بسم الله الرحمن الرحيم
الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله وسنة رسوله ومصطفاه - صلى الله عليه وسلم -،
والزكاة مثل الصلاة في علاقتها بالأخلاق. فالمزكي عندما يستشعر حال إخراجه للزكاة أنَّه بفعله هذا يطيع ربَّه، ويمتثل أمره، ويخزي شيطانه، ويفكِّ يوم القيامة رهانه، وينمي ماله، ويعين الفقراء والمساكين، ويقي نفسه شحها، ويردعها عن هواها، وينشر جواً من المحبَّة والأُلفة والمودة تغمر جماعة المسلمين، وينشيء علاقة وطيدة بين الأغنياء وبين الفقراء والمساكينºفإنَّه يخرجها طيبةً نفسُه بها، راضيةً بما افترض الله عليها، فيكون حريصاً على عدم تأخيرها، مجتهداً لوضعها في يد مستحقيهاºقال الله - تعالى -: [خُذ مِن أَموَالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرَهُم وَتُزَكِّيهِم بِهِا].
عندما يفقه المسلم ذلك يجد نفسه لا تكتفي بدفع الزكاة الواجبة فقط، بل يسعى في البذل والعطاء في وجوه البر، التي يقدر عليها، وإن لم تكن مفروضة عليه، وتتوق نفسه لجميع أنواعِ البذل والعطاء، التي تدل على زُكُو نفسه، وطهارتها.
ومن ذلك: قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة)).
وبهذا يتضح الرابط الوثيق، الذي لا ينفك، بين الزكاة والأخلاق.
والله من وراء القصد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد