في وقفة سابقة تحدثنا عما خصَّ الله به نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - من خصائص، وأيده به من معجزات لا يرقى إليها أحد من الأنبياء فضلاً عن بقية البشر، وأشرنا أيضاً إلى أن خصائصه - صلى الله عليه وسلم - متعددة ومتنوعة، منها ما يكون في الدنيا، ومنها ما يكون في الآخرة، ونحن من خلال هذا المقال نواصل الحديث عن تلك الخصائص لعلنا نزداد حباً لنبينا واتباعاًله، عسى أن يشملنا قوله - تعالى -: {وإن تطيعوه تهتدوا} (النور: 54)، وقوله - تعالى -: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} (غافر: 51).
فمن خصائصه - صلى الله عليه وسلم - غير ما ذكرنا أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، ففي الحديث (فأكون أول من تنشق عنه الأرض) رواه البخاري.
ومن خصائصه - صلى الله عليه وسلم - أنه أكثر الناس تبعاً يوم القيامة، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة) رواه مسلم.
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أرجو أن يكون من يتبعني من أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة، قال: فكبرنا، قال: أرجو أن يكونوا ثلث أهل الجنة، قال: فكبرنا، قال: أرجو أن تكونوا الشطر)، رواه الإمام أحمد، وصححه شعيب الأرنؤوط.
ثم إنّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تحت لوائه - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، وهو سيد ولد آدم، وبيده لواء الحمد، كما صح في حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ، آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر)رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني.
ومن خصائصه - صلى الله عليه وسلم - أنه أول من يفتح له باب الجنة فيدخلها، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (وأنا أول من يقرع باب الجنة) رواه مسلم.
وهو - صلى الله عليه وسلم - أول من يشفع، ويشفّع في الجنة، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا) رواه مسلم.
تلك هي بعض خصائصه - صلى الله عليه وسلم - التي اختصه الله بها دون غيره من الأنبياء، ذكرناها على وجه الإجمال لتكون على بينة من أمرها، ونحيل تفصيل القول فيها إلى شراح الحديث. وفقنا الله جميعاً لمعرفة قدر هذا النبي، ومكانته التي أكرمه الله بها بين خلقه، وألهمنا - سبحانه - الاقتداء بـهديه، والسير على نهجه، ففي ذلك الفلاح والنجاح{وإن تطيعوه تهتدوا} (النور: 54) والحمد لله رب العالمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد