(البهائية) تثير غضباً عارماً في الأوساط الدينية بمصر



بسم الله الرحمن الرحيم

 


أشعل حكم صادر عن محكمة القضاء الإداري يعترف بالطائفة البهائية في مصر غضباً عارماً في الأوساط الإسلامية، التي عدت هذا الحكم انتكاسة كبرى وكارثة يجب التراجع عنها، خصوصاً أن هناك إجماعاً على أن البهائيين ليسوا مسلمين وإنما عملاء للصهيونية والاستعمار وأعداء الأمة.



وكانت المحكمة قد أصدرت حكما يعترف بالطائفة البهائية انطلاقا من أن الدين الإسلامي قد اعترف بغير المسلمين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وألزم الحكم وزير الداخلية باستخراج جوازات سفر وبطاقات شخصية لصاحب الدعوى القضائية المواطن حسام عزت وزوجته رانيا عنايت وبناتها مدون عليها ديانتهم البهائية.



وأشارت المحكمة في منطوق الحكم إلى أن قانون الأحوال المدنية لسنة 1994 ألزم كل مواطن باستخراج بطاقة شخصية مدون فيها اسمه وديانته وتاريخ ميلاده، مؤكدة أن كتابة الديانة في البطاقة أو الشهادة لا تخالف الشريعة الإسلامية، رغم أنها لا تعترف بالبهائية، وبرر مفبركو الحكم أن تدوين ديانة المواطن أو هويته أو شهادة ميلاده يضمن التعرف على صاحبها، لكنه لا ينشئ مركزا قانونيا يخالف روح الشريعة الإسلامية.



وتعود الضجة التي أثارها الحكم الصادر من القضاء الإداري إلى مخالفة الحكم للمادة 146 من قانون الأحوال المدنية الذي قصر خانة الديانة في البطاقة الشخصية على معتنقي الديانات السماوية الثلاث فقط.



ولعل هذه المخالفة قد جعلت الكثير من المراقبين يشعرون بأن الحكم الصادر بإلزام الداخلية بتدوين خانة الديانة البهائية في البطاقة الشخصية هو حكم سياسي يعود إلى رغبة الحكومة المصرية في إثارة ضجة حول البهائيين في البلاد، وذلك للجم الضغوط الأمريكية الشديدة في هذا النحو والمطالبة بالاعتراف بحقوق البهائيين والشيعة في مصر تنفيذا لتوصيات لجنة الحريات الدينية التابعة للخارجية الأمريكية.



كما أن الحكم قد يأتي استجابة لضغوط السفير الأمريكي في القاهرة فرانسيس ريتشادر دوني الذي زار زعيم الطائفة نصيف بباوي في مدينة المحلة الكبرى وأعرب عن أمله أن تعترف الحكومة المصرية بحقوق البهائيين بوصفهم طائفة دينية لها كافة الحقوق المكفولة لمعتنقي الأديان الأخرى.



وقبل أن ندخل في تفاصيل تداعيات القضية جدير بنا أن نذكر أن أصل البهائية أو البابية كما يطلقون عليها يعود إلى إيران على يد الباب علي محمد الشيرازي الذي بشر الناس بقدوم بهاء الله وهو شخص ادعى النبوة في مرحلة أولى ثم ادعى الألوهية، وزعم أن القيوم الذي سيبقى ويخلد روح الله.



ولا يعترف البهائيون بأن الإسلام خاتم الديانات أو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - الرسول الخاتم للأنبياء ويزعمون أن هناك رسالات سماوية ستظهر تباعا بعد 1000 عام على الأقل.



كائن شيطاني:

ويهدف البهائيون إلى ضرب الإسلام وزعزعة الاستقرار السياسي والديني في المجتمعات الإسلامية ويتعاونون مع إرساليات التنصير لتذويب هوية الأمة الإسلامية.



ويتمتع البهائيون بعلاقات وثيقة مع إسرائيل، وهو ما يكشف أن هذه الطائفة تمثل كائناً شيطانياً زرعته الصهيونية العالمية وقوى الاستعمار ليكون شوكة في ظهر الإسلام والمسلمين. ويكفي للتدليل على ذلك أن المحفل الأول للبهائيين قد تم إنشاؤه في العاصمة البريطانية لندن التي كان للوبي الصهيوني نفوذ كبير فيها، بل إن الأمر تجاوز هذه العلاقة وصولا إلى اعتقاد البهائي بأن تمام عقيدته هو الدعم الكامل لإسرائيل وتكريس نفوذها في المنطقة.



نسخ وتحريف:

ولا يكتفي البهائيون بذلك بل إنهم يدعون أن زعيمهم جاء لينسخ القرآن الكريم بكتاب جديد أسماه (الأقصدة) كما أن أحد مفكريهم زعم أن القرآن الذي بين أيدي المسلمين ليس قرآناً وأنهم قد قاموا بتحريفه، بل ويصل هذا الأفاق إلى الدعوة إلى هدم الكعبة وتوزيع حطامها على بلاد العالم وإبطال الحج وكل الشعائر الإسلامية.



الحكم القضائي الذي حصل عليه البهائيون في مصر لم يكن الأمر الوحيد اللافت للنظر، بل إن الزيارة التي قام بها السفير الإسرائيلي بالقاهرة شالوم كوهين ولقائه ببعض عناصرهم وعلى رأسهم زعيمه نصيف بباوي، واستمر اللقاء ساعة ونصف الساعة طالب فيه السفير الإسرائيلي بضرورة المشاركة في النشاط السياسي بمصر عن طريق إنشاء جمعية أو حزب، والترشح في الانتخابات المختلفة وغيرها من الأنشطة الفعالة للتأثير بقوة لصالح إسرائيل وسياساتها، مؤكدا لنصيف أنه قد حان الوقت للإعلان عن أنفسهم في ظل وعد بحمايتهم من أي اعتراض قد يصدر من الحكومة المصرية ضدهم، ولم يكتف نصيف بباوي باللقاء مع السفير الأمريكي، بل إنه حاول خطب ود الكنيسة المصرية بالإعلان عن ارتداده عن الإسلام واعتناقه النصرانية، وطالبها بالضغط على الحكومة المصرية للاعتراف بحقوق البهائيين إلا أن هذا الأمر لم يجد آذانا مصغية لدى الأنبا شنودة الذي أكد أن البهائية ليست دينا ولا علاقة لها بالمسيحية من بعيد أو قريب.



حركات مشبوهة:

تحركات زعماء الطائفة التي لا يزيد عدد أتباعها في مصر على 3 آلاف شخص جاءت نتيجة الضعف الشديد والليونة التي تعاني ضغوطاً أمريكية شديدة فيما يخص قضية الحريات الدينيةº حتى إنها لم تتدخل في الضجة المثارة حاليا وتركت لعلماء المؤسسة الرسمية الرد الذي جاء قاسيا حيث عده د. علي جمعة مفتي الجمهورية كارثة خطيرة لها تأثير سلبي على الهوية الإسلامية لمصر، وحيث إن البهائية ليست دينا وليس لها علاقة لا بالإسلام ولا بالنصرانية.



وطالب جمعة المحكمة بالتراجع عن هذا الحكم وعدم الخلط بين الأمور الإدارية وبنود الشريعة الإسلامية.



الغضب على هذا القرار لم يكن على المستوى الرسمي فقط، بل شهدت الأوساط الدينية استياء عارما من هذا الحكم الذي سيفتح الباب واسعا أمام الجماعات الشاذة والفرق الباطنية التي تعد البهائية من أبرز معالمها للكيد للإسلام وانتزاع وضع قانوني ورسمي رغم إدراك الجميع أن هدف هذه الجماعة لا يتعدى خدمة الاستعمار والقوى المعادية للإسلام.



انتكاسة كبرى:

ويرى د. محمد أبو ليلة (أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر) أن الاعتراف بالبهائية هو انتكاسة كبرى يرجى من المحكمة العودة عنه، حماية للدين والاستقرار السياسي وسداً للمفاسد وأطماع القوى التي تعمل على تقسيم العالم الإسلامي..



مشددا على أن هذه الطائفة هي صناعة استعمارية محضة حظيت بدعم من القوى الغربية منذ ولادتها الأولى.



كما إن منهجهم في الدعوة إلى أفكارهم تم على أساس التلفيق والتوفيق والتزوير بين المذاهب والأديان المختلفة بدعوى التقريب بينها تحت لافتة المعاصرة والحداثة.



ونبه أبو ليلة إلى أن البهائية ليست دينا من الأساس ولا علاقة لها بالإسلام ولا بالنصرانية ولا اليهودية، وأن من يعتنقها من المسلمين يكون مرتدا خارجا عن دين الإسلام.. مشيرا إلى صدور فتوى من شيخ الأزهر السابق الشيخ جاد الحق علي جاد الحق بتكفيرهم في ظل إنكارهم ما هو معلوم من الدين بالضرورة وإسقاطهم التكاليف وإنكارهم على الله أسماءه الحسنى وصفاته الإلهية <سبحان الله عما يصفون>.



انصياع:

الاستياء لم يقف عند حد علماء الإسلام، بل امتد إلى طوائف أخرى حيث عد السياسون ما يجري حلقة في مسلسل الانصياع للضغوط الأمريكية والصهيونية مهما كانت خطورتها على هوية هذه الأمة وعقيدتها، ونجاحا أوليا للاستراتيجية الأمريكية التي كرسها تقرير مؤسسة (راند) الأمريكية التي طالبت بدعم ما أطلقت عليه الإسلام المعتدل من صوفية وبهائية وغيرها من الفرق المشبوهة. كما إنه يعد إسباغا للشرعية على الأساليب القذرة التي ابتدعها البهائيون في اجتذاب أتباع جدد وهو أسلوب أكثر قذارة من أساليب التنصيريين.



{ويرى السفير عبد الله الأشعل (الدبلوماسي والمحلل السياسي) أن البهائية مسلك سياسي عميل للصهيونية العالمية يتآمر على جميع دول العالم الإسلامي ومن ثم فإن الحديث عن حرية الدين والمعتقدº لأنهم ليسوا أتباع دين سماوي، بل طابوراً خامساً يريد نشر الخراب والدمار والبدع في العالم الإسلامي بدعم وتمويل من الصهاينة وأمريكا.



أشار الأشعل إلى هدف البهائيين إثارة النعرات والحروب الأهلية في دول العالم الإسلامي وتكريس الفكر الطائفي.. موضحا أن هذه الطائفة المحظورة التي كفرها الأزهر في أكثر من مقام نجحت في السنوات الأخيرة في اختراق العديد من مؤسسات المجتمع تحت زعم أنهم \"القرآنيون\" ويعود الفضل إليهم في خلق طائفة اللادينيين التي انتشرت في العالم الإسلامي في الفترة الأخيرة.



كما أشار الأشعل إلى أن صمت الأنظمة العربية عن هذه الطائفة يعود إلى مخاوف من غضب أمريكي على أي إجراءات تتخذ ضد هذه الطائفة التي تحظى برعاية أمريكية صهيونية، ثم إن الأنظمة العربية لم يعد يهمها إلا الرضا الأمريكي غير مكترثة بخطورة مثل هذه الدعوات على هوية هذه الأمة واستقرارها.



{وتوقع الأشعل أن تتراجع المحكمة عن حكمها خصوصا أنه حكم درجة أولى وقابل للاستئناف والطعن، حيث إنه يعاني اعوجاجا شديدا ومخالفة لعديد من مبادئ الدستور والقانون، كما إنه ذا طابع سياسي صدر للإيحاء للأمريكان بتعاطي النظام المصري مع مطالبهم الخاصة بإعطاء الحقوق للطائفة البهائية.. كما إن ضغوط المؤسسة الدينية ستؤدي دورا مهما في إحباط مخططات هذه الطائفة المشبوهة لاختراق المجتمع.



{فيما أطلق د. عبد الصبور شاهين (الداعية المعروف) صرخة تحذير رهيبة من خطورة استغلال الطائفة البهائية لهذا الحكم لاختراق مؤسسات المجتمع، مطالبا بفرض حصار إعلامي وسياسي وأمني على نشاط هذه الطائفة التي لا هدف لها إلا إعداد التربة المناسبة لتنفيذ الأجندة الأمريكية الصهيونية في بلادنا وتقرير سيطرتهم على مجتمعاتنا والإنهاء الكامل لقيم المقاومة والمجابهة التي تعد الحصن الحصين لنا ضد مؤامرات الغرب.



{وانتقد شاهين تراخي سلطات الدولة مع هذه الطائفة المشبوهة التي يمكن لها أن تستغل أساليبها القذرة وطرقها الباطنية التي تعتمد على التأويل الفاسد للكيد للإسلام وخلق فتنة بين معتنقيه..مطالبا بانتفاضة في مؤسسات التعليم والإعلام حتى لا نفاجأ بهذه الطائفة وقد أصبحت أمرا واقعا علينا.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply