هي واحدة من سلسلة معارك متتالية وقعت بين ملك بولونيا «بولندا» واسمه «سوبيسكي» وبين العثمانيين، في صراع طويل ومرير لم يعرف العثمانيون مثله في القرن الحادي عشر الهجري، وهذا الصراع استمر عشرين سنة متصلة، حتى أصبح «سوبيسكي» هذا بطل أوروبا والنصرانية كلها، وقد أحله البابا من كل أوزاره!
وكانت بداية الصراع بين بولونيا والدولة العثمانية، عندما رغب القوزاق «سكان أوكرانيا» في التبعية إلى الدولة العثمانية، فغضبت بولونيا وأغارت على أوكرانيا التي طلبت النجدة من العثمانيين، فسار الخليفة محمد الرابع بنفسه على رأس جيش كبير لتأديب البولونيين وانتصر عليهم وألزمهم الاعتراف بأحقية القوازق في أوكرانيا، وأن إقليم «بودوليا» في غرب أوكرانيا للدولة العثمانية، وفوق ذلك كله، أجبرت بولونيا على دفع الجزية للدولة العثمانية وذلك سنة 1083هـ، وتضايق البولونيون من هذه المعاهدة وحدث رفض شعبي لما قام به الملك «ميشيل» ملك بولونيا، وتوجهت أنظار البولونيين للقائد العسكري «سوبيسكي» الذي أعلن الحرب على العثمانيين دون إذن مليكه وحشد جيشًا ضخمًا أخرج به العثمانيين من إقليم «بودوليا» وحقق عدة انتصارات عليهم، وفي العام التالي مات الملك «ميشيل» فانتخب الشعب البولوني «سوبيسكي» بالإجماع ملكًا عليهم.
دخل «سوبيسكي» في صراع طويل ضد العثمانيين وخاض معهم حروبًا شرسة وطويلة، وكانت المعارك بينهما سجالاً، «سوبيسكي» ينتصر مرة والعثمانيون مرة، حتى فشل العثمانيون في مغامرتهم الكبرى في فتح «فيينا» عاصمة إمبراطورية النمسا وذلك سنة 1094هـ، وعندها وجد «سوبيسكي» الفرصة الملائمة للنيل بثأره من العثمانيين، فانقض بجيوشه الجرارة التي بلغت 150 ألف مقاتل على مؤخرة العثمانيين المنسحبة من حصار أسوار فيينا، وفي يوم 17 شوال سنة 1094هـ اشتبك «سوبيسكي» بجيشه الجرار مع إحدى الجيوش العثمانية البالغ عددها 30 ألف مقاتل في معركة عرفت باسم «جكردلن الثانية» قتل فيها سبعة آلاف مقاتل عثماني للتفاوت الكبير بين الجيشين وللروح المعنوية العالية عند الصليبيين وعكسها عند العثمانيين.
----------------------------------------
([1]) راجع: التاريخ الإسلامي ج8، تاريخ الدولة العلية، تاريخ الدولة العثمانية، السلاطين العثمانيين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد