بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
يقول رب العزة - سبحانه -: (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ))[آل عمران:133].
دعوة من الله - سبحانه - لعباده أن يسارعوا إلى كل خير، وإلى كل عمل صالح، حتى يفوزوا بمغفرة الله والجنة، وقدّم المغفرة على الجنة - كما قال العلماء - لأن السلامة تطلب قبل الغنيمة، وأصحاب الجنة هم المتقون.
فما الجنة؟ ولماذا؟ وما صفة الداخلين إليها؟ وما صفتها؟ وما أسباب دخولها؟
أما الجنة:
فهو الاسم العام المتناول لتلك الدار، دار رب الأرباب وملك الملوك، التي أعدها لعباده المؤمنين من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وأهل التوحيد من أمة محمد - عليه الصلاة و السلام - بعد أن يطهرهم رب العزة - سبحانه - من ذنوبهم.
وسميت الجنة جنة لأن الداخل إليها تستره بأشجارها وتغطيه.
وينبغي أن تعلم:
أن هاهنا إشكال أورده البعض في قول الله - تعالى -: (( وجنة عرضها السماوات والأرض ))[آل عمران:133]، فإذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فأين تكون النار، أورد ابن كثير - رحمه الله تعالى - رواية عن الإمام أحمد: أن هرقل كتب إلى النبي - عليه الصلاة و السلام - يقول: إنك دعوتني إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فأين النار؟! فقال - عليه الصلاة و السلام -: ( سبحان الله، فأين الليل إذا جاء النهار؟ )([1])، إذا جاء النهار غشى وجه العالم في جانب، ويكون الليل في الجانب الآخر، فكذا الجنة في أعلى عليين، والنار في أسفل سافلين([2]) كذا قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -.
سمى رب العزة الجنة بأسماء باعتبار صفاتها:
أ - دار السلام: قال - تعالى -: (( لهم دار السلام عند ربهم ))[الأنعام:127]، ذلك لأن الداخل إلى الجنة قد سلم من كل آفة، ومن كل بلاء، ومن كل مكروه، فلا تنكيد ولا تنغيص لقول النبي: (ويؤتي بأشقى أهل الدنيا من أهل الجنةº فيغمس غمسة في الجنة، فيقال له: هل رأيت شراً قط؟ قد مر بك شر قط؟ فيقول: لا والله، ما رأيت شراً قط،
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد