الحافظ العابد ( سعيد بن جبير )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمه ونسبه:

هو سعيد بن جبير بن هشام أبو محمد ويقال أبو عبد الله الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي أحد الأعلام.

 

 مولده:

 ولد في خلافة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.

 

 شيوخه:

روى عن ابن عباس فأكثر وجود وعن عائشة وأبي موسى الأشعري وطائفة من التابعين.

 

تلامذته والرواة عنه:

روى عنه أبو صالح السمان وأيوب السختياني وحبيب بن أبي ثابت والأعمش وعبد الكريم الجزري وعطاء بن السائب وعمرو بن دينار ومجاهد بن جبر رفيقه والزهري وأبو الزبير المكي وخلق كثير.

 

ثناء العلماء عليه:

كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه. يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير. قال أشعث بن إسحاق: كان يقال سعيد بن جبير جهبذ العلماء.

قال له ابن عباس: حدّث، قال: أحدث وأنت هاهنا؟ قال: أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد فإن أصبت فذاك وإن أخطأت علّمتك.

 

سأل رجل ابن عمر عن فريضة فقال له: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني وهو يفرض فيها ما أفرض. قال علي بن المديني: ليس في أصحاب ابن عباس مثل سعيد بن جبير، قيل ولا طاووس؟ قال: ولا طاووس ولا أحد. عن خصيف قال: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد وأعلمهم بالحج عطاء وأعلمهم بالحلال والحرام طاووس وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير.

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري هو ثقة إمام حجة على المسلمين.

قال ابن حبان: كان فقيها عابدًا واصلا ورعًا. قال أبو نعيم: ومنهم الفقيه البكاء والعالم العابد، السعيد الشهيد السديد الحميد أبو عبد الله بن جبير سعيد.

قال ابن حجر: ثقة ثبت فقيه.

 

من أحواله وأقواله:

عن أصبغ بن زيد قال: كان لسعيد بن جبير ديك كان يقوم من الليل بصياحه، فلم يصح ليلة من الليالي حتى أصبح فلم يُصلّ سعيد تلك الليلة فشق عليه، فقال: ما له قطع الله صوته؟ فما سُمع له صوت بعد، فقالت له أمه: يا بني لا تدع على شيء بعدها.

 

قال عمر بن حبيب: كان سعيد بن جبير بأصبهان لا يحدث ثم رجع إلى الكوفة فجعل يحدث فقلنا له في ذلك فقال: أنشر بزك حيث تعرف.

 

قال هلال بن بساف: دخل سعيد بن جبير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة. قال الذهبي: هذا خلاف السنة وقد صح النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث. قال القاسم بن أبي أيوب: سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعًا وعشرين مرة {واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله...} الآية

 

 قال سعيد: التوكل على الله جماع الإيمان، وكان يدعو اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك. قال: لأن أنشر علمي أحب إليّ من أن أذهب به إلى قبري.

قال له هلال بن خباب: ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا ذهب علماؤهم. قلت: فالعلماء هم سبيل النجاة فمن خالفهم أو تكلم فيهم فهو مع الهالكين.  

قال عباد بن العوام: أنبأنا هلال بن خباب: خرجنا مع سعيد بن جبير في جنازة فكان يحدث في الطريق ويذكرنا حتى بلغ فلما جلس لم يزل يحدثنا حتى قمنا فرجعنا وكان كثير الذكر لله. قال القاسم الأعرج: كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش.

قال سعيد: لدغتني عقرب فأقسمت عليّ أمي أن أسترقي فأعطيت الراقي يدي التي لم تلدغ وكرهت أن أحنثها.

وقال: لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد عليّ قلبي.

وقال: أتيت ابن عباس فكتبت في صحيفتي حتى أملأها وكتبت في نعلي حتى أملأها وكتبت في كفّي.

 كان سعيد ممن خرج مع القراء على الأمراء على غير هدي أهل السنة عفا الله عنا وعنه، وقد رويت في ذلك أخبار كثيرة كثيرها لا يثبت.

 قال الربيع بن أبي صالح: دخلت على سعيد بن جبير حين جيء به إلي الحجاج فبكى رجل فقال سعيد: ما يبكيك؟ قال: لما أصابك قال: فلا تبك، كان في علم الله أن يكون هذا ثم تلا {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها}.

 

عن أبي حصين قال: رأيت سعيدًا بمكة فقلت: إن هذا قادم ـ يعني خالد بن عبد الله ولست آمنه عليك، قال: والله لقد فررت حتى استحييت، قال الذهبي: طال اختفاؤه فإن قيام الفراء على الحجاج كان في سنة اثنتين وثمانين وما ظفروا بسعيد إلى سنة خمس وتسعين السنة التي قلع الله فيها الحجاج.

وقال داود بن أبي هند: لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير قال: ما أراني إلا مقتولا، وسأخبركم: إني كنت وصاحبان لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء ثم سألنا الله الشهادة فكلا صاحبيّ رزقها وأنا انتظرها فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء. قال الذهبي: ولما علم من فضل الشهادة ثبت للقتل ولم يكثر ولا عامل عدوه بالتقية المباحة له، - رحمه الله - تعالى -.

قال يزيد بن أبي زياد: أتينا سعيدًا فإذا هو طيب النفس وبنته في حجره فبكت وشيعناه إلى باب الجسر، فقال الحرس له، أعطنا كفيلا فإنا نخاف أن تُغرق نفسك قال: فكنت فيمن كَفَل به، قال أبو بكر بن عياش: فبلغني أن الحجاج قال: ائتوني بسيف عريض. قال سليمان التيمي: كان الشعبي يرى التقية وكان ابن جبير لا يرى التقية، وكان الحجاج إذا أتى بالرجل ـ يعني ممن قام عليه ـ قال له: أكفرت بخروجك عليّ؟ فإن قال: نعمº خلى سبيله فقال لسعيد: أكفرت؟ قال: لا، قال: اختر لنفسك أي قتلة أقتلك، قال: اختر أنت فإن القصاص أمامك.

 

 وفاته:

كان قتله في شعبان سنة خمس وتسعين - رحمه الله تعالى -

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply