بسم الله الرحمن الرحيم
أثناء قراءتي لأحد كتب أهل العلم من أبناء الديار اليمنية لفت انتباهي موضوع يخص الصوفية، فرغبت بنشره لتعم الفائدة به، ويطرح بعض الأفكار لعلاج أحد الأمراض التي تفتك بشريحة من الأمة، وهو يطرح نقاط تهم الباحث والمهتم وطلبة العلم، وكأنه بمثابة تعقيب لمقال سبق وأن نشرناه لأحد أهل العلم والفكر من أرض الكنانة من جمهورية مصر العربية الدكتور محمد صالح في مقاله (الصوفية بعد الشيعة) من سفره [مفاهيم]..
الموضوع الذي سننشره للشيخ أبو ذرّ عبد العزيز بن يحيى البرعي اليمني من كتاب القيم [قراع الأسنة في نَفي التَّطَرٌّف والشٌّذُوذِ عن أهلِ السٌّنَّة].. فإلى الموضوع:
الصوفية:
الفرقة الثانية من فرق الضلال الصوفية وهي قرينة التشيع والشيعة، والصوفية وصمة عار في تاريخ المسلمين، ولسنا هنا نريد نقد مذهبهم وإنما سنضرب أمثلة على سوء عقيدتهم، ومن ضلالهم أيضاً تعظيمهم للبشر من أنبياء وصالحينº بل وكفرة فإن بعض الصوفية يكون فيهم الرجل يدعي الألوهية لنفسه أو لغيره ومع ذلك يلقبونه بالغوث الأعظم والقطب والوتد وغير ذلك من الألقاب التي لم يلقب بها أفاضل الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وحمزة وغيرهم - رضي الله عنهم -.
وخير الأمور السالفات على الهدى *** وشر الأمور المحدثات البدائع
وإنا نرى الصوفية في ضلال عظيمº ولكن لا نرى من يرد عليهم كما رد على الشيعة، ولعل السبب في ذلك راجع لقلة عدد الصوفية ورداءة مذهبهم من استذلال شيخ الطريقة للمريدين وغير ذلك، ولكن الله - سبحانه وتعالى - يمهل ولا يهمل فسوف يقيض لهم طــالب علم يقتلع مذهبهم من جذوره سهل الله بذلك، وإنا نرى لهم زوابع في بلادنا يتطلعون ويشرئبون بأعناقهم كي ينظروا، فنقول لهم: انظروا فإن النور قادم، والزحف إليكم مستمر، فإنا قد عزمنا على أن نشمر عن سواعدنا، ونطلق ألسنتنا، وأقلامنا العنان لكل من حاول أن يطل برأسه من أعداء السنة يريد تحطيمها، ومن أولئك النفر شيخ الطريقة محمد الهدار الذي هو مقيم في (رباطة) بالبيضاء، وأنا لا أعرفه وقد عرفت رجلاً من أصحابه في المخا كانوا قد شدوا الرحال لزيارة قبر الشاذلي وهو الحبيب عمر على حد زعمهم وكان من كلامه (ليس في الكون إلا الله) وهذه عقيدة ابن عربي الملحد، وتسمى هذه بعقيدة وحدة الوجود، ومعنى وحدة الوجود أي أن كل شيء في الكون هو الله نعوذ بالله من الضلال.
ويقول قائلهم:
العبد رب والرب عبد *** يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك حق *** أو قلت رب أنى يكلف
ويقول آخر:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا *** وما الله إلا راهب في كنيسة
ويقول عبد الرحيم البرعي في ديوانه:
وأين يحل الابن منه ولم يكن *** مع الله غير الله عين وآثار
ويقول آخر:
يا من أنا أنت وأنت أنا *** أنا من أهوى وأنا أهوى أنا
نحن روحانا حللنا بدنا
فإذا أبصرتنا أبصرته *** وإذا أبصرته أبصرتنا
أنا الله والله أنا
ومن خبثهم أنهم قد أصبحوا آلة الشيوعية، فإنهم يتجسسون على الرجال الصالحين في عدن نصرة للشيوعية، وليس ذلك بغريب عنهم، فالصوفية والشيعة آلة لكل طاعن على الإسلام.
قال ابن حزم - رحمه الله تعالى -في كتابه الفصل في الملل والنحل (ج4 ص226): ادعت طائفة من الصوفية أن في أولياء الله - تعالى -من هو أفضل من جميع الأنبياء والرسل، قالوا: من بلغ الغاية القصوى من الولاية سقطت عنه الشرائع كلها من الصلاة والصيام وغير ذلك، وحلت له المحرمات كلها من الزنا والخمر وغير ذلك، واستباحوا بهذا نساء غيرهم، وقالوا إننا نرى الله ونكلمه وكلما قذف في نفوسنا فهو حق، ورأيت لرجلٍ, منهم يعرف بابن شمعون، كلاماً نصه: أن لله - تعالى -مائة اسم، وأن الموفي مائة هو ستة وثلاثون حرفاً ليس منها في حروف الهجاء شيء إلا واحد فقط، وبذلك الواحد يصل أهل المقامات إلى الحق، وقال أيضاً: أخبرني بعض من رُسِمَ لمجالسة الحق أنه مد رجله يوماً فنودي ما هكذا مجالسة الملوك، فلم يمد رجله بعدها، يعني أنه كان قديماً لمجالسة الله - سبحانه -، وقال أبو حاضر النصيبي من أهل نصيبين وأبو صالح السمرقندي وأصحابهما أن الخلق لم يزالوا مع الله - تعالى -وقال أبو صالح لا تحل ذبائح أهل الكتاب وخطأ فعل أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - في قتال أهل الردة، وصوب قول الصحابة الذين رجعوا عنهم في حربهم. إلى أن قال - رحمه الله -: واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلال لم يجر الله على أيديهم خيراً، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام راية، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف على أهل الدين ويسعون في الأرض مفسدين، وأما الخوارج والشيعة فأمرهم في هذا أشهر من أن يتكلف ذكره، وما توصلت إليه الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلا على ألسنة الشيعة، وأما المرجئة فكذلك إلا الحارث بن سريح خرج بزعمه منكراً للجور، ثم لحق بالترك فقادهم إلى أرض الإسلام فنهب الديار وهتك الأستار والمعتزلة في سبيل ذلك إلا أنه ابتلي بتقليد بعضهم المعتصم والواثق جهلاً وظناً أنهم على شيء، وكانت للمعتصم فتوحات محمودة كبابل والمازيار وغيرهم، فالله الله أيها المسلمون تحفظوا بدينكم، ونحن نجمع لكم بعون الله الكلام في ذلك، ألزموا القرآن وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وما مضى عليه الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعون وأصحاب الحديث عصراً عصراً الذين طلبوا الأثر، فألزموا الأثر، ودعوا كل محدثة، فكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبالله التوفيق.كلامه - رحمه الله -.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد