صنع وبيع الطعام والشراب للمفطرين في رمضان


بسم الله الرحمن الرحيم 

قال - تعالى -: \"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان\"

إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: \"يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم\"، ولهذا أمرنا بالتعاون على البر والتقوى ونهينا عن التعاون على الإثم والعدوان، ومن ثم حرمت علينا كل البيوع التي تعين على الحرام في كل العام، سيما في رمضان، لشرف الزمان وصيانة لحرمة الصيام، نحو:

 

بيع العنب، والتمر، والذرة، لمن يصنعه خمراً.

تأجير الصيوانات، والكراسي، ومكبرات الصوت، وتشغيلها، وإصلاحها للحفلات الغنائية ونحوها.

تأجير الحافلات للذهاب لمحلات الخنا كالحفلات، ولحضور الحوليات، وزيارة القبور الشركية، ونحوها.

 

بيع السلاح في الفتن ولقطاع الطريق.

البيع والشراء وقت النداء الثاني للجمعة لمن وجبت عليه الجمعة.

طبع، ونشر، وتوزيع، وعمل دعاية لكتب، ومجلات، وصحف أهل البدع والفجور والفسوق.

فتح المطاعم، والمقاهي، والمنتزهات المختلطة، والعمل فيها، التي تُعرض فيها المسلسلات والأغاني والموسيقى.

ومن ذلك وهو أحرم الجميع صنع وبيع الطعام والشراب للمفطرين في نهار رمضان، فهو من أحرم الحرام، سواء صنع ذلك وبيع لمسلم أم لكافر، وحرمة ذلك ناتجة من سببين:

السبب الأول: أن من أعان مفطراً في نهار رمضان على الفطر فعليه من الوزر مثل ما على المفطر لا ينقص ذلك من وزره شيئاً، كما أن: \"من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء\".

السبب الثاني: أن المال الذي يكسبه من ذلك حرام عليه.

وهذا الحكم يشمل كل مسلم، سيما:

1. ولاة الأمر، والمشرفين على الأسواق.

2. أصحاب المطاعم، والمقاهي، والبقالات، وجميع محال بيع الطعام والشراب، والعاملين فيها، ولا يحل لأحد أن يفتري على الله الكذب -كما يدعي ذلك بعض الموظفين والعمال- ويقول: أنا عبد المأمورº إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولو طلب منه المأمور هذا عمل شيء فيه ضرر عليه لما أقدم عليه أبداً.

3. ولاة الأمر في البيوت رجالاً ونساءً، فلا يحل لأم، ولا أخت، ولا بنت، ولا خادمة أن تصنع طعاماً أو شراباً لمفطر من غير عذر، فإن فعلت فقد عصت اللهَ ورسولَه، وذهبت بأجر صيامها، فالجميع مسؤول بحكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها..وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته\" الحديثº وليعلم هؤلاء أنهم مسئولون ومحاسبون ومأزورون مثل أوزار من أعانوهم على ذلك، ومسؤولية ولاة الأمر أكبر من مسؤولية أصحاب المطاعم، والمقاهي، والبقالات، والحافلات، والمنتزهات، والمطاعم المختلطة ليلاً، والعاملين فيها، ومسؤولية هؤلاء أكبر من مسؤولية ربات البيوت، فكلكما تعدى الضرر كان الوزر أكبر.

فيجب على ولاة الأمر أن يأمروا بإغلاق المطاعم، والمقاهي، و\"الكفتيريات\"، وجميع محلات بيع الطعام والمشروبات، وأن ينزلوا صارم العقوبات على من يخالف ذلك، قياماً بمسؤولياتهم وحفاظاً على صيامهم وقيامهم: \"فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب\"، \"ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة إلى أن يدع طعامه وشرابه\"، وتذكر أخي المفطر من غير عذر \"أن من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة لم يجزه صيام الدهر\"، وإن صامه، كما روى ذلك أبو هريرة يرفعه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

ليكن لك أيتها الأم الكريمة التأسي بالرٌّبَيِّع بنت مُعَوَّذ - رضي الله عنها - في ترويض أبنائك الصغار على الصوم، دعك عن الكبار، حيث قالت: \"فكنا بعد ذلك نصومه، ونصوِّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياهم حتى يكون عند الإفطار\"، هذا بالنسبة لعاشوراء، فكيف برمضان؟!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply