كان أول من سكن المدينة العمالقة، وهم قوم من ولد عِملِـيق بن لاوَذَ بن إِرَمَ بن سامِ بن نُوح، وهم الجبابرة من بقية قوم عاد، كانوا بالشام على عهد موسى - عليه السلام -، ثم تفرقوا فـي البلاد، فجاءوا إلى يثرب، واستقروا بها.
ثم تغلبت عليهم بعض قبائل اليهود التي جاءت من الشام نتيجة حرب الرومان لهم، وتفرقهم في البلاد، فلجأت بعض قبائلهم وعلى رأسهم بنو النضير، وبنو قريظة إلى يثرب، وأقاموا بها.
وبقي اليهود في يثرب حتى نزحت إليهم قبائل الأوس والخزرج من بلاد اليمن نتيجة تهدم سد مأرب.
عاش اليهود والأوس والخزرج في وئام فترة من الزمان، وتحالفوا ليأمن بعضهم بعضاً، فلما أحس اليهود بقوة شوكة الأوس والخزرج انقلبوا عليهم، ونقضوا الحلف معهم، فاستنجد العرب ببني عمومتهم الغساسنة، فأنجدوهم أَنَفَةً من تسلط اليهود عليهم.
وبقي الأوس والخزرج في وئام، واستمروا على ذلك حتى نشبت الحرب بينهم، وقامت حروب طويلة كان النصر في أغلب الأحيان حليف الخزرج، مما دفع بالأوس إلى التحالف مع اليهود الذين وقفوا معهم في موقعة \"بُعاث\" حيث انتصر فيها الأوس على الخزرج، بعد أن أوقعوا فيهم مقتلة عظيمة، ثم تصالح الفريقان، واتفقا على إقامة حكومة تعمل على استقرار الأمور بيثرب برئاسة عبد الله بن أبي سلول الخزرجي.
وبعد مبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، دخل في الإسلام أفرادٌ من أهل المدينة، وبايعوا الرسول على التأييد والنصرة، وأخذ الإسلام ينتشر بين الأوس والخزرج، بعدما أحسوا بطعم الإيمان وأثر التوحيد ولذة العبادة.
وعندما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ودان الجميع لسلطان الإسلام، رأى ابن أبي بن سلول أن جاهه مهدد، وسلطانه زائل، فأظهر إسلامه، وأبطن كفره ونفاقه.
أما زعيم الأوس: أبو عامر بن صيفي بن النعمان، فبقي على كفره، وخرج إلى مكة، ثم الطائف، ثم التحق بالروم في الشام.
وبقيت المدينة للمسلمين الذين أقاموا فيها دولة الإسلام الأولى، بقيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ينبعث منها الخير والهدى إلى أرجاء المعمورة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد