(1)
توضيح:
الصداقة كنز مملوء بالجواهر الأخلاقية والعاطفية العظيمة، فمن امتلكها فقد امتلك الكثير..ووضع يده على خزائن أسراره..وكذلك امتلك منفذاً لما هو مكبوت في نفسيته، وبعبارة أخرى فالصداقة هي علاقة كريمة بين شخصين تنبني على الإخاء والمحبة والمساواة، وبناء على ذلك فالصديق الحقيقي هو:
1- قريب إلى نفس الصديق « يفتح له أبواباً لا يفتحها لأحد غيره ».
2- وهو أيضاً بمثابة كافة الوسائل الأخرى للراحة والاستراحة.
3- وبما أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف « لذا يشعر كل منهما بالانسجام والاطمئنان في حضور الآخر ».
4- التفاهم ديدنهم مع السماحة بالرضى والقناعة.
5- الاعتراف المتقابل بالتقصير في الاهتمام والواجبات.
6- لا يشعرون بالنقص، ولا يخشون اللوم في الاهتمام الشخصي والاجتماعي.
(2)
إذاً فمن هو الصديق الصادق؟، وما هي صفاته العملية في الاهتمام المتبادل؟
يجب على الصديق أن يلتزم بصفات واضحة مع صديقه حتى تستمر صداقتهما، وتجلب النفع الحقيقي لكليهما وتعطي الثمرات الايجابية لغيرهما.
ولكي تصل الصداقة الحقيقية إلى معناها الحقيقي ينبغي العمل من خلال:
1- الحب المتبادل.. حبّاً حقيقيا.. شرعياً صادقاً.
2- المصالح المتبادلة بتكليف من المقابل.. أو دون تكليف « أي أن يراعيَ احدهما مصلحة الآخر ».
3- التقارب قدر المستطاع في كافة المجالات « الفكرية... والنفسية... والروحية... والسلوكية ».
4- النصرة المتبادلة.. في الغياب والحضور « أي أن يؤيد وينصر أحدهما الآخر على الحق ».
5- التنازل المتبادل في المواقف الحرجة.. وحين فوران الغضب.
6- الاحترام والتقدير الصادق.. مع تفهم صحيح لقاعدة « بين الأحباب تسقط الآداب ».
7- عند غياب احدهما ينبغي الاستفسار عنه وعن أهله، والقيام بما هو مطلوب منه.
8- العفو و السماحة.. في الزلات والأخطاء أيضا بصورة متبادلة.
9- الحفاظ على الأسرار المتبادلة.
(3)
فوائد الصداقة الصادقة:
المحاور الأساسية:
إذا كان الصديق متحلياً بالصفات المذكورة عن صدق وقناعة، فلابد أن تأتيَ الصداقة بفوائد كثيرة، مفيدة وجميلة:
1- هذا الصديق وبهذه الشخصية يحمل أو يقلل عنك وزر الواقعة والنفسية قدر الاستطاعة.
2- وهو عامل أساسي للتربية وإصلاح الذات، خاصة إذا كان صالحاً وايجابيا، وفق قول سيد الأنبياء والمرسلين (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
3- بما أن الحياة لم توجد ليعيش الإنسان منعزلا عن أخيه الإنسان ولا ليعيش لنفسه فقط، ولكن ليجتمع مع إخوانه، فلا شك أن الصديق الصادق هو النافع في كافة مجالات الحياة.
4- أن الصداقة منبع أساسي لكشف خفايا النفس وهي مهمة أيضا لكشف أنماط الشخصية.. ووظائف الحياة.
5- الصداقة ثروة هائلة لا تقّل أهميتها عن الثروات الأخرىº لذا يجب العناية بها والعمل على ديموميتها على قدر مستواها.
6- الصداقة تربية على خصال وخصائص خاصة وفق القناعة والتفاهم والاتفاق.
(4)
كيف تبقي على صداقة دائمة؟
1- يجب محاولة محو وإزالة الصفات السلبية مثل: الطمع، الأنانية، الغيرة، التحامل، الغرور... لأن هذه الصفات مدمرة للصداقة.
2- يجب على الصديقين التكيف في صداقتهما، لأن من لم يستطع التكيّف، فمعنى ذلك هو أن صداقتهما لا نبشّر بالاستمرارية.
3- يجب أن يكون العطاء متبادلاً طوعاً.
4- عدم البحث عن الصديق الذي لا يخطأ أبداً، أو صديق بدون أخطاء « لأن هذه المسألة مستحيلة »، ويجب أن نضع في الحسبان أن كل بني آدم خطّاء.
5- يجب إزالة الطبقية فيما بينهم، لأن بوجودها يستحيل الاستمرارية، ولا شك أنها من مشوهات الصداقة.
6- عدم الاعتماد على تفسير الآخرين السطحية مثل:
- لا أحد ينفعك!
- احذر من الخائن!
- ليس هناك صديق صادق ولكنها منفعة!
7- يجب بناء الصداقة على القواعد التالية:
* الالتزام بالقيود الشرعية.
* الحفاظ على الأخلاقيات.
* عدم استجابة الحساسيات.
* عدم التعامل على أساس نفساني.
* القيام بواجبات الصداقة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد