من المسئول عن التعليم ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
من المسئول عن التعليم؟

· هل يمكن أن يتحمل المعلمون وإدارات المدارس مسئولية المشاكل العائلية، وهل بإمكانها أن تقوم بهذه المهمة؟.

سؤال يطرح عندما تتعرض بعض العائلات لمشاكل قد تعصف بعلاقة الأبوين وتفرق بينهما في بريطانيا حذرت جمعية المعلمين من أن المعلمين لا يمكنهم أن يصلحوا الخلل الذي يصيب العلاقات والقيم العائلية، كما لا يمكنهم أن يتحملوا نتائج هذا الخلل وآثاره على حياة المتعلمين وأدائهم الدراسي، وطالبت الجمعية الآباء بتولي مسئولية تعليم أبنائهم وتربيتهم باعتبارهم المربين الأساسيين للأطفال.

ويقول الخبراء إن التعليم الذي يلقاه الأبناء على أيدي آبائهم وأمهاتهم يعتبر من العوامل الجوهرية لتطورهم لأن الآباء والأمهات يحتكون بهم لفترة أطول وفي أوقات ومراحل مهمة، وإن دورهم ومسؤولياتهم تجاه تعليم أبنائهم يجب أن تحظى بالاهتمام الذي تستحقه.

وتقول جير الدين أفيريت، مديرة جمعية المعلمين في بريطانيا، إن الاعتقاد السائد بين الناس هو أن المدارس، ومن ثم المعلمين، هم المسئولون عن المشاكل التي يعاني منها المجتمع، وهم في نفس الوقت يمتلكون الحل الناجح لهذه المشاكل.

وتضيف أفيريت، أن المعلمين لا يمكن أن يتحملوا المسئولية كاملة عن الفشل الأخلاقي في المجتمع ولا يمكنهم أن يصلحوا الخلل الذي يعاني منه المجتمع، سواء كان من جراء المشاكل العائلية أو الجرائم أو الفساد بشكل عام، وليس من الحق أن يتوقع منهم أن يفعلوا ذلك.

وتضيف قائلة، أن المسئولية التي يحملها المجتمع للمعلمين بدأت تزداد بشكل استثنائي مع تزايد العنف وتدهور القيم العائلية والتأثيرات السلبية لسلوك بعض الشخصيات العامة في الرياضة والإعلام...وغيرهما.

وخلصت أفيريت، إلى القول إن المعلمين لا يمكنهم أن يعملوا في معزل عن الآباء الذين وصفتهم بأنهم المربون الأوائل للتلاميذ، ولا يمكن للمعلمين أن يأخذوا دور الآباء حينما يتخلى هؤلاء عن مسؤولياتهم لسبب من الأسباب.

ولكن يبقى السؤال: من هو المسئول عن تعليم وتربية الأبناء في حال إخفاق آبائهم عن القيام بهذه المهمة؟، هل يفترض في المدارس أن تقوم بخدمة كهذه لمن يحتاجها أم أن جهة أخرى كالمجتمع أو الدولة أو الجمعيات الخيرية أو الأقارب هي التي تتحمل المسئولية؟.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply