المعلم أمة في واحد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: -

 

فللمعلم دور ملحوظ في التأثير على الفرد أو المجتمع، مما جعل الانتماء لهذه المهنة شرف كبير لحاملها.

ومن خلال المحورين التاليين نسلط الضوء على بعض هذه الآثار:

المحور الأول: معالم في الطريق.

المحور الثاني: معوقات في الطريق.

ومن خلال عرضنا لهذه الآثار نتطرق لبعض الأساليب التربوية، والتي تعمق بدورها هذه الآثار لدى الطالب أو المجتمع.

 

المحور الأول: معالم في الطريق:

للمعلم – الناجح - تأثير عجيب على الطلاب لا يستطيع أن يتجاهله أحد، حتى إن المعلم أو الوالدين أو الزملاء لهذا الطالب يلحظون عليه تقليداً في تصرفات معلمه أو برنامج حياته، والتي نتجت عن إعجابه بمعلمه، ومن خلال هذا الجانب يأتي دور المعلم في التأثير الإيجابي والتغيير في حياة طلابه.

ولتعميق هذا الأثر لدى الطالب لابد لنا من تفعيل قضية التوجيه، ودعني - أخي الكريم - أبين لك بعض المعالم المتعلقة بالتوجيه:

 

المعلم الأول: المنهج المدرسي:

إن توظيف المنهج المدرسي بالشكل الصحيح له أيضاً تأثير قوي على الطالب، فوظيفة المدرس الرسمية وعمله الأساس الذي يتقاضى عليه أجراً هو تدريس المنهج المقرر للطلاب، ومن عوامل قبول الطلاب لمدرسهم ومحبتهم له مدى نجاحه في إيصال المعلومات لهم.

إن الإعداد العلمي جانب مهم في بناء شخصية الطالب، والأمة تحتاج لمن يحمل العلم الواسع والفكر الأصيل، والمنهج الدراسي إنما وضع لتحقيق أهداف محددة، فعناية المدرس بهذا الجانب مساهمة في البناء العلمي للأمة من خلال إعداد أبنائها.

بل إن المعلم الناجح يستطيع أن يوظف المنهج لتحقيق الأهداف التربوية والإصلاحية، ولكن أليس من التناقض أن يسمع الطلاب من مدرسهم التوجيه والحث على معالي الأمور ويرون منه الإخلال بواجبه وأمانته.

 

قال أبو الأسود الدؤلي:

يا أيها الرجل المعلم غيره               هلا لنفسك كان ذا التعليم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله             عار عليك إذا فعلت عظيم

وابدأ بنفسك فانهها عن غيها          فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك تقبل إن وعظت ويقتدى         بالقول منك وينفع التعليم

 

بل إن بعض المعلمين قد يرتكب بعض الأخطاء الكبيرة في مجال التربية منها:

1 - عدم احترام شخصية الطالب: مع العلم أنه يجب علينا أن ندرك أن ذلك الطالب الذي نحتقره سيتولى يوماً ما منصباً من المناصب، فقد ينقم من التعليم وأهله، لذا يجب على المعلمين أن يأخذوا بيد أولئك الطلاب ويشحذوا هممهم وإمكاناتهم، ويشجعونهم مادياً ومعنوياً، كما يجب أن يعطى الطالب حريته - في حدود الأدب - في إبداء الرأي والحوار معه حواراً بناء كي يحس بكيانه كإنسان ثم بشخصيته كطالب له حقوقه المحفوظة له.

 

2 - عدم فهم نفسيات وظروف الطالب: وفي هذا الخطأ يشترك المعلم والمرشد الطلابي، مع العلم أن الأخير هو الأقرب إلى نفسيات الطلاب وفهم ظروفهم الحياتية.

 

3 - عدم استخدام مبدأ الثواب والعقاب بين التلاميذ: فقد يتساوى لدى بعض المعلمين الطالب المهمل والمجد، فيصاب الطالب النشيط المجد بالإحباط وخيبة الأمل ويتمادى المهمل في كسله وإهماله، وللثواب صور منها:

أ - المكافآت المادية: وهي من أقوى المكافآت تأثيراً على الطلاب وإثارة له.

ب - المكافأة بالثناء الحسن (المدح): كأن تقول للطالب: أحسنت، ممتاز، وهذا الثناء يزرع في المتعلم الثقة بعلمه، ويحث غيره لنيل هذا الاستحسان من المعلم، ويبعث في الطالب الشعور بالارتياح لما يبذله من جهد في التعليم، ولنا في سيرة المصطفى - صلى الله عليه و سلم - أحسن الأمثلة: فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: \"قدمت على رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وهو بالبطحاء، فقال: أحججت؟ قلت: نعم؟ قال: بما أهللت؟ قلت: لبيك بإهلالٍ, كإهلال النبي - صلى الله عليه و سلم - قال: أحسنت...\" الحديث. رواه البخاري.

 

ت - المكافأة بالدعاء: وهو الدعاء للطالب بالبركة والخير والتوفيق ونحوه، وهذا الأسلوب نادر بين المعلمين. عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه و سلم - دخل الخلاء فوضعت له وضوءاُ. قال: من وضع هذا؟ فأخبر، فقال: \"اللهم فقه في الدين\". قال ابن حجر: قال التيمي: فيه استحباب المكافأة بالدعاء.

 

وللعقاب صور أيضاً منها:

أ - العقاب الحسي: وهو الضرب، والمقصود هنا: أن المعلم يستخدم هذه الطريقة بلا إفراط أو تفريط، وهذه الطريقة كانت عند السلف، بل عند قدوتهم محمد - صلى الله عليه وسلم - وبأمره والمقصود بها: التأديب، مع وجوب العمل وفق الجوانب الشرعية.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply