الصهيونية والماسونية وجهان لعملة واحدة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تعريفها:

هي منظمة يهودية تنفيذية، مهمتها تنفيذ المخططات المرسومة لإعادة مجد بني الكيان الصهيوني اليهود وبناء هيكل سليمان، ثم إقامة مملكة الكيان الصهيوني ثم السيطرة من خلالها على العالم تحت ملك (ملك يهوذا) المنتظر. سميت بذلك: نسبة إلى (صهيون) جبل يقع جنوب بيت المقدس يقدسه اليهود.

 

 الماسونية والصهيونية:

الصهيونية قرينة للماسونية إلا أن الصهيونية يهودية بحتة في شكلها وأسلوبها ومضمونها وأشخاصها، في حين أن الماسونية يهودية مبطنة تظهر شعارات إنسانية عامة، وقد ينطوي تحت لوائها غير اليهود من المخدوعين والنفعيين.

 

كما أن الصهيونية حركة دينية سياسية معلنة تخدم اليهود بطريق مباشر فهي الجهاز التنفيذي الشرعي والرسمي لليهودية العالمية.

 

في حين أن الماسونية حركة علمانية إلحادية سرية تخدم اليهود بطريق غير مباشر، فهي القوة الخفية التي تهئ الظروف والأوضاع لليهود.

 

 تاريخها ونشأتها:

الصهيونية كالماسونية ليست وليدة هذا العصر فقد مرت بمراحل كثيرة منذ القرون الأولى قبل ظهور النصرانية وبعدها وقبل ظهور الإسلام وبعده، وكانت مراحلها الأولى مهمتها تحريض اليهود على الانتفاض والعودة إلى أرض فلسطين وبناء هيكل سليمان، وتأسيس مملكة الكيان الصهيوني الكبرى، وحوك المؤامرات والمكائد ضد الأمم والشعوب الأخرى.

 

أما الصهيونية الحديثة: فقد بدأت نواتها الأولى عام 1806م حين اجتمع المجلس الأعلى لليهود بدعوة من / نابليون لاستغلال أطماع اليهود وتحريضهم على مساعدته ثم حركة (هرتزل) اليهودي التي تمخضت عن المؤتمر اليهودي العالمي في (بال) بسويسرا عام 1897م والذي قرر فيه أقطاب اليهود ما يسمى ب(بروتوكلات حكماء صهيون) وهو المخطط اليهودي الجديد للاستيلاء على العالم ومن هذا المؤتمر انبثقت المنظمة الصهيونية الحديثة.

 

 أهداف الصهيونية:

 ذكرنا أن الصهيونية حركة يهودية خالصة. أما أهدافها فهي ذات جانبين: ديني وسياسي:

 

أما الجانب الديني فيتلخص فيما يلي:

1. إثارة الحماس الديني بين أفراد اليهود في جميع أنحاء العالم، لعودتهم إلى أرض الميعاد المزعومة (أرض فلسطين).

 

2. حث سائر اليهود على التمسك بالتعاليم الدينية والعبادات والشعائر اليهودية والالتزام بأحكام الشريعة اليهودية.

 

3. إثارة الروح القتالية بين اليهود، والعصبية الدينية والقومية لهم للتصدي للأديان والأمم والشعوب الأخرى.

 

أما الجانب السياسي فيتلخص فيما يلي:

1. محاولة تهويد فلسطين (أي جعلها يهودية داخلياً) وذلك بتشجيع اليهود في جميع أنحاء العالم على الهجرة إلى فلسطين وتنظيم هجرتهم وتمويلها، وتأمين وسائل الاستقرار النفسي والوظيفي والسكني وذلك بإقامة المستوطنات داخل أرض فلسطين ((وهي عبارة عن مجمعات سكنية حديثة كاملة المرافق تمولها الصهيونية من تبراعات اليهود والدول الموالية لهم في العالم))، وتوطيد الكيان اليهودي الناشئ في فلسطين سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

 

2. تدويل الكيان الصهيونيي في فلسطين عالمياً، وذلك بانتزاع اعتراف أكثر دول العالم بوجود دولة الكيان الصهيوني في فلسطين وشرعيتها وضمان تحقيق الحماية الدوليه لها، وفرضها على العالم، وعلى المسلمين على وجه الخصوص. لذلك نجد أن الصهيونية تقوم بدور رئيس في دفع أمريكا وروسيا وأكثر الدول في أوربا لحماية الكيان الصهيوني سياسياً وعسكرياً ودعمها اقتصاديا وبشريا، فبالرغم من أن أمريكا ودول أوربا دول نصرانية، وبالرغم من أن روسيا شيوعية تحارب الأديان وبالرغم أيضا من أن شعوب هذه الدول تكره اليهود بحق إلا أنها لا تزال تحمي دولة الكيان الصهيوني وتدعمها. وما ذك إلا بتأثير الصهيونية الواضح.

 

3. متابعة وتنفيذ المخططات اليهودية العالم السياسية والاقتصادية، خطوة بخطوة، ووضع الوسائل الكفيلة بالتنفيذ السريع والدقيق لهذه المخططات، ثم التهيئة لها إعلاميا وتمويلها اقتصاديا، ودعمها سياسياً.

 

4. توحيد وتنظيم جهود اليهود في جميع العالم أفراد وجماعات ومؤسسات ومنظمات، وتحريك العملاء والمأجورين عند الحاجة لخدمة اليهود وتحقيق مصالحهم ومخططاتهم.

 

 مغالطات صهيونية:

في نهاية القرن التاسع عشر، عندما ظهرت الحركة الصهيونية، كان ما يسمى \" التيار الوطني \" هو الغالب في هذه الحركة، وهو التيار الداعي إلى بقاء اليهود في بلادهم الأصلية، والعمل على الاندماج في هذه المجتمعات، وكانت غالبيته من المثقفين والعمال الفقراء أو من الطبقة المتوسطة.

 

أما التيار الثاني، فهو \" التيار القومي \" وكان يتزعمه غلاة الصهاينة من كبار الأغنياء اليهود الباحثين قبل كل شيء عن \" أرض \" يمارسون عليها نشاطهم الاقتصادي بعيداً عن منافسة البرجوازية الأوروبية القوية، ولم يكن يعنيهم كثيراً أن تكون هذه الأرض فلسطين أو غيرها، فالموضوع بالنسبة لهم كان مشروعاً إقتصادياً فحسب.

 

وبالفعل فقد طرح في البداية إنشاء دولة لليهود في أوغندا أو غانا! ثم طرح إنشاء دولة في مناطق واسعة من الأرجنتين! ومع ظهور النزعات العنصرية في أوروبا والمذابح التي تعرض لها اليهود في روسيا أولا، ثم في باقي الدول الأوروبية، ازداد أنصار التيار القومي الداعي إلى وطن قومي لليهود. ونتيجة عدد كبير من العوامل تم اختيار فلسطين لتكون هي الوطن القومي المزعوم \" وهذه العوامل يمكن مناقشتها في مبحث مستقل \".

 

من الطريف ذكره، أن أدبيات الحركة الصهيونية كانت تسمي فلسطين باسمها الأصلي، ولم تكن تسمية الكيان الصهيوني قد خطرت لهم على بال، حتى بعد قيام الكيان الصهيوني كانت تسمى \" فلسطين \" حتى العام 1952 على الأقل، لأنهم يعرفون أن شعب الكيان الصهيوني المزعوم، كان قد اندثر من الوجود، وذاب بين شعوب المنطقة منذ القرن السادس قبل الميلاد على الأقل! وأن اللغة العبرية نفسها قد اندثرت من الوجود منذ ذلك الزمن أيضاً، وقد كان اليهود يتكلمون الآرامية \" المقصود يهود السبي في بابل وبعد ذلك في فلسطين \" ثم بعد ظهور العربية وهيمنتها على المنطقة تكلم اليهود العربية مثلهم مثل غيرهم من شعوب المنطقة.

 

وعندما قامت الصهيونية بمحاولة إحياء اللغة العبرية، وهي المحاولة التي كان لليهود الألمان الدور البارز فيها، فقد جاءت العبرية الحديثة إصطناعاً على اصطناع، وهي لا تمت بصلة للغة العبرية الأصلية، ذات الأصل الشرقي العريق. فاللغة العبرية الحديثة غير قادرة على نطق ثلاثة من الأحرف الأساسية في \" اللغات السامية \" وهي الحاء والعين والقاف، إضافة إلى قلب الحروف المأخذوة عن الإرمية، وتحويل الألمان الحرف (و) إلى ف، بثلاثة نقاط وهو الحرف الألماني (w) وهكذا ضاعت اللغة العبرية، مرتين، وأصبحت لغة عجيبة، هجينة، مصطنعة، حتى النهاية.

 

مثال آخر للتزوير البشع الذي تمارسه الصهيونية، هو ادعائها بأن اليهود في جميع أنحاء العالم ليسوا أتباع دين معين هو الدين اليهودي، فقط، ولكنها تذهب أبعد من ذلك، [أن تدعي بأن هؤلاء إنما هم شعب واحد من عرق واحد في واحدة من أكثر الخدع بشاعة في تاريخ الإنسانية].

 

مثال ثالث للتزوير والخداع، هو ادعائها بأن فلسطين، هي الأرض الموعودة، وهي مسرح التوراة، وهي الحاضنة الطبيعية للديانة اليهودية! ورغم فشلهم الذريع في إثبات هذا الأمر وهم ينبشون في تراب فلسطين منذ أكثر من قرنين من الزمان مزودين بكل ما يخطر على بال من إمكانيات تكنلوجية، وملايين الدولارات، وأدعية الحاخامات، وقد أخرجت أرض فلسطين كل أسرارها، ولم يعثر على أثر واحد لكل ما ذكر في التوراة، لا قصور ولا ممالك ولا ما يحزنون، وبقيت أرض فلسطين وفية حتى النهاية، رغم أن بعض أبنائها قد غيروا جلودهم، المهم أن كل الحضارات التي مرت على فلسطين نعرفها جيداً ويمكن تزمينها بدقة، وأبرز هذه الحضارات هي الحضارة الكنعانية والحضارة الفلسطينية، حتى إنسان ما قبل التاريخ كان حاضرا بأدواته البدائية، ليكون شاهد على فضيحة الهدهد هذه. فجن جنونهم وبدأوا يمارسون الكذب علانية، مستفيدين بالدرجة الأولى من غياب الطرف العربي، وصمته المريب، ومستفيدين من بعض أطروحات الفقه الإسلامي البائسة من نوع \" العلو الثاني \" و\" الوعد الإلهي \" وهم يوظفون كل ما في حوزتهم من إمكانيات لتزوير التاريخ وإعادة كتابته كما يريدونه، سينما، موسيقى، قصص، أفلام كرتون، سياحة، طبيخ، كل شيء، كل شيء.

 

والعرب، أين العرب من كل هذا؟ يؤسفني أن أقول أن رد الفعل العربي كان الغياب التام ولا شيء غير الغياب، بل أخطر من ذلك نحن، العرب، مارسنا بغباء لا نحسد عليه ترديد بعض المقولات التوراتية، وهي كثيرة جداً ومخزية في حق ثقافة عريقة كثقافتنا العربية!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply