الحمد لله رب العالمين، وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه.. وبعـد:
فإن من محاسن ديننا الإهتمام بمكارم الأخـلاق، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخـلاق)) رواة أحمد وصححه الألباني في \" السلسلة الصحيحة \" برقم (45)
ولما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أقر ما كان عليه الجاهليون من أخلاق حسنة، وألغي ما كانوا عليه من أخلاق رديئة، وهذب ما كان يحتاج إلي تهذيب.
ومن مكارم الأخلاق التي كان الجاهليون يتحلون بها: غيرة الرجل علي محارمه، بل كان بعضهم يشتط في هذا الأمر ويبالغ فيه، حتى وصل الحال ببعضهم إلي أن يئد (يقتل) بنته خوفا من أن تقع في الفاحشة إذا كبرت، فحرم المشرع ذلك، وهذب جانب الغيرة وحسنه.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن)) متفق عليه.
وقال أيضا: ((إن الله يغار. وإن المؤمن يغار. وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حـرم الله عليه)) رواة مسلم.
وقال أيضا في خطبته لما خسفت الشمس: ((يا أمة محمد، والله ما من أحد أغير من الله، أن يزني عبده أو تزني أمته)) متفق عليه.
ولما قال سعد بن عباده: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصفح، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أتعجبون من غير سعد؟ فوالله! لأنا أغير منه. والله أغير مني)) متفق عليه.
ومعني غير مُصفح: أي يضربه بحد السيف لا بعرضه، فالذي يضرب بالحد يقصد القتل بخلاف الذي يضرب بعرض السيف فإنه يقصد التأديب.
والحياء في الإسلام فضيلة عظيمة، وهي من الفطرة، ولقد حثنا الله - عز وجل - علي ذلك في قوله حكاية عن آدم وحواء حين أكلا من الشجرة في الجنة فبدت لهما سوءاتهما: ) فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ([الأعراف: 22]
وقد فعـلا - عليهما السلام - ذلك بالفطرة لستر العورة التي انكشفت بالأكل من الشجرة المُحرمة. وهـذا الفعل يدل علي حيائهما، والحياء شعبة من الإيمان، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الإيمان بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا الله. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان)) رواة مسلم
فإلى كل مؤمنة رضيت بالله ربا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا ورسولا وبالإسلام دينا، إلي كل الصالحات القانتات، يقول الله - عز وجل - في الحكمة مما نلبس: ) يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا ُيواري سوآتكم وريشا ولباس التقوي ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ([الأعراف: 26]
وشرفهن الله - عز وجل - بقوله تعالى: ( وقل للمؤمنات ) وذلك في قوله تعالى: ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن... إلى قوله: \" وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون \" [النور: 30، 31].
فواجب علي كل أخت مسلمة مؤمنة أن ترتدي الجلباب عند خروجها من البيت كعباءة ونحوها وان يكون الثوب سابغ ساتر، لا يصف ما تحته، ولا يشف عن شيء، ولا يشبه ثوب الرجال كالبنطلون ونحوه ولا يحاكي الموضة الضالة، فإن مرضاة الله تعالي وابتغاء الدار الآخرة هي حياة الإيمان والفضيلة.
إن الدين الإسلامي صيانة وحفظ وستر للمرأة العفيفة التي تأبي أن تمتهن، فلا تكون سلعة رخيصة للإعلان، وفتنه للأهواء والإعجاب، بل تحرم أن يتبعها الرجال بالنظرات الخائنة الآثمة، إن المرأة المسلمة المؤمنة تخشي الله - عز وجل - وترجوا النجاة في الآخرة من عذاب النار. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((صنفان من أهل النار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)) رواة مسلم
كلمة إلي الرجال من آباء وأزواج؟
يا من ولاكم الله أمانة ومسئولية الأسرة والقوامة عليها، هل قرأتم؟ هل سمعتم قول الله: \" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون \" ([التحريم: 6]
هل عرفتم أنكم مسئولين من خبر النبي - صلى الله عليه وسلم - الصادق الأمين: ((كلكم راع. وكلكم مسئول عن رعيته. فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته. والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم)) رواة مسلم.
سـؤال قبل الختام؟
هل السباحة أيها الآباء والأمهات، ورياضة الجمباز والباليه للفتيات يأذن أو يرضي عنها الإسلام أم يحرمها؟ حينما تتجرد الفتاة من ثيابها إلا ما يعرف أمام المشاهدين والمعجبين.
إن المرأة في الإسلام دين الله فرض عليها أن تغطي جسدها، حفظا لها عن النظرات الآثمة، والإغراض الدنيئة، كما أن الفتي له حدود أيضا، فلا يحل له أن يظهر شيئا من سوأته - ما بين السرة والركبة فهذا دين الإسلام والحياء من الإيمان.
والله ولي التوفيق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد