أخواك في النار
قال الأصمعي: نظر عمر بن الخطاب إلى الخنساء وبها ندوب على وجهها، فقال: ما هذه الندوب يا خنساء؟ قالت: من طول البكاء على أخوايّ! قال لها: أخواك في النار! قالت: ذلك أطول لحزني عليهما، أني كنت أشفق عليهما من القتل، وأنا اليوم أبكي لهما من النار، وأنشدت:
وقائلة والنعش قد فات خطوها *** لتدركه يا لهف نفسي على صخر
ألا ثكلت أم الذين غدوا به إلى *** القبر ماذا يحملون إلى القبر
القعود والعضباء
عن أنس: قال كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - ناقة تسمى العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه.
فنعم إذاً
روى ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس طهور إن شاء الله، فقال له: لا بأس طهور إن شاء الله، قال: قلت طهور! كلا بل هي حمى تفور أو تثور على شيخ كبير تزيره القبور، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فنعم إذاً.
كادت تنكسر رجلاي
عن حذيفة قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبا من قيامه، فقضى صلاته، وقد كادت تنكسر رجلاي.
غضب عمر
لما قدم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الشام قام إليه رجل من أهل الكتاب فقال: يا أمير المؤمنين، إن رجلاً من المؤمنين صنع بي ما ترى وهو مشجوج مضروب.
فغضب عمر غضباً شديداً ثم قال لصهيب - رضي الله عنه -: انطلق وانظر من صاحبه، فأتني به. فانطلق صهيب فإذا هو عوف بن مالك الأشجعي، - رضي الله عنه -، فقال: إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضباً شديداً فأت معاذ بن جبل - رضي الله عنه - فليكلمه، فإني أخاف أن يعجل إليك. فلما قضى عمر الصلاة قال: أين صهيب؟ أجئت بالرجل؟ قال: نعم. وقد كان عوف أتى معاذاً فأخبره بقصته. فقام معاذ فقال: يا أمير المؤمنين، إنه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجل إليه. فقال له عمر: ما لك ولهذا؟ قال: يا أمير المؤمنين، رأيت هذا يسوق بامرأة مسلمة على حمار، فنخس بها ليصرع بها، فلم يصرع بها، فدفعها فصرعت، فغشيها أو أكب عليها. فقال له: ائتني بالمرأة فلتصدق ما قلت. فأتاها عوف، فقال له أبوها وزوجها: ما أردت إلى صاحبتنا قد فضحتنا. فقالت: واللّه لأذهبن معه، فقال أبوها وزوجها: نحن نذهب فنبلغ عنك. فأتيا عمر - رضي الله عنه - فأخبراه بمثل قول عوف، وأمر عمر باليهودي فصلب. وقال: ما على هذا صالحناكم، ثم قال: أيها الناس، اتقوا اللّه في ذمة محمد، فمن فعل منهم هذا فلا ذمة له.
ما عندك يا ثمامة
بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ما عندك يا ثمامة فقال عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت فترك حتى كان الغد ثم قال له ما عندك يا ثمامة قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال ما عندك يا ثمامة فقال عندي ما قلت لك فقال أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نجل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل صبوت قال لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - (رواه الشيخان).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد