التربية والتعليم حلقتان لا يمكن فصلهما ولهما أسس أولية يقومان عليها لتحقيق أهدافهما، وكثيرا ما نسمع بالانعكاسات السلبية المترتبة على الخطوات العشوائية التي تهدد حياة الفرد بالخطر الخلقي أو الجسدي ويعتبر الصف الأول الابتدائي عالما جديدا في حياة الطفل الذي اعتاد على دفء حضن أمه ودلالها وابتسامتها.
وقد انتهجت الجهات التعليمية برامج تربوية جديدة لكسب حب وإقبال الطلبة على المدارس تلك البرامج لا تقبل التطبيق الروتيني والعشوائي لاختلاف فئات الأطفال وفي هذا الاستطلاع نحدد بعض المحاور الأساسية التي تحدد شخصية الفرد وتدفعه للتفوق.
التعليم بين الحاضر والماضي
* يقول الأستاذ منصور بن محمد الفالح مدير مدرسة: التعليم في الماضي يكاد ينحصر على الحفظ والتلقين فقط اما التعليم في الحاضر فقد تطور تطورا كبيرا حيث استخدام وسائل التربية الحديثة ولقد حظي التعليم في بلادنا الغالية باهتمام خادم الحرمين الشريفين (- حفظه الله -) فقد أنفقت عليه الأموال الكثيرة في سبيل تطور ورقي التعليم وأكبر دليل على ذلك تخصيصه بميزانية تزيد عن غيرها حتى وصل التعليم للقرى النائية والهجر حتى أصبح محو الأمية لا يذكر وأصبح التعليم يركز على التجارب والوسائل التعليمية والاستنتاج.
*ويصور الأستاذ/ عامر بن محمد الودعاني مدرس صف ابتدائي بما يزيد عن خمسة عشر عاما ما وصل إليه التعليم في الحاضر فيقول: التعليم قفز قفزة هائلة فقد توفرت جميع الإمكانيات وهيئت الوسائل التربوية الحديثة وذلك كله بفضل الله ثم بدعم حكومة رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين ي- حفظه الله - ولم يبق إلا دور الطالب لكي يستفيد وينهل من أبواب العلم والمعرفة بما يصنع من نفسه شخصية متميزة ثقافيا وعلميا بما يتيح له خدمة دينه ومليكه ووطنه.
رياض الأطفال وإعداد الطالب
ويرى الأستاذ/ عبدالله محمد الفاضل مدير مدرسة خالد بن الوليد بالسليل إن التمهيدي ورياض الأطفال تعتبر مهمة في دفع ونبوغ طالب الصف الأول الابتدائي بعد دخوله المدرسة حيث يقول: نشاهد ونجد أروع التلاميذ نشاطا وموهبة وذكاء حيث سبق لهم دخول الفصول التمهيدية مما يجعلنا نستنتج أن هذه الظاهرة صحية يجب الاهتمام بها من قبل الجهات المسؤولة وكذا الأسرة وان تكون منهجا هادفا سليما.
ويستطرد بقوله: منهج الصف الأول الابتدائي يبدأ بالتهيؤ والاستعداد (لغة رياضيات) وهذه الفترة كافية لإعداد الصغير ونقله من وسط إلى وسط آخر وأثر ذلك الايجابي على تنمية المهارات العقلية لدى الطفل وتشجيعه مستقبلا على الجرأة والصبر وتنمية الذكاء لديه ويشترك لتحقيق ذلك تعاون البيت والمدرسة والمجتمع في ذلك لتجنب فشل الطالب منذ الصف الأول وتحقيق النجاح وبناء الهدف، وعدم هروب الصغير من الدراسة مع بداية الأسبوع الأول من دخوله المدرسة مع ملاحظة أن هذه الظاهرة بدأت تختفي، كما يساعد ذلك على مواجهة التحدي القائم على التقدم العلمي الفائق والمشاهد في عدة قطاعات.
* ويعلق الأخصائي صابر المغربي على أهمية الفصول التمهيدية ورياض الأطفال فيقول: لا بد أن نفهم معنى التحول من المهد إلى الطفولة حتى نستطيع أن نفهم نمو الطفل حيث انه من المعروف أن قوى الطفل الوظيفية تزداد في السنة الثالثة بحيث تتيح له الحركة والتنقل كما تبدأ مخيلته في هذا السن بالعلم السريع بناء على اتصاله بالعالم الخارجي الذي يجهله مما ييسر لنا فهم اجتهاده لمعرفة ذلك العالم الخارجي ومراعاة الاضطراب الذهني الذي يعتريه في بعض الأحيان نحو بعض المواقف الخارجية بيد ان المحصول اللغوي يساعده ليتغلب على تلك الصعوبات.
ويضيف بقوله: يستوجب على ذوي الطفل إتاحة الفرصة الكافية له لممارسة النشاط الحركي القوي حيث أن ذلك طريقه لسلوك المستقبل الذي يؤكد ذاته وينمي شخصيته ومن الخطأ اعتبار الحياة العقلية في هذه المرحلة مكونة من إحساس وحركة فقط إذ أن عملياته العقلية تعمل ولكن على نطاق ضيق فهو لم يكتسب بعد المحصول اللغوي الكافي الذي يجعله يفكر تفكيرا معنويا منصبا على الأمور المجردة ولكن عملياته العقلية تعنى العناية الخاصة بمشاعره وتخيلاته، والفصول التمهيدية ورياض الأطفال العامل المباشر في تحقيق ذلك على أن يهتم القائم على تلك الفصول باستغلال الصفات السلوكية في التوجيه الصالح لإعانة الطفل ومساعدته في مجتمعه الصغير وإدراكه لمعنى المجتمع بإيضاح ذلك بالطرق العملية والعمل على اكتشاف الموهوبين منهم والعمل على تنمية معدلات الذكاء لديهم والمساهمة في وضع اللبنة الأولى لشخصية ذلك الطفل الذي سيكون رجل المستقبل بإذن الله.
أسباب هروب الطالب
يشارك الأستاذ الفالح بقوله: لقد اختفت ظاهرة هروب الطالب من المدرسة مع بداية دخوله الصف الأول الابتدائي ومن يرجع إلى الإحصائيات في المدارس يرى اختفاء هذه الظاهرة أو ندرتها ويرجع الفضل في ذلك بعد الله إلى الطرق الحديثة في التربية ومنها الأسبوع التمهيدي وتقيد المعلمين بالطرق والوسائل التربوية الحديثة في التعامل مع الطفل وبالذات طلاب الصف الأول الابتدائي وذلك نظرا لحساسية التعامل معهم ومراعاة انفعالاتهم وتغير الأجواء المدرسية عليهم بعد الجو المنزلي.
** وتستنتج الأستاذة دليل سعيد الدوسري مديرة الإشراف التربوي بمحافظة وادي الدواسر أسباب اختفاء ظاهرة هروب الطالبة من المدرسة مع بدايتها بقولها:
وعي الوالدين بأهمية العلم والتعليم وتواصل جهدهما لبث الحماس لدى الطالبة للإقبال على الدراسة بكل رغبة صادقة.
وجود حافز مشجع للطالبات لمواصلة التعليم مع تشجيع الرغبة لديهن في الدراسة.
معاملة الطالبات بأسلوب تربوي من قبل الإدارة والمعلمة بالمدرسة والعمل على تشجيعهن وبث روح التنافس الشريف بينهن مما أدى إلى اختفاء الرهبة والخوف من نفوس الطالبات المستجدات.
الأسبوع التمهيدي وتكيف الطالب
** وعن مدى نجاح برامج الأسبوع التمهيدي وتحقيق أهدافه تتحدث الأستاذة دليل الدوسري فتقول: لقد تحقق النجاح لبرامج الأسبوع التمهيدي ولله الحمد وذلك بشكل منقطع النظير وقد حقق الأهداف المرجوة منه بسبب ما توفر له من عوامل النجاح التي هيأتها المدارس الابتدائية من احتفالات وبرامج مشتملة على الأناشيد والألعاب المسلية والمسابقات الشفهية والكتابية عن طريق التلوين والتوصيل ومنح الجوائز لتشجيع الطالبات المستجدات.
** ويتواصل بنا الحديث عن أهمية إعداد الطالب والروية حول نجاح أهداف الأسبوع التمهيدي من عدمها يقول الأستاذ عبدالله بن محمد الفاضل عنها: لقد دأبت وزارة المعارف وكذا الرئاسة العامة لتعليم البنات ومن خلال المدارس على استقبال وتدريب أبنائها الجدد على التكيف الاجتماعي مع البيئة والوضع الجديد وذلك لأهميته في حياتهم الجديدة وأنها الأساس والخطوة الجادة لهذا البناء فقد اعد للأسبوع برامج خاصة من كل عام تندرج تحت مسمى الأسبوع التمهيدي وذلك لتعويد الطلبة على المناخ الجديد غير ما كانوا عليه بما يشعرهم بالاستقرار والاطمئنان النفسي والوئام للمدرسة وما يدور فيها ويضيف بقوله: حضور الطالب او الطالبة الأسبوع التمهيدي منذ بدايته ووجود ولي الأمر بجانبه في المدرسة لبعض الوقت يساعد على اكتشاف قدرات وإمكانيات الطالب وتشجيعه على اللعب والتحدث مع الآخرين والتفاعل مع مدرسين او طلاب المدرسة بما يعطينا القول أن أهداف هذا الأسبوع تتلخص في الآتي:
المساعدة في تكوين اتجاه نفسي إيجابي لدى الطفل نحو المدرسة وإكسابه خبرات مدرسية تساهم في سرعة عملية التكيف مع المدرس،
تيسير مهمة انتقال الطفل من محيط بيئته إلى المحيط المدرسي تدريجيا والتعامل مع عناصر مجتمعه الجديد.
توفير الفرصة التربوية المبكرة للمعلم ليتعرف من خلالها على شخصية كل طفل.
بث الطمأنينة في نفوس الآباء على أبنائهم وتعميق الشعور لديهم بأن الأبناء في محل الاهتمام والرعاية بما يدعم قوة العلاقة بين البيت والمدرسة.
تقديم نموذج من الأساليب التربوية وفقا لخصائص نمو الطلبة الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي.
** ويؤكد الفاضل أن نجاح الأسبوع التمهيدي يبنى على عوامل منها:
تفعيل البرامج التربوية الدقيقة الهادفة التي تقوم على تلبية حاجات الطلبة النفسية والاجتماعية والرياضية.
حصر النتائج الإيجابية لهذا الأسبوع عند تطبيق برامجه واكتشاف ما يلي عند الفرد:
زيادة إحساس الطفل بالمدرسة والإقبال عليها بكل شوق والحضور المبكر برغبته الشديدة.
مشاركة الطفل في الاصطفاف الصباحي بكل همة ونشاط.
متابعة العلامات التي توحي بانسجام الطفل كالضحك والمرح واللعب والاطمئنان.
تتبع الحالات التي تعتبر نادرة بين أولئك الطلبة في بداية العام الدراسي كالانطواء والبكاء وصعوبة النطق.
** وينوه الأخصائي الاجتماعي صابر محمد المغربي بخطورة وأهمية إعداد الطفل للتكيف مع المدرسة فيقول: تتميز عملية إعداد الطلبة المبتدئين للتكيف مع المدرسة بأنها من أشق العمليات الاجتماعية وأهمها في الوقت ذاته فهي تحتاج إلى دراسة عميقة لكل فرد على حدة للجو المدرسي الذي يحيط به والتعرف على حاجاته الفعلية ومتابعة الآثار العميقة في سلوكه وتصرفاته للوقوف على المعوقات التي صادفته في مجال الأسرة ودرجة عمقها في حياته.
** الأخصائية النفسية الأستاذة ناديا التميمي تقول: ليس بالإمكان إنكار فائدة الأسبوع التمهيدي ولكن تظل المدّرسة هي ذات العلاقة بتكيف الأطفال فهي ستكون بمثابة الأم لجميع الأطفال في حنانها وتفهمها وابتسامتها وتؤكد على أهمية تقوية علاقة الطفل بالمدرسة فتقول: إقامة علاقة عاطفية ناجحة مع الأطفال هو العامل الأهم الذي سيشجع الأطفال للقدوم غدا وبعد غد للمدرسة.
المعلم والخبرة والدورات التدريبية
** وحول بقاء معلم الصف الأول في تدريس الصف سنوات طويلة يعبر الأستاذ منصور الفالح بقوله: إن تدريس الصف الأول ليس بالأمر السهل وقد أكد معالي الوزير بضرورة إسناد تدريس الصف الأول إلى المعلمين المتميزين في المدرسة وخصتهم الوزارة بمميزات دون غيرهم من المدرسين ويعتمد بقاء المدرس في تدريس الصف الأول سنوات طويلة على المدرس نفسه من حيث التحاقه بالدورات التدريبية والاطلاع على آخر ما وصلت إليه التربية الحديثة في التربية والتعليم وانتهاج الطرق الجديدة كل عام والابتكارات العلمية بما يحقق وصول المعلومات للطالب بكل يسر وسهولة بما يثير النشاط والمشاركة بكل تفوق عن اليوم الذي قبله.
** وتشير الأستاذة دليل إلى النتائج الطيبة لبقاء المعلمة لتدريس الصف الأول الابتدائي بقولها: بقاء المعلمة له الأثر الطيب في أداء هذه الرسالة على الوجه المطلوب الذي يبنى عليه الوصول إلى الأهداف المنشودة ولكن يكون ذلك مشروطا بالالتحاق بالدورات التدريبية التي لها التأثير الإيجابي على نجاح مسيرة المعلمة في تدريس هذا الصف وألا تركن إلى خبرتها ومجهودها الفردي بل تعمل على تطوير أدائها وذلك أيضا عن طريق الاطلاع المستمر على كل ما هو جديد ومفيد عن التعليم بصفة عامة وتعليم الصفوف المبكرة بصفة خاصة والمشاركة في اللقاءات التربوية وإقامة الدروس النموذجية مع الاستفادة من خبرات الزميلات والمشرفات التربويات.
** وعن هذا الجانب يقول الأستاذ الفاضل الصغار مسئولية كبرى في أعناق المسؤولين عن التربية والتعليم لذلك فهم يحتاجون الى معلمين ناجحين متميزين مخلصين في أدائهم وذلك لما تحمله هذه المرحلة من خصائص ومطالب وحاجات تتطلب عناية فائقة ومقومات حقيقية لنوعية خاصة من المعلمين والمربين وإذا كانت هذه الشروط متوفرة في معلم الصف الأول فلا حرج من بقائه معلما للصف الأول دون عد للسنين وحسابها ودائما الصف الأول يحتاج تدريسه لمهارات وتجارب عالية وإذا زودت بالدورات يكون ذلك أفضل والحمد لله المميزون كثيرون ولكن الأفضل للراغبين المبدعين دائما في الصفوف الأولى.
** ويدلي الأستاذ عبدالله بن صالح الهذلول في هذا المحور بدلوه فيقول: إن بقاء المعلم في تدريس الصفوف الأولى له فوائد وايجابيات عديدة منها التعرف على أنماط وسلوكيات التلاميذ في هذه المرحلة وتطوير الخبرة في ذلك وهذا يحقق كثيرا من الأهداف التربوية مما لا شك فيه أن الدورات التدريبية لها المردود الإيجابي في نجاح مسيرة المعلم خصوصا إذا كانت مدعمة ببحوث علمية ومدروسة في هذا المجال مما يثري الساحة ويفيد السالكين في تدريس الصف الأول ولا ننكر أن للتجربة العميقة والخبرة الطويلة الأثر في نجاح مدرسي الصف الأول.
صفات معلم الصف الأول
** ويواصل: الأستاذ عبدالله الفاضل الحديث بقوله: لابد من العناية الخاصة بمعلم الصف الأول ولدوره في هذه المرحلة الحساسة بحيث تتوفر فيه المواصفات التالية:
المعلم المفكر في المستقبل بوعي واهتمام.
المعلم الملم بقدرات الصغار ومهاراتهم المختلفة.
أساليب تربوية علمية
- الرغبة الجادة للعمل والاستعداد للعمل التام للنمو المعرفي.
- الاستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم وآرائهم.
- أن يكون المعلم قادرا على مواجهة كل الحالات الصعبة خاصة في الأسبوع التمهيدي كالانطواء وامتصاص حالات الشغب والاستفادة من نشاط المشاغبين وفي جملة القول إن أهم ما يتصف به معلم الصف الأول أن يكون قدوة يؤثر تأثيراً مباشراً على تكوين شخصية الصغير ومميزاً مبدعاً متطوراً يؤدي رسالته بحب ورغبة صادقة لبلوغ الهدف.
** ويرى الأستاذ: الفالح إن أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في معلم الصفوف الأولية هي:
- توسط شخصية المعلم وحسن التعامل مع الصغار كل حسب طباعه وشخصيته والتوجيه السليم برفق ولين من غير عنف.
- القدوة الحسنة في القول والفعل بما ينعكس بالأثر الطيب على الصغار لأنهم عادة يقلدون الآخرين.
- أن يكون عمره فوق السابعة والعشرين عاماً معروفا بالحلم والتأني والصبر بما يحقق معالجة أخطاء طلاب المرحلة.
** ويختصر الأستاذ محمد الودعاني هذه الصفات المؤثرة على عطاء المعلم بالإيجاب والنتائج المراد الوصول إليها أثناء مسيرة تعليم طلاب الصف الأول الابتدائي فيقول تتلخص تلك الصفات فيما يلي:
- اتصاف المعلم بالصبر والحلم واحتساب الأجر من الله - تعالى -في جهاده المتواصل لرفع التحصيل العلمي لدى تلك الفئة الجديدة على المدرسة.
- أن يكون نهجه التعامل مع الطلاب بتواضع وترو فالله - تعالى -يقول لنبيه: - صلى الله عليه وسلم - ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك.
- الإخلاص في أداء رسالته التعليمية جاعلاً مراقبة الله بين عينيه.
معوقات تفوق الطالب في الصف الأول
** ويعزو الفاضل معوقات تفوق بعض طلاب الصف الأول إلى عدة أسباب منها:
- بطء التعلم لدى بعض الطلاب بما يعجز بعض المعلمين من التعامل مع هذه الحالات وخاصة إذا تعدى الطلاب في الصف الواحد أكثر من عشرين طالباً.
- عدم مقدرة المعلم على امتلاك قلب الطفل وترويضه بسهولة حيث يكون انفرادياً وكثير البكاء غير قادر على الإمساك بالقلم.
** ويبرز الودعاني أسباب انخفاض مستوى التفوق في الصفوف الدنيا فيما يلي:
- تعالي المعلم على تلاميذه لانعدام ثقته في نفسه فلا ينزل لمستوى هؤلاء الطلبة واقتباس الوسائل التربوية المنمية لمعرفتهم ونبوغهم وتتبع الحالات الفردية التي تعاني من بعض المشاكل وعلاجها فيما يرفع الضغوط النفسية عنها، ويوافق: الأخصائي - صابر المغربي الأستاذ الودعاني في هذه النقطة ويقول: إن المعلم الذي يعاني من اضطراب الشخصية أو سوء التوافق الانفعالي والاجتماعي يصبح عاملا معوقا في نمو الطالب ويعطل التنشئة الاجتماعية للطلبة تعطيلا كاملاً.
- قلة الخبرة عند بعض معلمي الصفوف الدنيا فمن الأصلح أن يكون معلم الصف الأول ممن له الخدمة أكثر من ثلاث سنوات ولديه الرغبة الصادقة والعزيمة القوية للتغلب على الصعوبات بعد توفيق الله بما يحقق الوصول للأهداف المأمول جنيها أواخر العام الدراسي.
** ويشارك: الأستاذ الهذول في إبراز معوقات تفوق الطالب في بداية انطلاقة مشواره الدراسي فيقول قد تنحصر فيما يلي:
- عدم تعاون ولي أمر الطالب مع المدرسة ويتمثل ذلك في الزيارة المتواصلة للمدرسة ومعرفة مستوى ابنه الطالب.
- الشرود الذهني لبعض التلاميذ وصعوبة النطق.
العوامل المؤثرة في تفوق الطالب
** ويفند الأستاذ الفالح العوامل المؤثرة في تفوق الطالب منذ الصف الاول الابتدائي بقوله: يتلخص ذلك في عدة عوامل منها:
- تميز المعلم في أداء رسالته بما يعطي الطالب فهم الدرس والإقبال عليه بكل تشوق وحيوية وتفعيل التنافس بين الطلبة بأشكال مختلفة.
- القدرة على التعامل مع التلاميذ كل حسب طباعه بكل صبر وحلم والتوجيه السليم عند الخطأ وكذلك التوجيه للطرق المثلى لتنمية مواهبه ومساعدته على ذلك بكل تفان.
- تفهم المدرسة والبيت ان الطالب تتغير عليه الأجواء المدرسية عن أجواء البيت بما يتطلب المساعدة على تكيفه على الوضع الجديد.
- وضوح المناهج وتركيزها على الأساليب المساعدة على تنمية المهارات الأساسية لدى الطالب.
** ويعدد: الأستاذ / محمد الودعاني العوامل المؤثرة في تفوق الطالب بقوله: لعل ابرز تلك العوامل تنحصر في ترابط العلاقة بين المعلم والبيت والمدرسة والمناهج فذلك كله لا يمكن فصلها عن بعضها ويعد البيت مع المدرسة هو أساس نجاح العملية التعليمية بكل المقاييس.
الذكاء وعلاقته بالشقاوة عند الأطفال
** ويناقش الدكتور: سامح سعد زكي - أخصائي أطفال بمستوصف الخماسين الطبي ظاهرة الذكاء عند الطفل والعوامل المؤثرة فيها بقوله: الذكاء هو الذي يمكن الإنسان من التصرف العاقل وفي موضعه الصحيح ومواجهة كل أمور الحياة والقدرة على التكيف مع مقومات الحياة على الأرض وبدايات الذكاء والنمو العقلي عند الطفل يمكن القول بأنه يبدأ قبل ولادته إذ أن هناك جانبا وراثيا في الذكاء كصفة مع الجينات مثله مثل لون الشعر والعينين والطول ولكن يبقى كامناً إلى أن يجد فرصة تنمية جيدة فإما أن ينمى ويوظف توظيفاً حسناً وإما أن يثبط والذكاء والنمو العقلي في حياة الطفل يمر بعدة مراحل هي:
1- النمو الحسي والذهني لدى الطفل الرضيع من يوم مولده إلى عمر سنة واحدة ويتدرج ذكاء الطفل ومظاهره في هذه المرحلة من متابعة الضوء المتحرك بالعينين أثناء الشهر الأول إلى الابتسامة لأي وجه مألوف في الشهر الثاني ثم الضحك بصوت مسموع في الشهر الرابع ثم معرفة الأم وتفضيل وجودها معه وبكائه عند تركها له في الشهر السادس ثم استجابته لمن ينادي باسمه في الشهر التاسع إلى أن يبلغ عمره سنة كاملة حيث يصبح لديه المقدرة على ترديد بعض الكلمات مثل بابا ماما.
2-النمو العقلي للطفل ما قبل المدرسة من سنة إلى خمس سنوات وهي تعرف بمرحلة الطفولة المبكرة يبدأ الطفل فيها تعلم الكلام ونطقه في البداية لعدة كلمات متفرقة إلى تكوين جمل ثم يتدرج في اكتساب المهارات في خلال تلك السنوات مثل ارتداء ملابسه وحذائه بنفسه وتشغيل الراديو أو جهاز التلفاز والإضاءة وفي هذه المرحلة يمر الطفل بما يسمى بالمرحلة الاستكشافية وهي من سن سنتين إلى أربع سنوات وفيها يريد الطفل أن يستكشف كل كل ماحوله بداية من سعيه لفتح اللعبة التي بيده ليعرف كيف تعمل والعبث في أجهزة المنزل مما يضعه في محل الاتهام بالشقاوة ولكن الحقيقة عكس ذلك إذ انه يحاول استكشاف ماهو حوله.
3- النمو العقلي لطفل المدرسة من سن ست سنوات إلى اثنتي عشرة سنة وتتركز مظاهر النمو العقلي والذكاء في هذه المرحلة في القدرة على التعلم فطفل ست سنوات يستطيع الرسم ثم يبدأ في اكتساب مهارات التعلم من قراءة وكتابة وعمليات الحساب مع التعرف على الأشكال والصور وتسميتها بأسمائها إلى أن يصل إلى آخر هذه المرحلة في سن العاشرة وقد يبدأ بعد ذلك في السؤال عن معاني الكلمات التي يسمعها كثيراً دون أن يدرك معناها وتأتي إجابات الأهل على هذه الأسئلة بمثابة تنمية لقدراته الذهنية بحيث تكون الإجابات بسيطة وعملية بعيداً عن الكذب أو التضليل أو التهرب من الإجابة على السؤال.
العوامل المساعدة في تنمية ذكاء الطفل
** ثم ينتقل الدكتور/ سامح للحديث عن العوامل المساعدة على تنمية القدرات الذهنية بقوله يتخلص هذا الأمر في الآتي:
- قد يكون مجرد ملاحظة الأم لطفلها من شهره الأول وتتبع مراحل النمو الذهني والعقلي لدى الطفل من عوامل تنمية الذكاء إذ انه من الممكن أن تكتشف الأم بعض العيوب أو خللا ما بعضو ويتم علاجه سريعاً قبل تفاقم الأمر وصعوبة العلاج في المستقبل.
- حسن اختيار اللعبة للطفل من حيث مناسبتها لسنه والمرحلة الذهنية التي يمر بها فمن الممكن تشجيعه على الإبداع والابتكار عن طريق إعطائه بعض اللعب المفككة لإعادة تركيبها أو العكس ليعيد تفكيكها بما قد يساعده ذلك على تنمية ذكائه وتشجيعه على الابتكار والتعبير عما بداخله.
- تشجيع الطفل على حكاية القصص من خياله كأن نستغل زيارة لحديقة الحيوان ونسأله أن يحكي ما حدث هناك ولا نستغرب حين يخبرنا من أنه جرى وراء الأسد مثلاً ليضربه لأنه أخذ منه ما بيده فهذا خيال يجب أن نستغله وتوظيفه لمزيد من الإبداع ولا نتهمه بالكذب.
- الإجابة الصحيحة البسيطة الموضحة بأمثلة عمليه لكل أسئلة الطفل حتى المحرج منها فإن فعلنا لذلك يشجعه على السؤال والمعرفة وأعمال التفكير فيما حوله وبنينا له أساسا صحيحا من المرجعية المعلوماتية التي تساعده في تنمية قدراته الذهنية.
معوقات النمو الذهني للطفل
** ويعلق الدكتور/ سامح على معوقات النمو الذهني لدى الطفل بقوله يمكن سرد ذلك في:
- عدم إعطاء الأهل الفرصة للطفل ليبدع كأن يواجهه ذووه بالنهر المستمر باستمراره على استكشاف الأشياء من حوله واتهامه دائما بالشقاوة.
- عدم ترك الطفل لفترات طويلة إمام التلفزيون لأنه كما تؤكد دورثي سنجر: أن المشاهدة المنتظمة للتلفزيون بالنسبة للطفل ما قبل المدرسة تؤدي إلى التأخر في السلوك وفي القراءة عندما يصل لسن المدرسة، وقد حذرت الدراسات أيضا من أن برامج التلفزيون حتى التعليمية منها لا تكون بديلاً لنفس القصة حين تقرأها الأم لطفلها فالقراءة تتيح للطفل فرصة التخيل وتجعل عنده خيالاً خصباً وتدعوه للتفكير على عكس التلفزيون الذي يضع صوراً وأشكالاً جاهزة يشاهدها الطفل دون أن يتخيل أي شيء آخر.
* الأساليب التربوية للتعامل مع طالب الصف الأول
** ويرجع الأستاذ: منصور الفالح التنافس الشريف بين الطلاب بما يحقق النجاح في أعلى المعدلات إلى:
- التشجيع وزرع التنافس بين الطلاب بكل سهولة بما يعطي إثارة ذلك بين طلاب الصف كله أي شمولية المستويات العقلية لديهم جميعاً.
- الرفق واللين وحسن التوجيه عند تقصير الطلاب في أداء الواجبات ومعالجة تلك الأخطاء أولا بأول ومعرفة همومهم.
- عدم إرهاق الطالب بالواجبات المدرسية الزائدة عن طاقته وإدراك حساسية التعامل مع هذه الفئة.
** وتتحدث الأستاذة/ ناديا التميمي عن أهمية مراعاة انتقال الطفل من محيط الأسرة إلى محيط آخر فتقول: إن عملية الانفصال بالطفل عن أسرته ليذهب إلى مكان غريب مع أشخاص غرباء لم يسبق له أن رآهم من قبل أو تعامل معهم وابتعاده عن أمه وأسرته يعتبر كل هذا بحد ذاته عاملاً مخيفاً ومقلقاً للطفل لذلك يجب التعامل مع هذا الانفصال بحكمة وذكاء كما يلي:
- استخدام الطريقة التي يحبها الأطفال والتشجيع بما يعكس لهم بان هذا المكان هو استمرار للأسرة وليس انفصالا عنها.
- ترغيبهم بان ما يحلم به الطفل موجود في المدرسة.
- اصطحاب الطفل أول الأمر للمدرسة برفقة ولي أمره.
- التدرج البسيط بالابتعاد عن الطفل بما يعطيه الثقة في نفسه والانسجام مع الجو المدرسي.
- كلما ينجح مرة في الابتعاد عن الأم والأنس والتكيف في بيئة المدرسة مع الأطفال يكافأ ويثاب على ذلك وليس من الشرط أن تكون المكافأة مادية.
- الصدق مع الطفل والصراحة معه وعدم الكذب عليه أو غشه في التعامل معه، بحيث توفي الأم بوعدها فمثلاً إذا قررت أنها ستغيب عنه عشر دقائق وستعود إليه في المدرسة لتأخذه فلابد أن يكون غيابها عشر دقائق ولا تستغل رضاه وتركه حتى نهاية الدوام المدرسي فذلك له تأثيره السلبي حيث سيفقد الطفل الثقة بالأم والمدرسة وسيؤدي إلى كرهه للمدرسة حيث أنها كانت السبب في ابتعاد أمه عنه.
- تذليل وتشجيع الطفل على الاختلاط بالآخرين وعدم عزله عن المجتمع دائما حيث أن ذلك سيجعله طفلا انطوائيا كثير البكاء.
** وتحذر الأستاذة/ ناديا من مخاطر استعمال العنف مع الطفل بقولها بالطبع أن ردة الطفل العدائية بالضرب أو الإهانة مع الطفل الذي يرفض المدرسة لن تؤدي إلى النتيجة المرجوة، بل على العكس قد تكون لها الآثار السلبية الطويلة حيث تتولد مشكلة اكبر من المشكلة التي قبلها ولاسيما انه هناك ما نسميه التعلق المرضي بالأم وبالتالي يرفض الطفل استبدالها بأي إغراء آخر مما يتطلب التعامل مع هذه المشكلة بذكاء، فالعنف مرة أخرى أقول لا يؤدي إلى القضاء على المشكلة، بل تبنى عليه انعكاسات سلبية أخرى على حياة الطفل المستقبلية.
** وعبر: الأستاذ/ محمد عامر في هذا الجانب برأيه فيقول: مهنة التعليم أمانة عظيمة مما يستوجب على المعلم مراعاة ما يلي:
- التخلق بالخلق الحسن والتلطف في معاملة الطلاب بما يكسبهم محبته والإقبال على الدراسة بنفس راضية متشوقة.
- لين الجانب وعدم القسوة على الطلبة والابتعاد عن الألفاظ التي تحمل في مضمونها الاهانة والسخرية بما لا يكون ذلك كله سبباً لنفور الطلبة من المدارس.
- متابعة الطالب الضعيف وإعطاؤه أهمية وتشجيعه بكتابة بعض كلمات المدح والثناء في كراسته وتكريمه أمام زملائه.
** ويقترح: الأستاذ/ عبدالله الهذلول لنمو الذكاء عند الطلبة عدة نقاط وقبل ذلك يبدأ حديثه بقوله: الذكاء وسرعة الانتباه وقوة الاستدراك مميزات موجودة لدى بعض الطلاب وكذلك حب الاستطلاع ونمو المفاهيم والقدرة على التذكر والتخيل كل ذلك يزرع التنافس بين الطلاب بشكل عام مع مراعاة ما يلي ليتحقق ذلك:
- تشجيع الطلاب على سرعة التفكير والتذكر.
- زرع الحماس والجدية بين الطلاب وإلقاء الأسئلة الشفهية على الطلاب ومكافأة المتميزين في الحال.
أخيرا:
تعد الموضوعات المتعلقة بالتعليم متشعبة المحاور وقد حاولنا بقدر الاستطاعة تسليط الأضواء على النقاط المهمة وخاصة التي تتعلق بالتعامل مع الطفل في بداية انطلاقة حياته الجديدة بل تكون القاعدة الأساسية في تكوين شخصيته المبينة على تعامل المجتمع المحيط به.
ومن خلال حوار المشاركين يتضح لنا جميعاً أن عمليتي التربية والتعليم تتطلبان دائماً البحث والاطلاع والوقوف على جديد الوسائل التربوية واختيار الأفضل ويرى علم النفس أن الشقاوة قد تكون عنوانا للمواهب والإبداع وإبراز المشاركين ونجاح برامج الأسبوع التمهيدي في تكيف الطلبة مع الجو المدرسي الجديد في حياتهم \" منقول \"
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد