صقر الجزيرة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

عجز لساني أيها الحبيب الراحل كنت أحمل رثاءك 15 عاما في قلبي... كنت أظن أن لن يكتب أحد عنك... مثل جندي من جنودك يا سيدي ضاع في الهوان لكن يا ويحي... كل شيء احترق من القلب إلى رؤوس الأصابع فتقبلك الله في الفردوس الأعلى إن شاء الله وها أنا أضع رسالة نشرت قبل ثلاثة أعوام حين كان الأخبار تتهامس عنك...

 

---------

هذا يا ولدي عمك خطاب ((صقر الجزيرة)) فلا تكن مثل أبيك!!!!!!!!  

ولدي..

وحين أحدثك عنه تغيم في عينيك الرؤيا لا تذكر غير انسدال شعره الطويل بين منكبيه وكيف كان يمازحك ويطوح بك في الهواء.. وحين يراك تهم بصرخة الذهول كان يضمك إلى صدره ضاحكا ويمسح عرق جبينك بيده التي طارت أصابعها يوما في انفجار من يومها وهو يخفيها في لفائف الشاش ثم يدس بين شفتيك حلوى السكوت ومرّ زمن الغنائم وتوزيع الألقاب فوق الرؤوس وانحنيا حتى تمر العاصفة وافترقنا على قمة الجوارح ومن يومها وعمك ((صقر قريش)) في صعود بالرجال نحو معارج السماء وأبوك في انحدار نحو شباك الوهن يقتات لكم الحياة بثمن الخذلان ويتقي ضعفه بخنادق الكلمات..

 

بالأمس رأيت في الأخبار ذعرهم وسقوط حكومة ورفع أخرى فعرفت أنه هو.. لا غيره يحمل في صدره هذا القلب الذي لا يهاب الموت 14 عاما في كل يوم نظنه مات لكنه يخرج من ركام الدبابات وجثث الأعداء محلقا.. فوق هام الدخان.. بعمر جديد قالوا قد عبر حاجز الصمت فدوى الروس بالرعب سيخبرك عنه ضعاف النفوس إنه مسعر حرب فلا تبالي فأنت تعيش في زمن الجزية المعاكسة باتجاه الروم ندفعها من خبز الأرض.. ودمنا المتخثر على شفاههم لا تسمع ما يرددون.. فعمك لم يلاقي يوما مسلما بسيف.. رغم كل سيوفهم التي رشقوها جبنا في الظهر هو يعرف أنهم لا يجيدون استخدامها إلا في الرقص خنوعا فترك لهم الوطن بين دمعتين وقهر..

 

فللبيت رب يحميه.. وأولي الأمر أفتوا بأن الوطن لن يحميه غير الشقروات الحمر.. وأن يلقى في الزنازين رجال الطهر فطار الصقر وحده باتجاه الشرق كي لا يرفع سلاحه في وجه ابن أبي سلول وصنع هناك رجالا وجيشا...

 

قالت الأخبار عبرت كتائب الموت باتجاه الدب النووي (هم شمعة في مهب الريح وجنون ما يفعلون) لكن الرعب يحتويهم رغم ضجيج إعلامهم وسقطت حكومة وأقاموا أخرى.. لا يخيفونك.. فأنا أعرفه عنيد لن يعود إلا جسدا معفرا بالدماء أو أن يغوص في صفوفهم يقولون أنه فقد رفيق عمره وتحليقه (حكيم).. الذي رافقه ثلاثة عشر عاما من جلال آباد إلى طاجكستان إلى الشيشان.. وأسلم حكيم الروح والسلاح على أبواب داغستان..

 

فسألهم يا ولدي حين تكبر بك الأسئلة لما تركت روسيا كل الولايات التي احتلتها سلما..!!!!!!!!!!

 

ولا تترك مرابع المسلمين إلا بالقتال..

 

وإلا متى سيبقى هذا الوطن الممتد بطول الأرض ذبيحة معلقة.. يستبيحه حتى عبدة الأبقار سامحني يا ولدي لن يعود هذا الوطن كما كان مادام فيه مثل أبيك فلا تكن مثلي وكن.. مثل عمك ((صقر الجزيرة)).

 

سيسمع صوتك عاليا.. وسيطلبون منكم الصلح والسلام ولن يقولوا عنكم إرهابيين.. ولكن جيشاً لجيش هكذا الآن شريعة الغاب..

 

يا ولدي.. أبدا لا تظن بأننا أمام اليهود ضعاف لكن عندنا ألف ابن سلول.. يعطونها حق الجوار..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply