لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين مثلان جآءا في التوراة والإنجيل. وما حدث تاريخياً وإلى اليوم يؤكد معنى مثلهم في الإنجيل:
بعث الله الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحده ثم اجتمع إليه ناس قليل يؤمنون به ثم اصبح القليل كثيرا ثم أخذوا في الزيادة والنماء، ولم يتوفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وقد أسلمت لله جزيرة العرب برمتها ثم بعد موته انتشر الإسلام خارج بلاد العرب حتى شمل خلال مائة سنة ما بين الصين وفرنسا والمسلمون اليوم كثير ولا توجد دولة واحدة على وجه الأرض لا يعيش عليها مسلمون، ويعتبرون بحق أكبر أمة على وجه الأرض يجمعها دين واحد.
فالمسلمون ببساطة كانوا كالزرع البسيط الذي أخذ يقوى حالا بعد حال حتى غلظ نباته وأفراخه، فأغاظ الكفار وساءهم. وأساس المسلمين وأصلهم الأول كانوا صحابة رسول الله رضوان الله عليهم جميعاً، فمن اغتاظ منهم أو انزعج لحق بالكفار لا محالة. وقد ضرب عيسى بن مريم - عليه السلام - هذا المثل للمسلمين بوحي من الله في الإنجيل، تماماً كما جاء بالقرآن. ولكن ورغم التحريف في الإنجيل فقد بقت آثار منه تؤكد مثل الإنجيل الحق في المسلمين. يقول عيسى - عليه السلام - في الإنجيل (إنجيل متى 13):
أ):
3 فكلمهم كثيرا بأمثال قائلا هوذا [الزارع قد خرج ليزرع]
4 وفيما هو يزرع سقط بعض على [الطريق] فجائت الطيور واكلته
5 وسقط آخر على [الأماكن المحجرة] حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض
6 ولكن لما أشرقت الشمس احترق وإذ لم يكن له اصل جف
7 وسقط آخر على [الشوك] فطلع الشوك وخنقه
8 وسقط آخر على [الأرض الجيدة] [فأعطى ثمرا] بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين
9 من له أذنان للسمع فليسمع
10 فتقدم التلاميذ وقالوا له لماذا تكلمهم بأمثال
11 فأجاب وقال لهم لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات وأما لأولئك فلم يعط
12 فان [من له سيعطى ويزاد]
وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه
----------------
ـ وهذا حال غير المسلمين يتناقصون، أو يسلم منهم كثير من الناس