الحمدُ للهِ رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اقتدى بهديه إلى يوم الدين.
وبعد:
توعد رسول اللهُ - صلى الله عليه وسلم -، من يكذبُ عليه متعمداً بأشد أنواع العذاب، وتواترت الأحاديث في بيان عظم جريمة الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبينت أن من كذب على رسول الله، قد تبوأ معقده من النار .
عَن عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: (مَن تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَليَتَبَوَّأ مَقعَده مِن النَّار ). متفق عليه.
عَن المُغِيرَة بن شُعبَة قَالَ: سَمِعت رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَقُول: \" إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيسَ كَكَذِبٍ, عَلَى غَيرِي، فَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوَّأ مَقعَده مِن النَّار \". متفق عليه.
عَن أَبِي هُرَيرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: \" مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوَّأ مَقعَده مِن النَّار \". متفق عليه.
عَن سَلَمَة بن الأَكوَع قَالَ: سَمِعت رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم – يَقُول: \" مَن يَقُل عَلَيَّ مَا لَم أَقُل فَليَتَبَوَّأ مَقعَده مِن النَّار. صَحِيح البُخَارِيّ.
عَن عَامِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ الزٌّبَيرِ، عَن أَبِيهِ قَالَ: قُلتُ لِلزٌّبَيرِ: \" مَا يَمنَعُكَ أَن تُحَدِّثَ عَن رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا يُحَدِّثُ عَنهُ أَصحَابُهُ \"، فَقَالَ: \" أَمَا وَاللَّهِ لَقَد كَانَ لِي مِنهُ وَجهٌ وَمَنزِلَةٌ، وَلَكِنِّي سَمِعتُهُ يَقُولُ : \" مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِن النَّارِ \". سنن أبو داود.
وقد كثر انتشار الأحاديث المكذوبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الانترنت وخاصة في المنتديات وصفحات البريد الجماعي أو مايسمى بالكروبات
فليحذر الأخوة والأخوات من نقل هذه الأحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وليحذروا أن يندرجوا تحت وعيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
لذا نرجو نقل أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مواقع معتمدة يشرف عليها العلماء وطلبة العلم الشرعي فهم أدرى بالصحيح من السقيم.
حكم الوضع:
الوضع بأنواعه حرام بإجماع المسلمين الذين يُعتد بهم.
أحكام الموضوع:
اتفق العلماء على أن الموضوع ساقط الاعتبار بكل اعتبار، لأنه كذب مختلق.
حكم رواية الموضوع:
تحرم روايته مع العلم بوضعه في أي معنى كان، سواء الأحكام والقصص والترغيب والترهيب، وغيره.
مصادر الحديث الموضوع:
وإليك أهم هذه المصادر فيما يلي:
1- الموضوعات: للإمام الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة 597.
2- اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة911 هـ.
3- تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة. للحافظ أبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني المتوفى 963 هـ.
4- المنار المنيف في الصحيح والضعيف للحافظ ابن قيم الجوزية المتوفى سنة 751 هـ.
5- المصنوع في الحديث الموضوع. للحافظ علي القاري المتوفى سنة 1014هـ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.