الثواب والعقاب في المجال الدراسي


  

بسم الله الرحمن الرحيم

أ ــ العقاب ــ النقد والتجريح:

وهو أحكام سلبية على ما قاله الطالب أو عمله، فعندما يطلق المعلم رداً على ما قاله الطالب أو عمله كلمات مثل: (ضعيف، خطأ، غير صحيح) كان في هذا إشارة موحية إلى أن المعلم غير راض عن ما قام به الطالب، مما يضع حدا لتفكير الطالب حول الموضوع الذي يفكر فيه، أو السؤال الذي يحاول الإجابة عنه. وقد نخفف من أثر ذلك بأسلوب آخر ينم عن الحذق والذكاء بعيدا عن اللوم والتجريح فنقول مثلا: لقد قاربت على الإجابة الصحيحة، أو من منكم لديه إجابة أفضل أو: لقد أجبت بما فيه الكفاية، أو لقد قمت بما عندك. وقد تحمل ردود الفعل السلبية هذه معنى السخرية والتهكم حين نقول يا لها من فكرة تافهة أو: لم تحسن كما يجب أن تكون، وقد تتضمن ردودنا أحيانا تغيرا في لهجة الصوت ونبرته تنم عن الاستهزاء حين نقول من الذي يريد أن يساعدك ما دمت تجيب هكذا؟ أو: من أين أتيت بهذه الأفكار المبدعة؟ أو مادام هذا قد أنهى إجابته فمن الذي يعطينا الإجابة الصحيحة؟. لقد ظهرت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع أن النقد والتقريع لا يساعد على رفع مستوى الإنجاز أو مستوى التعلم عند الطالب وفي ذلك يقول - عليه السلام -: لقد بعثت معلما ولم ابعث معنفا. إن في استخدام اللوم والتجريح ما يخلق عند الطالب اتجاهات سلبية قد يدوم أثرها إذا ما تكررت، وتكون عامل إحباط عنده، وعلى تدني مستوى الإنجاز والتحصيل. إن استخدام أسلوب النقد القاسي والمباشر أو التجريح والإهمال، ليس أسلوبا مناسبا لمعالجة المشاكل المدرسية والصفية عند الطلبة وبخاصة فيما يتعلق بالتحصيل الأكاديمي، فمثل هذا الأسلوب يضعف ثقة الطالب بنفسه، ويعمل على خلق صورة ضعيفة على الذات، والشعور بالإحباط والفشل، وبالتالي فهو لا يشجع الطالب على أن يفكر، أو يعمل على تقوية حافز التفكير عنده

 

ب ــ المديح والثواب:

يمكن أن نعرف الثناء (المديح) بأنه نقيض للنقد والتجريح لأنه يستخدم الجوانب الإيجابية في أعمال الطلبة حين الحكم عليها. مثل قولنا: حسنا، ممتاز، عظيم، وهكذا وإليك بعض العبارات الدالة على ذلك: لقد كانت هذه إجابة حسنة. لقد أبدعت في الرسم أو في كتابة موضوع الإنشاء لقد كنت متفوقا في تفكيرك. لقد كنت لطيفا في التعامل مع زملائك. لقد جئت بما هو أفضل ما جاء به طالب في الصف...، يؤيد العديد من المعلمين استخدام المدح والثناء لتعزيز نوع معين من السلوك وبناء التقدير الذاتي والكيان الذاتي عند الطلبة.

إن استخدام الثناء أمر مناسب في ظل ظروف معينة، وقد يكون من المستحدث والمرغوب فيه أن لا يستخدم المعلمون الثناء إلا في ظل هذه الظروف وبشكل لا يخرج عند حد الاعتدال، ومن أجل الهدف الذي وضع له ومن المفيد أن يستبدل المعلم الثناء أحيانا بتقارير تتناول ردود فعل المعلم على أعمال الطالب التي تقضي بشكل أكبر إلى تنمية مهارات التفكير عند الطالب. ويبدو أن أفضل استخدام الثناء يكون مع طلبة معينين وفي أعمال معينة، وبناء على التقدم الذي يحرزه الطالب بالنسبة لا إجازته السابقة وليس بالمقارنة مع إنجازات غيره، ففي ذلك ما يشجع الطالب على السير قدما للأمام، وما يخلق عنده وازعا ذاتيا للقيام بالواجب والجهد المطلوب دون أن يتعرض لأية ضغوط خارجية، أو مواقف محرجة، إذ يجب أن نبقي عنده الأمل حيا في التقدم والتفوق وخصوصا لألئك الذين هم من متوسطي الذكاء أو من الضعيفين فيه، فقد تمنح جائزة للفائز الأول أو الثاني مثلا وكذلك من حصل على المرتبة الأخيرة. وفيما يلي ظروف ثلاثة يكون فيها استخدام المديح والثواب مناسبا، وهي:

ــ الطالب المتردد الذي فقد الدافعية للعمل ويعتمد على الغير حين يتعلم.

ــ مع طلب الصفوف الدنيا. يدرك الأطفال في مراحل حياتهم الأولى معنى الصواب ومعنى الخطأ ويميزون بينهما بما يلقونه من ثواب أو يتعرضون له من عقاب على تصرفاتهم على أيدي الكبار في البيت والمدرسة ويدركون في مرحلة لاحقة نوع تصرفاتهم، وما إذا كانت سليمة أم لا من خلال ما تحدثه هذه التصرفات من آثار على غيرهم، وبذلك يصبحون قادرين على إدراك حقيقة السلوك السوي الذي يتمشى مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده.

ــ الأعمال المعرفية الدنيا.

نحن نطرح أسئلة على الطالب في موضوع ما بهدف الوقوف على مستوى معرفته بهذا الموضوع وقد نطرح السؤال للحصول على إجابة له من خلال ما استمد الطالب من معرفة عن طريق الحواس، أو عن طريق المعرفة المختزنة في الذاكرة فيتذكر هذه المعرفة ويسترجعها للوصول إلى الإجابة، وقد يطرح الطالب إجابة صحيحة للسؤال من خلال توقعاته وتنبؤاته دون أن يستند على خلفية معرفية عنده.

 

بعض الإرشادات لاستخدام الثواب والعقاب:

إذا كان لا بد لنا من نستخدم الثناء والمديح، ففيما يلي بعض الأمور التي تخفف من وحدات آثار سلبية والاتجاه نحو الاعتماد على الذات دون حاجه إلى إطراء الغير وثنائهم

ـ أن نسوق المبرر الذي دفعنا لهذا الإطراء. فنقول مثلاً: - لقد أحسنت. لأنك قمت بكذا وكذا. حتى يفهم الطالب السبب الذي دفعنا لهذا الإطراء مما يشجعه على القيام بإنجاز آجر ناجح.

ــ نساعد الطالب على القيام بتحليل إجابته، مثلا المعلم: زيد بن إربد هي كبرى المدن الأردنية، وعمرو يقول: إن عمان هي المدينة الكبرى، فهل لكل منكم أن يخبرنا عن عدد سكان كل من إربد وعمان بهذا الأسلوب، هو المقارنة بين معلومتين يمكن لنا معرفة الإجابة الصحيحة، فمن خلال المقارنة بين عدد سكان المدينتين يمكن لنا أن نحكم أيهما هي الكبرى إن مثل هذا الحوار للوصول إلى الحقيقة يغنينا عن أجزاء المديح للطالب أو أن نسوق له اللوم والتوبيخ ونساعده على البحث عن الأساليب البديلة لذلك التي تفتح الباب للطالب لزيادة معرفته وسعة إطلاعه ويميل معظم المعلمين إلى طلبتهم سوى أكان بالتصفيق وبكلمات الثناء أو بعبارات الاستحسان ويجدون المتعة في ذلك، دون أن يعيروا في هذا الاتجاه من السلبيات إذا خرج عن حد الاعتدال، أو قمنا به في غير محله، ودون أن يتحرزوا في استعماله.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply