يقول عبد الله بن سلام والحديث في الترمذي وهومن اليهود لكنه أسلم يقول: {لما وصل الرسول - صلى الله عليه وسلم - المدينة انجفل الناس، فكنت فيمن انجفل، فاجتمعوا عليه في السوق فتبينت وجهه، فلما رأيت وجهه، عرفت أنه ليس بوجه كذاب}. وجهه كالقمر ليلة أربعة عشر.
وجهه وجه صادق مخلص، وجهه رائع وجميل.
قال: {فلما رأيت وجهه سمعته يقول: يا أيها الناس -اسمع الكلمات، حتى الكلمات كالدرر- افشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام}. وراوي الحديث هو نفسه عبد الله بن سلام.
فقال عبد الله بن سلام: {يا رسول الله! أسألك عن ثلاث آيات لا يعرفها إلا نبي - لأن عبد الله بن سلام عنده التوراة - يا رسول الله! أسألك عن ثلاث: ما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوا الجنة؟ هذه الأولى، والثانية: متى يشبه الولد أباه ومتى يشبه أمه؟ وهذه الثانية، والثالثة: ما هي أول علامات الساعة؟ }.
الرسول - عليه الصلاة والسلام - لم يقرأ ولم يكتب: ( وَمَا كُنتَ تَتلُو مِن قَبلِهِ مِن كِتَابٍ, وَلا تَخُطٌّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارتَابَ المُبطِلُونَ ) [العنكبوت: 48] ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنهُم يَتلُو عَلَيهِم آيَاتِهِ ) [الجمعة: 2] لم يقرأ ولم يكتب أو يدرس في مدرسة أو في كتاتيب أو في جامعة.
قال: {فالرسول - عليه الصلاة والسلام - لم ينتظر كثيراً فلقد أتاه الوحي: ( إِن هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى ) [النجم: 4-5].
قال: {أما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوا الجنة فإنه زيادة كبد الحوت، قال: صدقت، قال: وأما أن يشبه الولد أباه، فإذا أتى الرجل زوجته فعلا ماؤه ماءها أشبه أباه، فإن علا ماؤها ماءه أشبه أمه، قال: صدقت، وأما أول علامات الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، قال: صدقت، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ثم يقول: يا رسول الله! إن اليهود قوم بهت -أي: أهل زور وفجور- إذا علموا أني أسلمت بهتوني، فلا تخبرهم بإسلامي وأدخلني هذه المشربة -غرفة خلفية- واسألهم عني، فأدخله - عليه الصلاة والسلام - في الغرفة وأغلق عليه ونادى اليهود، فأتوا وجلسوا، قال: يا معشر يهود! كيف ابن سلام فيكم؟ قالوا: سيدنا وابن سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا، وفقيهنا وابن فقيهنا، وعالمنا وابن عالمنا، قال: أرأيتم إن أسلم، قالوا: أعاذه الله من ذلك، قال: فإنه أسلم، ففتح له الباب - عليه الصلاة والسلام -، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقاموا ينفضون ثيابهم ويقولون: شرنا وابن شرنا، وسيئنا وابن سيئنا، وخبيثنا وابن خبيثنا، فيقول الله: ( قُل أَرَأَيتُم إِن كَانَ مِن عِندِ اللَّهِ وَكَفَرتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِن بَنِي إِسرائيلَ عَلَى مِثلِهِ فَآمَنَ وَاستَكبَرتُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظَّالِمِينَ [الأحقاف: 10]}.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد