بعض الناس قد يلجأ أحياناً إلى ضرب طفله، وهذا خطأ كبير في التربية، ولعلّ هذا هو السبب في عصبية بعض الأطفال وعنادهم وفسادهم، وقد وضع لنا الشارع الحكيم أصلاً عظيماً في التربية، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرّقوا بينهم في المضاجع)(1).فالطفل دون السابعة لا يؤمر بشيء على سبيل الإلزام، لأنه غير مميز، لكن يُعَلَّم بالفعل والقدوة الحسنة، لأنه في الغالب يقلد أبويه دون وعي أو تفكير، وهو في هذه المرحلة من السن بحاجة ماسة إلى مزيد من الحنان والعطف ـ مع قليل من الحزم عند الحاجة ـ حتى يشعر بالأمان.فإذا بلغ السابعة من عمرهº صار مهيأً لتلقي التوجيه والتأديب والتعلم، وخير ما يُشغل به الطفل في هذه المرحلة: حفظ ما تيسر من القرآن الكريم، مع التركيز على مهارتي القراءة والكتابة، ثم إفساح المجال له في أوقات الفراغ لممارسة هواياته المفضلة، مع الحرص على تنميتها وتوجيهها التوجيه السليم من قبل الأبوين، أو المدرس الخاص إن وجد. ومن المهم في هذه المرحلة شحذ ذهن الطفل ببعض الطرف والمسائل الحسابية اليسيرة، المعتمدة على التفكير والذكاء، ليتفتح الذهن فلا يكون جامداً بليداً.
فإذا بلغ الطفل العاشرة، فلا بأس بضربه عند الحاجة ضرباً غير مبرح، لكن ليكن ذلك هو آخر الحلول، مع مواصلة التوجيه والتأديب والتعليم. فإذا أتمّ الرابعة عشرة، فقد تجاوز مرحلة الطفولة، ودخل في عالم آخر، وفي هذه المرحلة لا يكون الضرب مجدياً في الغالب، بل هو في غاية الضرر على نفسية الولد، وإنما المجدي في مثل هذه السن المقاربة والمصاحبة. والتي تتطلب صبراً وحلماً وحكمة في التعامل، ومزيداً من الرفق واللين، مع الحزم أحياناً في بعض الأمور، هذا مع مراعاة الاختلافات النفسية والجسدية بين الجنسين في جميع تلك المراحل.
هذه هي الخطوط العريضة لتربية الأولاد، أما الحديث عن التفاصيل فيطول، ومن أحسن ما أُلّف في ذلك: كتاب (تربية الأولاد في الإسلام) لعبد الله علوان - رحمه الله -، وكتاب (منهج التربية الإسلامية) لمحمد قطب - حفظه الله -.
والله الموفق
----------------------------------------
(1) أخرجه أحمد وأبو داود، وحسّن إسناده الألباني في صحيح الجامع.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد