الغناء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يلعب الغناء في هذه الأيام دورا هاما في القضاء على هذه الأمة سواء شعر أفرادها بذلك أم لم يشعروا ويكفي للاستدلال على ذلك تشجيع الغرب على انتشار الغناء وذيوعه بين أوساط المسلمين ولا سيما الشباب منهم وكذلك ما يفعله أذناب الغرب في بلاد المسلمين الذين يهدفون إلى إفساد المسلمين وانتشار الفاحشة بينهم وإلهائهم عن قضاياهم المصيرية وفصل دينهم عن حياتهم وإلى غير ذلك من الأهداف القبيحة التي ترمي إلى الإفساد والتي يستخدمون الغناء كوسيلة لتحقيق ذلك.

 

*إن للغناء أهمية كبرى لدى هؤلاء المفسدين في تلك البلاد فهو أحد أدواتهم المهمة في تنفيذ مخططاتهم وما يرمون إلى تحقيقه ولذلك رأينا هؤلاء يقيمون محطات متخصصة وقنوات تلفزيونية متخصصة في الغناء تستمر في بثها وإذاعة ما ترمي إليه مدة اليوم بكامله وبذلك تضمن إقبال غالب المسلمين عليها لتغطيتها لجميع الأوقات وللأسف الشديد رأينا هذا الإقبال من أبناء هذه الأمة على تلك المحطات والقنوات الأمر الذي يعد انتكاسة كبيرة، فهذه المحطات والقنوات الغنائية لا تهدف في المقام الأول إلا إلى إيقاظ الفتنة وإشعال الشهوة في النفوس و صرفها عن الإيمان والقرآن وغرس قيم فاسدة وأفكار متدنية في عقول المسلمين وهذا بلا شك أمر في غاية الخطورة يحتاج إلى وقفة من علماء الأمة ومصليحها وإلا ستكون النتائج على غير ما يرام ووقتها سيندم الجميع سواء العصاة أو الطائعين فلقد روي عن أم سلمة - رضي الله عنها - فيما معناه أنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: \" إذا ظهرت المعاصي في أمتي أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده فقلت يا رسول الله: أما فيهم يومئذ أناس صالحون، قال: بلى ولكن يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان \" وهذا يدل على أن العقاب بسب كثرة المعاصي سيصيب الجميع ولقد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: \" أنهلك وفينا الصالحون، قال: نعم إذا كثر الخبث \" ولذلك على علماء الأمة وأهل الطاعة أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويأخذوا بأيدي الناس إلى الله لعلى الله يخفف عنا ذلك العقاب.

 

* ولعل الكثير من المسلمين ممن يشاهدون تلك الأغاني يظنون أنه لا بأس من سماعها ومشاهدتها فبعضهم يروا فيها وسيلة للخروج من حالات الإحباط التي يعيشونها والبعض الأخر يرى فيها وسيلة لقضاء الوقت وقتله والبعض الأخر يرى فيها تسلية للنفس وإنعاشها والبعض الأخر يسمعها ويشاهدها لأنه يعيش قصة حب مع محبوب له والبعض الأخر يسمعها لأن الآخرين يسمعونها وغير ذلك من الأعذار التي يوردها لك مشاهدي الأغاني ومستمعيها بل إن بعضهم يسمعها ظنا بحلها وأنه لا حرمة فيها وبعضهم يعرف حرمتها ومخالفتها للشرع ومع ذلك يسمعها، وهنا أتساءل ألم يفكر هؤلاء في حكم ما يشاهدونه أو ما يسمعونه وهل يوافق دينهم أم لا؟ وهل في ذلك طاعة لله أم معصية له - سبحانه وتعالى -؟، وهل الغناء ضد القرآن أم أنه لا علاقة بينهما؟ وهل الغناء حق أم باطل؟، وهل هو في ميزان الحسنات أم في ميزان السيئات؟ وغير ذلك من الأسئلة التي من المفترض أن ترد في ذهننا قبل الإقبال على تلك الأغاني فلو أن الواحد أقبل مثلا على أكل طعام ما فإنه يسأل عنه وعن مصدره طالما أنه يشك في صانعه فلماذا إذا نعطي قلوبنا وأنفسنا إلى أناس لا نعرف عنهم خيرا قط ولماذا في أمور الدنيا نسأل ونستفسر وإذا جئنا في أمور الآخرة نأخذ الأمور هكذا دون أي اهتمام.

 

*إنني أنادي من يشاهد ويسمع تلك الأغاني إلى أن يفكر ألف مرة قبل أن يقبل على تلك الأغاني فعلى المسلم ألا يبتغي السعادة لنفسه بمعصية الله فما فعل المسلم منا من معاص ظن أنها ستسعده إلا وانقلبت تلك المعاصي إلى حسرة وندامة في الدنيا والآخرة طالما لم يتب هذا المسلم ويعود إلى ربه ويعلم أن السعادة الحقيقية في طاعة ربه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، واحذر هؤلاء الذين يفرحون بالمعصية وهم يفعلونها بأن الفرح بفعل المعصية وتمني فعلها أشد وأعظم من فعل المعصية ذاتها، وخوفك أخي المسلم من رؤية الناس لك وأنت تفعل المعصية أشد من فعلها كذلك فإياك أن تكون من هؤلاء الذين يجاهرون خالقهم ومولاهم بالمعصية ويفرحون بفعلها واحرص على ما ينفعك في دنياك وآخرتك فإنما العيش عيش الآخرة والسعادة الحقيقية في رضا الله - سبحانه وتعالى -.

 

* وأوجه ندائي إلى العلماء بأن يتحدثوا عن ذلك الأمر ويكثروا من الحديث عنه وأن يقتربوا من أفراد هذه الأمة ويكونوا أسوة وقدوة حسنة لهم وأن يبينوا لهم طريق الرشاد والصلاح والنجاح وأن يقوموا بممارسة دورهم الحقيقي وأن يتقربوا أكثر من مجتمعاتهم ويجالسوا الناس ويعملوا على إزالة الحواجز التي بينهم وإلا فإن الأمور ستدهور أكثر فأكثر مما هي عليه الآن ولا شك أن العلماء سيكونون أحد أسباب ذلك التدهور.

 

* ويكفيني في الختام أن أذكر ما قاله أحد علمائنا عندما كان يسأل عن حكم الغناء فكان يقول \" حتى لو قلنا بأن الغناء حلال فهل واقع الأمة يحتمل لها أن تغني \" وهذا الكلام قد قيل منذ أكثر من عشرين سنة قبل مذابح صبرا وشاتيلا وقبل مذبحة جنين وقبل المذابح المستمرة في أرض فلسطين وقبل اجتياح الشيشان وقبل غزو أمريكا لأفغانستان والعراق وقبل التهديدات التي تتلقاها الأمة بكاملها من حين لآخر من أعداءها الذين لا يتوقفون عن معاداتها ومحاربتها بكافة الوسائل وعلى كافة الأصعدة والميادين، فبالله ماذا لو رأى الشيخ حالنا في تلك الأيام ماذا كان سيقول؟ فلنستيقظ يا أخوة قبل فوات الأوان فلا يعقل أن يذبح ويقتل إخواننا وتهدم المنازل والمساجد وتغتصب النساء المسلمات ونحن نغني ونضحك ونمرح وكأن الأمر لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد وكأن هؤلاء ليسوا مسلمين لهم حقوق وواجبات علينا، فلنحرص من الآن على نصرة ديننا ونصرة المسلمين ولنبذل كل ما نملك في سبيل رفع راية التوحيد خفاقة وإلا فالحساب سيكون عسيرا أمام الله - عز وجل - طالما لم نعمل على نصرة الإسلام فالله نسأل أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين وأن يجعلنا أهلا لنصرته أنه على كل شيء قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply