لقد بدأت مرحلة جديدة في الدعوة حين استقرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة وقويت شوكة الإسلام، فواجه قريشاً في معركة بدر وهزمهم فقتل سبعين من علية قريش وسادتهم الذين كادوا له ووقفوا ضدّ الدعوة وصاحبها، ثم كانت معركة أحد فانتصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قريش فيها في أول المعركة ولـمّا خالف الرٌّماة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هُزِمُوا وانتصرت قريش، ثم كانت معركة الخندق فهزم الله الأحزاب بالملائكة والريح، ثم تتابعت الغزوات والسرايا فكانت الحديبية ثم خيبر إلى أن جاء فتح مكة فدخلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متواضعاً لربه قد طأطأ رأسه وشنق لناقته الزمام مع أنه كان معه عشرة آلاف مقاتل، واستسلمت قريش وعفا عنهم - صلى الله عليه وسلم -.
ووجد حول الكعبة ثلاث مئة وستين صنماً فكسرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميعاً ولم يبق واحداً منها لتأليف قريش إذ لا تأليف بالشرك، مع أنه ترك الكعبة على بنائهم المبتدع على غير قواعد إبراهيم - عليه السلام - تأليفاً لهم، وأعلن شعار التوحيد على باب الكعبة ومن هنا قطعت شجرة الشرك وأبيدت الأصنام ودخل الناس في دين الله أفواجاً.