بسم الله الرحمن الرحيم
أ- الصلاة خلف من لا يجيد قراءة الفاتحة مع وجود من هو أفضل منه؟
والجواب: الأصل في الإمامة قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله\"، لكن صلاة الأقرأ خلف القارئ صحيحة، وصلاة الأفضل خلف الفاضل صحيحة، فإذا كان الإمام المسئول عنه يَصحُ قراءة الفاتحة ولكنه ليس في أحكام التجويد بذاك فالصلاة خلفه صحيحة، وأما إذا كان يلحن لحنًا جليًا يخل بالمعنى ويغيره فلا تصح الصلاة خلفه. وعلى السائل أن يبحث عمن يرتاح للصلاة خلفه ما دام قد وسع عليه بكثرة المساجد.
استعمال العطور المخلوطة بالكحول
والجواب: رخص العلماء في استعمال العطور المخلوطة بالكحول إذا كانت نسبة الكحول فيها يسيرة.
أ- هل يجوز الحلف بالمصحف؟
والجواب: اليمين لا تنعقد إلا باسم من أسماء الله - تعالى - أو صفة من صفاته، ومن صفات الله - تعالى - الكلام، ومنه القرآن الكريم، فالحلف بالمصحف الذي جمع فيه كلام الله حلف بالقرآن لا بالصحف ذاتها، فاليمين بالمصحف إذن منعقدة، إن بر فيها، وإن حنث لزمته الكفارة.
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: هذا إن كان الحالف يقصد ما في المصحف من كلام الله - تعالى - ومع هذا فإن الأولى للإنسان أن يحلف بما لا يشوش على السامعين بأن يحلف باسم الله - عز وجل - أو ورب الكعبة وما شابه ذلك. اه. والله أعلم.
ب- هل يجوز القراءة في المصحف ولمسه لغير المتوضئ (المحدث حدثًا أصغر)؟
والجواب: يجوز لمن يقرأ من أجل الحفظ والمراجعة وغير ذلك أن يقرأ في المصحف إذا لم يكن محدثًا حدثًا أكبر، وقد قال جماهير العلماء باستحباب الوضوء للقراءة في المصحف ولمسه.
ج- ما الطريقة المثلى لحفظ القرآن الكريم:
والجواب: حفظ القرآن الكريم نعمة عظيمة، يصطفي الله لها من شاء من عباده الأبرار، ويرفع درجة العبد في الجنة يوم القيامة على قدر ما يحفظ من القرآن الكريم، ونحن نهيب بالشباب المسلم أن يتنافسوا في ذلك، وأما الطريقة المثلى لحفظ القرآن فتتمثل في: إخلاص النية- العزم الأكيد- الإلحاح في الدعاء- فرض مقرر يومي وإن قل ثم الالتزام به- البدء بحفظ حزب المفصل (من ق إلى الناس)، ثم تكملة ربع يس، ثم الكهف إلى يس وهكذا- مراجعة المحفوظ يوميّا بما لا يقل عن ثلاثة أجزاء. والله يوفق من يشاء وله الحكمة البالغة.
كيفية الثبات على الطاعة؟
والجواب: ما ذكره من المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة، وقراءة القرآن، وحضور مجالس العلم هو من أهم عوامل الثبات، ولكن يجب أن يعلم هو وكل مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \"إن تصدق الله يصدقك\". فعليك أخي الشاب أن تصلي بخشوع وخضوع، وأن تتذكر بقيامك الصلاة أمام الله - عز وجل - قيامك يوم القيامة بين يدي مولاك ليقررك بذنوبك، فيحملك هذا على الخوف من الله - تعالى - وترك معصيته، وقد قال الله - تعالى -: \"إِنَّ الصَّلاَةَ تَنهَى عَنِ الفَحشَاءِ وَالمُنكَرِ\"، ولكن لمن ذكر الله في صلاته، ولذلك عقب بقوله: \"وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكبَرُ\"- كما أنه عليك إذا قرأت القرآن أن تتدبره وتحاول فهمه، وتسأل نفسك عند كل آية آمرة: هل ائتمرت؟ وعند كل آية ناهية: هل انتهيت؟ ومن أوامر القرآن الكريم قوله - تعالى -: \"قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضٌّوا مِن أَبصَارِهِم وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم\" فغض بصرك، ولكن على يقين من أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى من رأيت، فاستحي من الله حياءك من رجل صالح من رجال قومك بل أشد، واستعن بالله ولا تعجز.
حكم صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة
والجواب: قال الشيخ محمد عبد السلام الشقيري - رحمه الله - في كتابه \"السنن والمبتدعات\" (ص181، 182: إن صلاة الظهر بعد الجمعة لم يصلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا مرة واحدة في حياته، ولا أمر بها ولا رغب فيها، ولا فعلها أحد من الخلفاء الراشدين الأربعة، ولا أحد من سائر الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم، ولا الأئمة الأربعة، ولا أشار إلى ذلك واحد منهم، فهي لا أصل لها في كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس صحيح، فهي بدعة محدثة، مستهجنة وشرع لم يأذن به الله ولا رسوله، والواجب على المسلمين أن يتبعوا ولا يبتدعوا، وأن يعلموا أن كل عمل تقربوا به إلى الله لم يعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو مردود عليهم، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: \"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد\".
أ- حكم الجهر بالذكر بصوت جماعي بين ركعات صلاة التراويح.
والجواب: قال الشيخ علي محفوظ - رحمه الله - في كتابه القيم \"الإبداع في مضار الابتداع\" (ص285) بعد أن تكلم عن كراهية رفع الصوت بالذكر: (ومن هنا يعلم كراهة ما أحدث في صلاة التراويح من قولهم عقب الركعتين الأوليين منها: الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، ونحو ذلك قبل الأخريين، وبعضهم يترضى عن الصحابة، وكل ذلك شرع لما لم يشرعه الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو تلبيس من الشيطان على الناس وهو بدعة. اه.
حكم من يقرأ القرآن ويهب ثوابه للميت!!
الجواب: قراءة القرآن عبادة، ولها أجر عظيم، ولكن من الذي يجزم بأنه أجر على قراءته، والله - تعالى - يقول في معرض مدح المؤمنين: \"وَالَّذِينَ يُؤتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُم وَجِلَةٌ\" قالت عائشة: يا رسول الله، أهو الذي يزني ويسرق ويخاف؟ قال: \"لا، ولكن الذي يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ألا يتقبل الله منه\". ((صحيح الترمذي 75-3)). فكيف يهب القارئ ثواب ما قرأ لغيره وهو ليس على يقين من حصول الثواب أصلاً. ولذلك قال ابن كثير في تفسير قوله - تعالى -: \"وَأَن لَيسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى\" استنبط الشافعي - رحمه الله - من هذه الآية أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى، لأنه ليس من عملهم ولا من كسبهم، ولهذا لم يندب إليه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أمته، ولا حثهم عليه، ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، وباب القربات يقتصر فيه على المنصوص، ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء، والله أعلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد