بسم الله الرحمن الرحيم
* الحكم بتكفيرهم.
* الحكم عليهم بالفسق والابتداع والبغي.
وقد استند الذين كفروهم على ما ورد من أحاديث المروق المشهورة عند علماء الفرقº رادين الخوارج إلى سلفهم القديم ذي الخويصرة وموقفه الخاطئ من رسول الله - صلى الله عليه و سلم -، ثم موقف الخوارج أيضاً من الصحابة خصوصاً الإمام علي وغيره ممن شارك في قضية التحكيم.
والأحاديث الواردة فيهم كثيرة غير أن علي يحيى معمر يرى أن هذه الأحاديث إنما تصدق – على فرض صحتها كما يذكر على المرتدين في زمن أبي بكر - رضي الله عنه -، وما رأيت أحداً من العلماء سبقه إلى هذا القول، ثم إن ما في الأحاديث من أوصاف الخوارج من كثرة قراءتهم للقرآن، وتعمقهم في العبادة، لا ينطبق على هؤلاء المرتدين في زمن أبي بكر بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه و سلم -.
وقد كفرهم كثير من العلماء، لا نرى التطويل بذكر أسمائهم هنا.
وإذا كان بعض العلماء يتحرج عن تكفيرهم عموماً فإنه لا يتحرج عن تكفير بعض الفرق منهم، كالبدعية من الخوارج الذين قصروا الصلاة على ركعة في الصباح، وركعة في المساء، والميمونية حيث أجازوا نكاح بعض المحارم كبنات البنين، وبنات البنات، وبنات بني الأخوة، ثم زادوا فأنكروا أن تكون سورة يوسف من القرآن لاشتمالها – فيما يزعمون على ذكر العشق والحب، والقرآن فيه الجد، وكذا اليزيدية منهم حيث زعموا أن الله سيرسل رسولاً من العجم فينسخ بشريعته شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
أما الرأي الثاني: وهو القول بعدم تكفير الخوارجº فأهل هذا الرأي يقولون: إن الاجتراء على إخراج أحد من الإسلام أمر غير هين، نظراً لكثرة النصوص التي تحذر من ذلك إلا من ظهر الكفر من قوله أو فعله فلا مانع حينئذ من تكفيره بعد إقامة الحجة عليه.
ولهذا أحجم كثير من العلماء أيضاً عن إطلاق هذا الحكم عليهم وهؤلاء اكتفوا بتفسيقهم، وأن حكم الإسلام يجري عليهم لقيامهم بأمر الدين وأن لهم أخطاء وحسنات كغيرهم من الناس، ثم إن كثيراً من السلف لم يعاملوهم معاملة الكفار كما جرى لهم مع علي - رضي الله عنه - وعمر بن عبد العزيزº فلم تسبى ذريتهم، وتغنم أموالهم.
ولعل الصحيح أن الذين حكموا على الخوارج بالكفر الصريح قد غلوا في تعميم الحكم عليهم، والذين حكموا عليهم بأنهم كغيرهم من فرق المسلمين أهل السنة قد تساهلوا، بل الأولى أن يقال في حق كل فرقة ما تستحقه من الحكم حسب قربها أو بعدها عن الدين.
وإطلاق ما أطلقته النصوص في الحكم العام ويتوقف عن إطلاق التكفير المخرج من الملة على المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه، أو إذا ظهر كفره من قوله أو فعله أو اعتقاده.
وإلى هنا ينتهي المطلوب بالنسبة لفرقة الخوارج، وقد تركنا مسائل كثيرة للخوارج يجدها الباحث حين يرجع إلى ما كتبه علماء الفرق عنهم، وربما يجمع تلك المسائل كلها وجميع فرقهم، وما يتعلق بهم رسالة ماجستير تسمى: ((الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية وموقف الإسلام منها)) لكاتب هذه الأسطر، وقد ذكرتها من باب تسهيل الرجوع إلى ما يتعلق بالخوارج لمن يهمه دراسة هذه الفرقة بالتفصيل.
_____________________________
المراجع:
أولاً: مراجع فرقة الخوارج ومنها:
مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين: لأبي الحسن الأشعري.
الملل والنحل: للشهرستاني.
الفرق بين الفرق: للبغدادي.
الفصل في الملل والأهواء والنحل: لابن حزم.
التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع: للملطي.
التبصير في أمور الدين: للإسفراييني.
الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية وموقف الإسلام منها رسالة ماجستير لكاتب هذا البحث.
آراء الخوارج: للدكتور عمار الطالبي.
فرق المسلمين والمشركين: للرازي.
المواقف: للإيجي.
ثانياً: مراجع فرقة الإباضية بخصوصهم:
الإباضية بين الفرق الإسلامية: لعلي يحيى معمر.
الإباضية في موكب التاريخ: لعلي يحيى معمر.
العقود الفضية: للحارثي.
الدليل لأهل العقول: للورجلاني.
متن النونية: للنفوسي.
كتاب الأديان: لمؤلف إباضي مجهول الاسم.
أجوبة ابن خلفون.
تلقين الصبيان ما يجب على الإنسان: للسالمي.
كتاب الدعائم: لأحمد بن النضر.
مسند الربيع بن حبيب أو ((الجامع الصحيح)).
مدارج الكمال نظم مختصر الخصال: للسالمي.
الإباضية عقيدة ومذهباً: د.صابر طعيمة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد