1- عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: مر النبي صلى الله عليه وسالم برجل يعظ أخاه في الحياء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: » الحياء من الإيمان « رواه الشيخان.
2- عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - » الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار « رواه البخاري في الأدب المفرد، وابن ماجة والبيهقي والترمذي.
المعنى: أما الحديث الأول فمعناه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على رجل يلوم أخاه على كثرة حيائه، كأن كثرة الحياء عنده قد أضرت به، فبين له - صلى الله عليه وسلم -: أن الحياء لا يأتي منه إلا الخير والبركة فهو من خصال الإيمان وشعبه، ولا يمكن لشعبة من شعب الإيمان أن تجلب الضرر لصاحبها.
وأما الحديث الثاني فقد بين فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسلوب منطقي سهل، على أن عاقبة خلق الحياء أنه يؤدي بصاحبه إلى الجنة وذلك بأنه إذا كان الحياء جزء من الإيمان، ومصير الإيمان إلى الجنة، فمصير المتصف بهذه الصفة الجنة أيضاً.
وكذلك البذاء الذي هو عكس الحياء هو دليل الجفاء والغلظة وهذه عاقبتها النار.
والحياء نوعان:
1- نوع يكون طبيعة وجبلة في الإنسان يمنحها الله العبد ويجبله عليها.
2- ونوع مكتسب من المعرفة بالله وما يجب له وما يستحيل عليه، وما يحبه وما يبغضه وهذا من أعلى خصال الإيمان بل هو من أعلى درجات الإحسان لأنه يحتاج إلى رياضة ومجاهدة لتحصيله والاعتياد عليه.
وبالجملة فالحياء خلق إنساني تتميز به الفطرة الإنسانية، وقد أعطى الله منه كل إنسان قدراً، ولكن هذا القدر إما أن ينميه الإنسان وإما أن يجمده ويقضي عليه نتيجة عيشه على هواه، أو وجوده في بيئة مشوهة خلقياً.
لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً.
نسأل الله أن يساعدنا على تنمية خُلُق الحياء في نفوسنا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد