بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً).
أما بعد:
فإن أمتنا الإسلامية لم تزل وستستمر في مدافعة ما يكاد لها مما يخططه لها أعداءها من إيجاد الثغرات وفتح الجبهات من أجل تفريق الصف، وتشتيت الكلمة، وتضييع الجهود، وهذا المكر والكيد من أعداء الأمة سنة ماضية وباقية، فهم لا يألون جهداً ولا يدخرون وسعاً في سبيل تحقيق مآربهم وأهدافهم التي يصبون إليها { ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا }.
فدلالة هذه الآية واضحة جلية في استمرار العداء بين الحق والباطل، وهذا العداء نراه صباح مساء على اختلاف أجناسه التي لا تعد فكيف بما هو داخل تحت الأجناس من الأنواع المتنوعة؟! والهدف الذي يريدونه واحد هو كما نص الله - تعالى - عليه: الردة عن الدين.
قال سيد قطب - رحمه الله تعالى - عند كلامه حول هذه الآية: (وتتنوع وسائل قتال هؤلاء الأعداء للمسلمين وأدواته ولكن الهدف يظل ثابتاً أن يردوا المسلمين الصادقين عن دينهم إن استطاعوا، وكلما انكسر في يدهم سلاح انتضوا سلاحاً غيره، وكلما كلّت في أيديهم أداة شحذوا أداة غيرها، والخبر الصادق من العليم الخبير قائم يحذر الجماعة المسلمة من الاستسلام، وينبهها إلى الخطر، ويدعوها إلى الصبر على الكيد، والصبر على الحرب وإلا فهي خسارة الدنيا والآخرة والعذاب الذي لا يدفعه عذر ولا مبرر. انتهى.
وبعد هذا فلا غرابة إذن فيما نرى ونسمع من التخطيط على المدى البعيد، ومن التنفيذ المباشر كلما سنحت فرصة ولاح لهم مدخل، فتراهم يستميتون في بث باطلهم على أي وجه كان مستعينين بشتى الوسائل والسبل في نشر ذلك الباطل على أوسع رقعة من مجتمع المسلمين، غير مبالين بكثرة الأذى الناتج، وكيف يبالون بذلك وهو مرادهم { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً... }.
فكم سمع المسلمون من الأذى والإهانة والتشكيك في وحدة صفهم وكلمتهم، وهذا ليس بغريب بل هو – كما سلف – سنة ماضية.
إنما الغريب أن يساعد في نشر أذاهم شريحة من المسلمين لا أعني أولئك الذين يحسبون على الإسلام فهذا النوع من الناس أدوات مسيرة مخلصة في ولائها لأعداء الإسلام، فهي تقوم بواجبها المطلوب منها على أحسن وجه وأتمه
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد