بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
الحمد لله حمد الشاكرين، أحمده - سبحانه - وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد\\ه لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، خيرة خلقه، وخاتم رسله، دعا إلى الله على بصيرةº فاستجاب لدعوته الراشدون، وتخلف عنها الحمقى والمخذولون، كان قدوة صالحة، وأسوة حسنةº فأكمل الله به الدين، وأتم به النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا، لم يدع شيئا يقرب إلى الله إلا دعا إليه، ولا شيئا يبعد عنه إلا حذر منه، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الأتقياء البررة، الذين استجابوا له، وأحيوا سنته، ومهدوا لمن بعدهم منهاجه وشرعته..
أما بعد:
فاعلموا أيها الناس. أن الدين الإسلامي كغيره من الشرائع السماوية، التي أرسل الله الرسل من أجلها، دين مبني على الإتباع والإقتداء والتأسي. ولا يصير الدين دينا إلا إذا كان الخضوع فيه للحق - سبحانه -º حيث إنه لا يفهم دين بلا خضوع ولا اتباع.
وإن خير هدي ينتهجه المفلحون، وخير طريق يسلكه الصالحون، هو هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والطريق الذي رسمه للأمة في كل اتجاه، فلا هدي أحسن من هديه، ولا طريق أقوم من طريقه، وهيهات هيهات، أن يأتي الخلف في أعقاب الزمن، بخير مما كان عليه السلف الصالح في عصور النور.
ومن غربة الدين، أن تلتصق به المحدثات، والمسلم الحصيف، يتجه نحو المعين الصافي، يشرب منه فيرتوي، ويقصد مصدر النور، يقتبس من إشعاعه فيهتدي، وإن النور لا يتم، إلا بهدي الله وكتاب الله وحكم الله (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) ــ المائدة ــ50ــ. (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عبدون) ــ البقرة ــ 128 ــ.
أيها الناس:
إن عصر المسلمين الحاضر، يعد عصر تجدد وقتال، كما كانت عصور المسلمين الأولى، إبان اختلاطهم بالحضارات الفلسفية، والثقافات الإغريقية، حين أخذوا من أهلها وأعطوهمº فاختلط الناس بالغازين، وبأفكارهم الأجنبية، فجنحوا إلى شرعة الغير، إذا وافقت أهواءهم، واشرأبت لها شهواتهم ورغباتهم.
وتمثل ذلك جليا في أخذ أهل تلك العصور من المسلمين بما وضعه قادة الغزاة التتر، فيما أسموه بالياسق، الذي قال عنه ابن كثير - رحمه الله -: وفيه: \" أن من زنى قتل محصنا أو غير محصن وكذلك من لاط قتل، ومن تعمد الكذب قتل، ومن بال في الماء الواقف قتل، ومن انغمس فيه قتل، ومن أطعم أسيرا أو سقاه بغير إذن أهله قتل \" إلى غير ذلك من البدع الكفرية والترهات البشرية، المخالفة لمنج الله وشرعته.
في عصور الانتقال، تتعدد مسالك الحياة، وتتزاحم المذاهب الدخيلة والدعوات الدعية، ومكان السنة بين هذه الدعوات والمذاهب، أنها دعوة كمال، فكلما تردد الإنسان بين طريقين، دعته السنة إلى خيرهما، وإن تردد العقل بين حق وباطل، دعته السنة إلى الحق، وبهذا يعلم، أن دعوة السنة، كانت لأصعب الطريقين، وأشق الأمرين بالنسبة لأهواء البشر، وسبب ذلك، هو أن الانحدار مع الهوى سهل يسير، ولكن الصعود إلى العلو صعب وشاق، وإن الماء ينزل وحده حتى يستقر قراره الوادي، ولكنه لا يصعد إلى العلو، إلا بالجهد والمضخات.
إن إبليس عليه لعائن الله، قد احتال بفنون الحيل على الخلق، وأمال أكثرهم عن العلم، الذي هو مصباح السالك، فتركهم يتخبطون في ظلمات الجهل، ودخل عليهم في دينهم، من رهبانية ابتدعوها ما كتبها الله عليهم، جمعت لهم الإعراض عن علم الشريعة، مع سوء الفهم للمقصود منا فحدثت منهم بدع قبيحة، وألزمهم إبليس زاوية التعبد، وأظهر لهم من الخزعبلات والطقوس ما أوجب إقبال العوام عليهم فجعل إلههم هواهم.
عباد الله:
إن البدع المحدثة فيها ـ مع سوء الظن بصاحب الرسالة، تشويه لجمال الدين، وطمس لمعالم السنن، وحيلولة بين الناس وبين دينهم الصحيح، والحكم الفصل في ذلك، هو الوقوف عند السنن، ورد الأمور إلى حكم الله وحكم رسوله - صلى الله عليه وسلم -، (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون) ـ الأنعامـ 150.
وكل سبيل غير صراط الله، عليه شيطان يدعو إليه فيحببهم في البدعة، ويبعدهم عن السنة وهي مرحلة من مراحل الشيطان، التي يتدرج بها مع المسلمº حيث يدعوه إلى شبهات من الابتداع، زيادة ونقصا في الاعتقاد والعمل، والمتورطون في ذلك من الأمة كثير، وللشيطان في ذلك جولات وانتصارات، إما بأن يعتقد العبد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله، وأنزل به كتابه، وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله، من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين، التي لا يقبل الله منها شيئا.
قال ابن القيم - رحمه الله -: وهاتان البدعتان، في الغالب متلازمتان، قل أن تنفك إحداهما عن الأخرى كما قال بعضهم: تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمالº فاشتغل الزوجان بالعرس، فلم يفجأهم، إلا وأولاد الزنا يعيثون في بلاد الإسلام، تضج منهم العباد والبلاد إلى الله - تعالى -.
قال سفيان الثوري - رحمه الله -: البدعة، أحب إلى إبليس من المعصيةº لأن المعصية يرجع منها، والبدعة لا يرجع منها.
أيها الناس:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،: \" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد \" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: \" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد \".
هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها، فكل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله، فهو مردود على عامله، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله، فليس من الدين في شيء. قال النووي - رحمه الله -: هذا الحديث، مما ينبغي حفظه، واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به كذلك.
وأهل السنة والجماعة، الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، استقر كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، في سويداء قلوبهم، فمراد الله ومراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -، عندهم، قد خلدا بهذين الوحيين، فلا تعقيب لأحد بعد الله ورسوله، ولا يزالون منذ فتحت للفهم عقولهم، ووجه شطر العلم طلبهم، ينظرون في عقلياته وشرعياته، وأصوله وفروعه، إلى أن من عليهم الرب الكريم، فشرح لهم معاني الشريعة، ما لم يكن في غيرهم، وألقى في نفوسهم أن الدين قد كمل، وأن السعادة فيما وضع، والطلبة فيما شبع، وما سوى ذلك فضلال وبهتان. وأن العاقد عليهما بكلتي يديه، مستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وما سواها فأوهام وخيالات، تندرس بها رسوم السنة، حتى تمد البدع أعناقها، فيشكل مرماها على جمهور المصلحين.
وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف
قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: \" كل عبادة لا يتعبها أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا تعبدوهاº فإن الأول لم يدع للآخر مقالا \". وقال مالك بن أنس: \" من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة، لأن الله يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لك الإسلم دينا) ــ المائدة ــ 3 ـ. فما لكم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا \".
وصدق رسول ا لله - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول: \" ما من نبي بعثه الله - عز وجل - إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وأن يحذر أمته من شر ما يعلمه لهم \".
أيها المسلمون:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء ا لراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة رواه أبو داود والترمذي\".
والبدعة: هي ما أحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، وهي تؤخذ في الغالبº تقليدا لشيخ معظم، أو والد محترم، أو مجتمع تقدس عاداته، أو أفكار تستحسن، أو مبادئ تستورد، وما وفد على الأمم الممزقة الحائرة، من دخل وابتداع، كان نتاج التقليد الأعمى، والانقياد الأرعن، الذي أدخل عليهم ما شاء الله أن يدخل، من البدع والأهواء.
والبدع سريعة الانتشار، تنجم كقرون المعزى، تستلفت أنظار الدهماء، فيعمى دونها الذين لا يبصرون، ويصم عنها الذين هم عن السمع معزولون، فتعود صغار البدع عندهم كبيرة، بعد أن كان أولها صغيرا يشبه الحق، فاغتر بذلك من دخل فيها، ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت، وصارت دينا يدان بها، فخالف أصحابها الصراط المستقيم.
ولما كثرت البدع وعم ضررها، ودام الإكباب على العمل بها، والسكوت من أهل العلم والفقه عن الإنكار لها، صارت وكأنها سنن مقررات، وشرائع محرراتº فاختلط المشروع بغيره، والتبس بعضها ببعض إلا على من عصم الله، مع أن الداخل في هذا الأمر اليوم، فاقد المساعد إلا ما شاء الله، ينحو منحى عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -º حيث يقول: \" ألا وإني أعالج أمرا لا يعين عليه إلا الله، قد فني عليه الكبير، وكبر عليه الصغير، وفصح عليه الأعجمي، وهاجر عليه الأعرابي، حتى حسبوه دينا لا يرون الحق غيره \".
فرحم الله الخليفة ابن عبد العزيزº إذ التنبيه على البدع، أمر لا سبيل إلى إهماله، ولا يسع أحدا ممن له منة، إلا أن يأخذ بالحزم والعزم المشوبين بالحكمة والموعظة الحسنة، في بثه بعد تحصيله، وإن كره المخالف، فكراهيته لا حجة فليها على الحق أل يرفع مناره، وألا تكشف وتجلى أنواره.
قال سيد التابعين أويس القرني - رحمه الله -: \" إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لم يدعا للمؤمن صديقاº نأمرهم بالمعروف، فيشتمون أعراضنا، ويجدون على ذلك أعوانا من الفاسقين، حتى والله رموني بالعظام، وأيم الله، لن أدع أن أقوم فيهم بحقه.
وقال الأوزاعي - رحمه الله -: \" إن السلف - رحمهم الله - تشتد ألسنتهم على أهل البدع، وتشمئز قلوبهم منهم، ويحذرون الناس بدعتهم، ولو كانوا مستترين دون الناس، ما كان لأحد أن يهتك سترا عليهم، ولا يظهر منهم عورة، الله أولى بالأخذ بها، وبالتوبة عليها، فأما إذا جهروا، فنشر العلم حياة، والبلاغ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحمة، يعتصم بها على مصر ملحد \".
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: \" إن عند كل بدعة كيد بها الإسلام، دليلا من أوليائه يذب عنه، وينطق بعلامتها، فاغتنموا حضور تلك المواطن، وتوكلوا على الله، وكفى بالله وكيلا\".
فالبدعة إذا أيها المسلمون، طوفان مغرق، والسنة الصحيحة سفينة نوح، من ركبها فقد نجا، ومن تركها فقد غرق، ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم.
فاتقوا الله أيها المسلمون، واحذروا البدع، صغيرها وكبيرها، واعلموا أن من ابتدع بدعة في الإسلام فله وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم ا لقيامة، (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيمة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) ــ النحل ــ 25 ــ. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزير من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئا \" رواه مسلم.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: \" ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم كفل منهاº لأنه أول من سن القتل \" رواه مسلم.
فليتق امرؤ ربه، ولينظر قبل الإحداث، في أي مزلة يضع قدمه؟ وهولا يدري ما الذي يوضع له في ميزان سيئاته، مما ليس في حسابه ولا شعر أنه عمله.
اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأقوال والأعمال والأهواء والأدواء.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) ـ آل عمران ـ 31.
بارك الله للي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بالذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم
الخطبـــة الثانيـــة
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم ا لدين.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن البدع شأنها خطير، وشرها مستطير، ما فشت في قوم إلا كانت نذير شؤم وخطر، فكل ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، أو عمل به على غير مراد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، كائنا ما كان، في العبادات، أو المعاملات، أو السياسات، أو الاقتصاد، أو الحكم أو الثقافة، أو غير ذلك.
وحذر السلف الصالح، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، أشد التحذير منها، ومن مرتكبيها، وقد أوصى ا لخليفة الراشد، عمر بن عبد العزيز أحد ولاته فقال: \" أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وترك ما أحدث المحدثون، بعدما جرت به سنته وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السنة، فإنها لك بإذن الله عصمة، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة، إلا قد مضى قبلها، ما هو دليل عليها أو عبرة منها، فإن السنة إنما سنها، من قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل، والحمق والتملق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فقد قصر قوم دونهم فجفوا، وطمح عنهم أقوام فضلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم \".
ثم اعلموا أيها المسلمون: أنه ما ظهرت بدعة وفشت، إلا وأماتت معها سنة من السنن لأن الأصل في البدعة، أنها لم تظهر إلا بعد ترك سنة، فكانت البدعة كالعلامة الدالة على ترك طريق السنة.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: \" ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدعة وتموت السنن\".
وروى الإمام أحمد، عن غضيف بن الحارث أنه قال: بعث إلي عبد الملك بن مروان. فقال: يا أبا سليمان، إنا قد جمعنا الناس على أمرين، فقلت: وما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد العصر والصبح. فقلت: أما إنها أمثل بدعتكم عندي، ولست بمجيبكم إلى شيء منها. قال: ولم؟ قال: لأنه ما أحدث قوم بدعة، إلا رفع مثلها من السنة، فتمسك بسنة، خير من إحداث بدعة.
ثم اعلموا أيها المسلمون: أن فئاما من الناس، ينشطون للعبادة في شهر رجب، وتتوق أنفسهم لها، كأنما تنحدر من صبب، واستمعوا حفظكم الله، إلى كلام الحافظ بن رجب عن شهر رجب، فقد أتى بما فيه يقضي العجب، فقال - رحمه الله - في لطائفه: \" وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة، ولم يصح شيء من ذلك. وأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، لا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أصحابه. والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب، في أول ليلة جمعة من شهر رجب، كذب وباطل لا تصح. وأما الاعتمار، فقد أنكرت عائشة - رضي الله عنها - أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم -، اعتمر في شهر رجبº بل هو كغيره من الشهور. وأما الصيام، فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه، شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أصحابه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: \" وقد أحدث الناس في هذا الشهر عبادات لم يشرعها الله ولا رسوله، ومن ذلك تعظيم أول خميس منه، وليلة أول جمعة منه فإن ذلك إنما حدث في الإسلام بعد المائة الرابعة، ولا يجوز تعظيم هذا اليومº لأنه مثل غيره من الأيام.
هذا، وصلوا رحمكم الله على خير البرية وأفضل البشرية محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد