغرقتها\" حتى أننا نجدهم قد ترجموا كلمة \"توره\" إلى \"نوموس\"، وتعني: القانون، وكذلك كلمة أرنب، ترجموها إلى: ذي الأقدام الخشنة، لأن الأرنب حيوان نجس، في التوراة، وترجمته إلى اليونانية هي: \"لوجوس\" الذي هو لقب أحد أجداد الملك، ولهذا غيروا في الترجمة.
3- النسخة السامرية:
والسامرة إحدى فرق اليهود، ولا يؤمنون من الكتاب المقدس إلا بالتوراة فقط، وقد يضيفون إليهما سفري: يشوع، والقضاة، لكنهم لا يرونهما سفرين مقدسين، بل سفرين تاريخيين.
الفرق بين هذه النسخ:
1- الفرق في عدد الأسفار:
النسخة السامرية لا تعترف إلا بأسفار التوراة الخمسة، وقد يضيفون إليها سفري يشوع والقضاة، وهي بهذا تنقص عن النسختين العبرانية والسبعينية كثيراً، فهي لا تعترف بأسفار الأنبياء، ولا بالكتابات.
أما النسخة السبعينية: فهي تزيد على العبرانية بأسفار \"الأبوكريفا\" كما سبق.
2- الترتيب:
تختلف النسختان السبعينية والعبرية في ترتيب الأسفار ضمن العهد القديم.
3- الاختلافات:
فهناك اختلافات كثيرة بين هذه النسخ، وزيادات، فمثلاً: بين النسختين السامرية والعبرية هناك حوالي ستة آلاف اختلاف، توافق السامرية النسخة السبعينية في ألف وتسعمائة اختلاف منها.
وسأذكر هنا بعض الاختلافات:
المثال الأول: أن الزمن منذ خلق آدم إلى طوفان نوح ألف وستمائة وست وخمسون سنة، كما في النسخة العبرانية، وفي السبعينية: ألفان ومائتان وستون سنة، وفي السامرية ألف وثلاثمائة وسبع سنين.
المثال الثاني: في النسخة العبرانية: \"حين تعبرون الأردن تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال، وتكلسوها بالكلس\" [تثنية 27: 4]، وفي النسخة السامرية: \"جبل جرزيم\" بدل جبل عيبال، وهما جبلان مختلفان.
المثال الثالث: في النسخة العبرانية: \"فصعد موسى وهارون... فرأوا الله و أكلوا وشربوا\" [الخروج 24: 9]، وفي السامرية: \" فلما شاهدوا ملاك الله أكلوا وشربوا\".
المثال الرابع: في سفر الخروج، في الإصحاح الثلاثين الفقرات 1- 10، من النسخة العبرانية، محذوفة من النسخة السامرية.
المثال الخامس: في النسخة العبرانية: \"فنزل الرب في السحاب\" [الخروج 34: 5]، وفي النسخة السامرية: \"وانحدر ملاك الله في الغمام\".
المثال السادس: في النسخة العبرانية: \"وبينما موسى في الطريق لاقاه الرب\" [الخروج 4: 24[، وفي السبعينية: \"لاقاه ملاك الرب\".
المثال السابع: في النسخة السبعينية: يوجد بين أرفكشاذ وشالح أب هو قينان [التكوين 11: 11- 14]، ولا يوجد قينان في النسختين العبرانية، ولا السامرية.
* التوراة \"تورة\":
ومعناها: الوصايا، أو الشرائع، أو التعاليم. وهي خمسة أسفار:
السِّفر الأول: سِفر التكوين:
وهو مكون من خمسين إصحاحاً، ويبدأ بذكر خلق العالم، وخلق آدم، وقصة آدم وحواء، وأولادهما، وقصة نوح والطوفان، وبابل، وسير الآباء الأولين إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وإخوته، وينتهي بذكر خبر موت يوسف في مصر.
السِّفر الثاني: سفر الخروج:
وهو مكون من أربعين إصحاحاً، ويبدأ بذكر مولد موسى أثناء اضطهاد فرعون لبني إسرءيل، وقصة موسى مع فرعون، وخروج موسى ببني إسرئيل، والتيه، وبعض الأحكام الكهنوتية، وأحكام خيمة الاجتماع.
السِّفر الثالث: سفر اللاويين:
ويسمى بشريعة الكهنة، وهو مكون من سبعة وعشرين إصحاحاً. وهو يتكلم عن مسائل العبادات، والمحرمات، والنجاسات، والأعياد، والأضاحي، والقرابين.
واللاويون: نسبة إلى سبط \"لاوي\"، أحد الأسباط الاثني عشر في الكتاب المقدس، وهم سدنة الهيكل، والمشرفون على الأمور الدينية، ويكونون من نسل هارون خاصة من بين كل سبط اللاويين.
السِّفر الرابع: سفر العدد:
وهو مكون من ستة وثلاثين إصحاحاً، وسمي بهذا الاسمº لأنه يشتمل في غالبه على إحصاءات عن قبائل بني إسرئيل، وجيوشهم، وأموالهم، وغيرها، وفيه بيان بعض العبادات والمعاملات، وعن تيه بني إسرائيل.
السِّفر الخامس: سفر التثنية:
وهو مكون من أربعة وثلاثين إصحاحاً، ويسمى أيضاً، تثنية الاشتراع. وسمي بذلكº لأن فيه إعادة الشريعة وتكرارها على جماعة بني إسرائيل مرة ثانية، عند خروجهم من سيناء.
ويتكون هذا السفر من مراجعة موسى لما حدث لبني إسرائيل منذ عبور سيناء، وتلخيص للشرائع، ونصائح أخلاقية، وأفعال موسى الأخيرة، وقصة موته.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد