بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر أحمد الفاروقي السرهندي من أكابر رجال الطريقة النقشبندية، حتى إن بعضهم قد نسب الطريقة في إحدى مراحلها إليه فسميت بالطريقة الفاروقية، وهو عند الصوفية مجدد الألفية الأولى.
وسوف نُعَرّف بهذا الرجل من أقواله ومكتوباته الموثقة، ليظهر لنا مدى غلو وانحراف الصوفية عن الشرع والعلم، فأقول والله يغفر لي ولجميع المسلمين:
يقول السرهندي عن نفسه: ((إن معتقد الفقير ـ يقصد نفسه ـ من الصِغر كان مشرب أهل التوحيد الوجودي يعني توحيد الوجود وكان والد الفقير قدس سره في ذلك المشرب بحسب الظاهر، وكان مشغولاً بهذا الطريق على سبيل الدوام مع وجود حصول التوجه التام بحسب الباطن إلى مرتبة اللاكيفية، وبحكم ابن الفقيه نصف الفقيه، كان للفقير أيضاً حظ وافر من هذا المشرب بحسب العلم، وحصلت لي منه لذة عظيمة إلى أن أوصلني الله بمحض كرمه إلى جناب حضرة معدن الإرشاد مظهر الحقائق والمعارف مؤيد الدين الرضي شيخنا ومولانا وقبلتنا محمد الباقي قدسنا الله بسره، فَعَلَّم الفقيرَ الطريقة النقشبندية، وبذلَ التوجهَ البليغ في حق هذا المسكين فانكشف التوحيد الوجودي في مدة يسيرة بعد ممارسة هذه الطريقة العليه..... ولاحت دقائق علوم الشيخ محي الدين بن عربي ومعارفه، وشُرفتُ بالتجلي الذاتي الذي بينه صاحب الفصوص، واعتقد أنه نهاية العروج، وقال في حقه: وما بعد هذا إلا العدم المحض)).
(مكتوبات السرهندي: الصفحة: 41، المكتوب: 31). دار الكتب العلمية.
قلت: وقد بين السرهندي أنه تراجع فيما بعد عن القول بوحدة الوجود، كما في آخر المكتوب: 31.
وقال السرهندي: ((قد مضت مدة من استفسار الأصحاب عن أحوال الخضر على نبينا - عليه الصلاة والسلام -، ولما لم يكن للفقير اطلاع على أحواله كما ينبغي، كنت متوقفاً في الجواب، فرأيت اليوم في حلقة الصبح أن إلياس والخضر - عليهما السلام -، حضرا في صورة الروحانيين، فقال الخضر بالإلقاء الروحاني: نحن من عالم الأرواح، قد أعطى الحق - سبحانه - أرواحنا قدرة كاملة بحيث تتشكل وتتمثل بصور الأجسام ويصدر عنها ما يصدر عن الأجسام من الحركات والسكنات الجسمانية، والطاعات والعبادات الجسدية، فقلت له في تلك الأثناء: أنتم تصلون الصلاة بمذهب الإمام الشافعي. فقال: نحن لسنا مكلفين بالشرائع، ولكن لما كانت كفاية مهمات قطب المدار مربوطة بنا، وهو على مذهب الإمام الشافعي، نصلي نحن أيضاً وراءه بمذهب الإمام الشافعي - رضي الله عنه -. فعلم في ذلك الوقت أنه لا يترتب الجزاء على طاعتهم، بل تصدر عنهم الطاعة والعبادة موافقة لأهل الطاعة، ومراعاة لصورة العبادة، وعلم أيضاً أن كمالات الولاية موافقة لفقه الشافعي، وكمالات النبوة، موافقة للفقه الحنفي، فعلم في ذلك الوقت حقيقة كلام الخواجة محمد بارسا قدس سره، حيث ذكر في الفصول الستة، نقلاً أن عيسى على نبينا و- عليه الصلاة والسلام -، يعمل بعد نزوله بمذهب الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه -، فوقع في الخاطر في ذلك الوقت أن نستمد بهما، وأن نطلب منهما الدعاء)).
(مكتوبات السرهندي: الصفحة 305، المكتوب 282). دار الكتب العلمية.
ويقول السرهندي: ((واعلم أن جميع من في العالم من كفار الإفرنج والزنادقة والملاحدة أفضل مني بوجوه، وشر الجميع أنا)).
(مكتوبات السرهندي الصفحة 17 المكتوب 11). دار الكتب العلمية.
ويقول السرهندي بعد النقل السابق: ((ولما وصلت إلى المقام الذي فوق المقام السابق، بعد التوجه بالإنكسار وإظهار الافتقار، تبين لي أنه مقام حضرة ذي النورين - رضي الله عنه -، وللخلفاء الباقين عبور من ذلك المقام، وهذا المقام مقام التكميل والإرشاد أيضاً في هذه المرتبة، وكذلك المقامان اللذان يذكران بعد، ثم وقع النظر على مقام فوقه، ولما وصلت إليه تبين لي أنه مقام حضرة الفاروق - رضي الله عنه -، وللخلفاء الباقين عبور من ذلك المقام، ثم ظهر فوقه مقام الصديق الأكبر - رضي الله عنه -، ووصلت إليه أيضاً، ووجدت الخواجة بهاء الدين النقشبند قدس سره رفيقاً لي من بين المشايخ في جميع المقامات، ولسائر الخلفاء عبور من هذا المقام، لا تفاوت إلا في العبور والمقام والمرور والثبات، ولا يرى فوقه مقام أصلاً إلا مقام خاتم النبيين والمرسلين عليه من الصلوات أكملها ومن التحيات أتمها)).
(مكتوبات السرهندي الصفحة 17 المكتوب 11). دار الكتب العلمية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
التصوف عند السرهندي
-أم علي
09:35:04 2021-12-26