لعب الأب مع أطفاله من أهم عوامل نمو حواسهم وأجسادهم وعقولهم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

اتفق التربويون وعلماء النفس على ضرورة حرص الآباء على تخصيص أوقات يومية للعب مع أطفالهم، حيث أنه من أهم عوامل نمو الطفل الذي ينمي حواسه وجسده وعقله كونه نشاطاً ينغمس فيه الأطفال بحماسة بالغة من تلقاء أنفسهم، ويمضون ساعات طويلة في ممارسته. ومن خلال اللعب تتم عملية التنشئة الاجتماعية وتكوين الهوية، بإيصال المفاهيم الثقافية والمعلومات وتطوير المهارات. بينما تساءل المربون الإيطاليون عن كمية الوقت الذي يمضيه الأب للعب مع أبنائه؟ وإذا كان بعض الآباء يتذكر عدد الحكايات التي رواها لابنه؟

ووجدوا أن لعب الآباء مع أبنائهم تكاد تكون معدومة في جميع مجتمعات العالم، مع أنها تعد واحدة من أهم الوسائل التربوية التي على الأهل القيام بها كواجب يساهم في تطوير مهارات الأطفال وتنمية خيالهم ومعارفهم واستيعاب مفاهيم مجتمعهم.

وفي الماضي كان الأب هو المصدر الأساسي للتربية، إذ كان يشكل مع الأم، العنصر الوحيد في تنشئة الطفل الاجتماعية، إلا أن هذا الدور بدأ يضيق شيئاً فشيئاً داخل واقع اجتماعي يتغير بسرعة مذهلة، الأمر الذي جعله يلجأ بنفسه إلى البرامج التلفزيونية المتخصصة التي سمّاها الإيطاليون بعالم (تفريخ تربوي) للأجيال الجديدة، تلك المكانة التي كان يحتلها الأب لم تعد على ما كانت عليه في السابق، لم يعد المصدر الوحيد للتربية.

ويجب على الأب أن يكون له حضور فعال في حياة أبنائه، وهذا الحضور يتمثل في وصايا المربية الإيطالية الشهيرة ماريا مونتيسوري التي اعتبرت التربية التي يمارسها الأب والمقرونة باللعب، نشاطاً يعيشه الطفل من خلال وسائل ومواد تعليمية مختلفة.

وأكدت آخر استطلاعات الرأي في مجلة «صحة» الإيطالية كما وردت في موقع «محيط» أن الأطفال يعانون من قلة حضور الآباء في حياتهم اليومية، إذ أن 15% من الآباء يقضون معدل 30 دقيقة يومياً مع أولادهم، وأكثر الألعاب التي يؤديها الأب عادة مع طفله لا ترتقي إلى المستويات المطلوبة، لان الآباء لا يحملون أي قناعة أو رغبة للعب، ولهذا السبب فان الأطفال يفضلون الأجداد والجدات، كونهم قادرين على المرونة والتعاطف المطلوبين من الطفل.

وبين الاستطلاع الذي اجري أن أكثر من 85% يفضلون البقاء واللعب مع أجدادهم وجداتهم، ونحو 78% يعتقدون بان آبائهم يمتلكون سمات سلوكية تتسم بالغلظة والخشونة أثناء اللعب، و82% يعتقدون بأن لعب الأب مع طفله بين الحين والآخر، يعتبر واجباً لا بد من إنهائه بسرعة، و92% يتمنون مشاركة الأب في اللعب بصورة مستمرة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply