المسجد.. الإنذار المبكر عن المنحرفين فكرياً


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ما دور المسـجد فـي مكـافـحـة الغـلـو؟

 

المشاركون في التحقيق:

 

1 - الدكتور مقرن المقرن - الأستاذ بجامعة الملك سعود.

 

2 - الدكتور صالح الفايز - الأستاذ بجامعة الملك سعود.

 

3 - الدكتور محمد النجمي - الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.

 

4 - الدكتور مساعد الحديثي - رئيس مركز الدراسات في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

 

الدكتور/ محمد النجمي:

 

هيئات ومؤسسات أخرى أخذت الكثير من وظائف المسجد، ولكن يظل المسجد حصناً أميناً للوقاية من التطرف والغلو.

 

الدكتور/ صالح الفايز:

 

خطبة الجمعة لها أثر كبير في التوعية من الجرائم بكل أنواعها.

 

تحقيق - فوزية المحمد:

 

في هذا التحقيق يبين أصحاب الفضيلة دور المسجد في حفظ الناشئة من التطرف والانحراف بشتى صوره وأنواعه، وكيف يعمل المسجد على جمع الكلمة، والبعد عن كل ما يؤدي إلى الفرقة والنزاع، ويبينون كيف يعمل المسجد على تكافل المسلمين وتلاحم صفوفهم وكلمتهم ضد كل عدو وطارق يطرق بشر، ويحاول بذر الفتنة والخلاف، وتضليل الناشئة والشباب بأفكار هدامة ومنحرفة.

 لقد أكد ضيوف اللقاء على أن المسجد يمكن أن يكون هو الذي يطلق الإنذار المبكر عن المنحرفين فكرياً، والمغالين في بعض التصورات، فهو الذي يحتضن الجميع، ويفرز هذا من ذاك، وهو الذي في وسعه إعطاء مؤشرات أولية عن تصرفات بعض الشباب ليتم معالجة أي خلل وقصور أو مبادئ انحراف أياً كان هذا الانحراف لتكون كل التصرفات موزونة بميزان الشرع.

 

التربية الإيمانية:

 

في البداية يتحدث الدكتور محمد بن يحيى النجمي، عن دور المسجد في حفظ الأمن فيقول:

من المؤكد أن رسالة المسجد في الإسلام تتركز في  الدرجة الأولى على التربية الإيمانية وذلك لما لصلاة الجماعة ولقراءة القرآن الكريم من أثر روحي ورحمات إلهية لا تنتهي ولا تنقطع. كيف لا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: \"أحب البلاد إلى الله – تعالى - مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله – تعالى- أسواقها\". ولا عجب أن نرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحث على بنائها، ويرغب فيه فيقول:\"من بنى لله تعالى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة\".

والمسجد في الإسلام، لم يكن مكاناً لإقامة الصلاة فحسب، بل كان منطلق أنشطة كثيرة.. فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعقد فيه الاجتماعات، ويستقبل فيه الوفود، ويقيم فيه حلق الذكر والعلم والإعلام، ومنطلق الدعوة والبعوث، ويبرم فيه كل أمر ذي بال في السلم والحرب. وأول عمل ذي بال بدأه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدِم المدينة مهاجراً أن شرع في بناء المسجد، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، كما ورد في الحديث الصحيح.

أما الآن ومع تدرج الزمن وتغير أساليب الحياة فقد تحول كثير من وظائف المسجد إلى مؤسسات وهيئات ودوائر أخرى... لكن لا يعني ذلك أن رسالة المسجد انتهت أو لم يعد له دوره وتأثيره، بل بقي الكثير ولو لم يكن للمسجد من دور إيماني إلا إقامة الصلاة وهي ركن الإسلام، وعمود الدين، وأعظم شعائر الإسلام الظاهرة لكفى.

ومع ذلك لا يزال المسجد مهيئاً للقيام بأدوار عظيمة.

فيمكن أن يقوم المسجد ببيان المذاهب والأفكار الملوثة الفاسدة والتيارات الهدامة التي تستهدف العقول والمعتقدات الدينية والخلقية الراسخة في المجتمع لتحقيق الأمن العقائدي والفكري لأفراد المجتمع· ومن أهم الأساليب لتحقيق ذلك أسلوب التحذير من العوامل الأساسية التي تغسل مخ الفرد من الأفكار الغضة، والمفاهيم الضالة الباطلة، بل يجعل من وعيه وإيمانه حصناً يرد عنه أفكار الضالين، وميوعة المتحللين، ومصاحبة المنحرفين والشاردين.

 

التربية السليمة:

 

كما أنه يمكن أن تقوم المساجد بدعوة أفراد المجتمع إلى الرعاية الصحيحة والتربية السليمة وترسيخ المثل والقيم الروحية والخلقية انطلاقاً من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته\". والمساجد في هذه الأيام تقوم بدور مهم وفاعل في  تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه للناس، فعن عثمان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \"خيركم من تعلم القرآن وعلمه\". ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: \"إن الله – تعالى - يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين\".

 كما أن قيام منسوبي المساجد بتعليم سنة رسول الله وكتب العلم الأخرى من حديث وتفسير وفقه وأصول ولغة عربية وغيرها مما يسهم ولا شك في نشر الاعتدال والوسطية بين المسلمين.

 

خطبة الجمعة:

 

ويرى الدكتور صالح بن محمد الفايز الأستاذ بجامعة الملك سعود أن لصلاة وخطبة الجمعة لها أثراً كبيراً في التوعية من الأفكار المنحرفة فيقول:

إن لصلاة وخطبة الجمعة  أثراً كبيراً في التوعية من أخطار المخدرات والمسكرات وغيرها من الجرائم ولا غرابة في ذلك، فهي فرض أسبوعي على المسلمين يؤدونها في المسجد الجامع فيستمعون إلى خطبة الإمام ويصلون ويلتقون مع بعضهم، فهي فرصة للقاء متممة للقاء اليومي.

وحتى تحقق صلاة الجمعة هدفها الديني والدنيوي كان فيها خطبتان وصلاة، ومن شأن الخطبتين أن تعالجا موضوعاً يذكر السامع بأحكام الشرع، وينبه الحاضرين إلى كثير من الأخطاء والجرائم التي تخل بالأمن الاجتماعي· واشتراط العدد والمسجد في أداء الجمعة تحقيق لجانبها الاجتماعي، فالعدد لحضور كثير من المسلمين، والمسجد اشترط ليسع الحاضرين· يقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: \"من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ثم يصلي معه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام\".

وبالتالي فإن المحافظة على الصلاة في المسجد، والارتباط بالدروس الشرعية التي تقام في المساجد من تلاوة للقرآن الكريم، واستذكار لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقراءة في كتب العلم، والاستماع للمواعظ التي تقام في المساجد، وخطب الجمعةº تشغل أوقات الشباب عن الفراغ الذي يتحكم في حياة كثير منهم.

 

المسجد والأمن:

 

ويضيف الأستاذ الدكتور مقرن المقرن، الأستاذ بجامعة الملك سعود مؤكداً على دور المسجد في حفظ الأمن حيث يقول:

للمسجد دور فاعل في الوقاية من الجريمة،فهو يحث أفراد المجتمع على تلمس الفقراء والمحتاجين في المجتمع ومواساتهم ودعمهم وإعانتهم بالزكاة والصدقة لوقايتهم من ارتكاب الجريمة، والاعتداء على حقوق وممتلكات الآخرين. وهذا المبدأ تؤكده وتدعمه النصوص الشرعية، فقد حث الإسلام على المواساة والدعم للمحتاجين من المسلمين· فعن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:\" ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى\".

 

ويضيف قائلاً: كما أن من إسهامات المسجد في الوقاية من الجريمة بيان أهمية النصح في الإسلام، والنصيحة الواعية المخلصة لولاة الأمر ولعامة المسلمين وخاصتهم.

 كما أن للمسجد دوراً في الوقاية من الجريمة وذلك بالحث على طاعة ولاة الأمر وتحريم الخروج عليهم.

كما أن المسجد يسهم في الوقاية من الجريمة، حيث ينهج في دعوته ومخاطبته للأفراد التيسير والتسامح والحكمة والموعظة الحسنة، وبعث الأمل والتفاؤل بدلاً من التشديد والتيئيس. قال الله – تعالى-: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125]. وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال: \"بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا\".

كذلك يحث المسجد الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لدرء الأخطار المحدقة بأفراد المجتمع، المترتبة على ارتكاب الجريمة مع بيان الأحكام والقواعد العامة للقيام بذلك امتثالاً لقول الله - سبحانه وتعالى -: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} [آل عمران: 110].

 

أول مدرسة:

 ويضيف الدكتور مساعد الحديثي مدير مركز الدراسات الإسلامية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قائلاً:

يعتبر المسجد أول مدرسة في الإسلام تبني الأجيال، وتصنع الأبطال، تعدهم خير إعداد وعن طريقه يقوم كيان الأمة الروحي، كما أنه الأساس لدعم وجودها المادي· ففي المسجد يتدارس، ويتعلم المسلمون كتاب الله ويتلونه، ويتعلمون فيه شؤون الدنيا والدين، ويصبغ المسجد المترددين عليه بالصبغة الإسلامية لتكون معهم سلوكاً في حياتهم حتى لا يجرفهم تيار الرذيلة فيقضي عليهم.

 

دور المسجد التعليمي:

 فوظيفة المسجد التعليمية تخلص الإنسان من عار الجهل، وتخلع عليه لباس الفضيلة، وتزكيه من الرذيلة، ورغم قيام المؤسسات التعليمية في العصور الحديثة بوظيفتها التعليمية مستقلة عن المسجد، فلا يزال للمسجد وظيفة تعليمية مهمة ولا يمكن أن يستغني التعليم عن المسجد. ذلك أن المؤسسات التعليمية في العصر الحديث بما لديها من إمكانات كبيرة لم تتمكن من أن تنقل معها روحانية التعليم التي يقدمها المسجد في وظيفته التعليميةº وهي الشعور بالعبادة في طلب العلم· فالمسجد روح قبل كل شيء.

والمسجد يبث اليقظة ومحاربة الانحراف الديني والخلقي والسياسي والتربوي المؤدي إلى تفكك الأسر والمجتمعات وانتشار الجريمة والرذيلة وضياع الأمن وانفراطه.

إذن هذه أهمية الوظيفة التعليمية للمسجد ودورها في تحقيق الأمن في المجتمع· وإن الدعوة إلى إعادة الاعتبار للدور التعليمي للمسجد في الإسلام، ليس معناها إغلاق الجامعات والمدارس والمعاهد الفنية والاستعاضة عنها بالتعليم المسجدي وحده، إذ لا يمكن أن يفكر أحد في هذا.

 

الدور التربوي:

 وعن الدور التربوي للمسجد يضيف الدكتور الحديثي قائلاً:

للمسجد العديد من الوظائف والأدوار حيث نجد المسجد يربي الأطفال، ويعلمهم أداء الفروض الدينية جماعة في المسجد، حيث يصطحب الآباء أبناءهم إلى المسجد فيتربون على ذلك، ويتعلمون احترام المسجد والتأدب بآدابه منذ نعومة أظفارهم. كما أنهم يتعلمون احترام الكبار، والتأدب معهم، ويتخلقون بالأخلاق الفاضلة عن طريق الإقتداء بالآخرين بدءاً من مرتادي المسجد من الذين في أعمارهم أو أكبر منهم سناً. وهذا الاختلاط يجعلهم يتحلون بالأخلاق الفاضلة، ويبتعدون عن رفقاء السوء، وبالتالي يبتعدون عن الرذيلة و الإجرام  ورفقة السوء، ويحصل من ذلك الانضباط الأمني في المجتمع.

 

كما أن التربية التي يتلقاها المسلمون من المسجد على الانضباط ويتعودون على ذلك في جميع شؤونهم· فينتقل ذلك الانتظام والانضباط إلى منازلهم وأعمالهم وطرقهم وأسواقهم وسلوكياتهم، وبالتالي يصبح المجتمع مجتمعاً منتظماً ومنضبطاً، ويؤدي ذلك إلى ترسيخ الأمن في المجتمع، لأن الأمن عبارة عن انضباط.

 

كذلك للمسجد دور كبير في الإصلاح بين الخصوم، وحسن التوسط بينهم لرأب الصدع، وحل المشكلات، وفصل النزاع، وتطييب القلوب، وجبر الخواطر، وكذلك التقاضي فيه والشفاعة فيه إلى صاحب الحق وقبولها من غير معصية.

 

ونجد أن المسجد بهذه الوظيفة يؤدي دوراً أمنياً مهماً في المجتمع الإسلامي، فإذا قام المسجد والمسؤولون فيه والمرتادون له بالإصلاح بين الخصوم ساد في المجتمع الحب والإخلاص، وذهبت الشحناء بين أفراده، وأصبح مجتمعاً آمناً مطمئناً تسوده روح المودة والإخلاص بين أفراده.

 

فيجب على القائمين بأمر المسجد تحقيق هذه الوظيفة في المسجد وتفعيلها فيه حتى تسود في المجتمع بأسره· وهذه تعتبر من الوظائف التي تسهم في تحقيق الأمن في المجتمع، بحيث تكون كل النفوس صافية لا شحناء ولا بغضاء ولا ظلم ولا حسد.

 

المسجد في الأزمات:

 

وعن دور المسجد في درء الأخطار ونشر الأمن والطمأنينة يقول الدكتور مقرن المقرن:

 

جعل الله - سبحانه وتعالى - المسجد مؤسسة أمن للمجتمع المسلم والمسلمين، يطلبون فيه الأمن والأمان، ودفع الخطر حينما تنزل بهم نازلة، أو يداهمهم أي خطر كونياً كان أم بشرياً· وشرع لهم من أنواع العبادات التي يتقربون بها إليه - سبحانه وتعالى - حتى يكشف ما نزل بهم، أو يرفع الخطر عنهم، أو ينصرهم على أعدائهم، إذا صدقوا وأخلصوا النية لله - سبحانه وتعالى - في الرجاء.

 

فنجد المسلمين يلجؤون إلى المسجد في النوازل الكونية، ويتضرعون إلى الله - سبحانه وتعالى - بالدعاء، ويصلون ويذكرون الله - سبحانه وتعالى -، ويفعلون الأعمال الصالحة. كما أمرهم نبيهم - صلى الله عليه وسلم - فينكشف عنهم الخطر ويزول· ومن أمثلة ذلك صلاة الاستسقاء في حالة القحط والجفاف وعدم نزول الأمطار، والأمثلة على ذلك والشواهد كثيرة، ليس المقام هنا مقام شرح وتفصيل. وكذلك في حالة الكسوف والخسوف شرع لهم صلاة الخسوف والكسوف حتى زوال هذا التغيير الكوني.

 

وهكذا نجد أن المسجد ملجأ أمن وأمان للمسلمين في حدوث الآيات الكونية حتى يشعروا بالاطمئنان عند الخوف والفزع منها.

 

فالمسجد له دور في تحقيق الأمن والأمان ودفع المخاطر، سواء كانت كونية أو من قبل الأعداء، وحتى في ظهور المظاهر السلبية وانتشار الجريمة في المجتمعات، فإن المسجد يؤدي  دوراً مهماً في حماية المجتمع وتوجيهه وصيانته ووقايته.

 

مراقبة المجتمع:

 

ويرى الأستاذ الدكتور المقرن أن للمسجد دوراً مهما في الرقابة على سلوكيات المجتمع إذ يقول:

يقوم علماء الاجتماع والتربية وعلم النفس بالعديد من الدراسات والبحوث، وتنفق عليها الأموال الطائلة لمعرفة مظاهر الانحراف في المجتمع للإنذار المبكر قبل استفحالها وانتشارها والتحذير منها· واقتراح الخطط والاستراتيجيات لمكافحتها.

إلا أننا في مجتمعنا الإسلامي نجد أن المسجد كان يقوم بهذا الدور  والوظيفة، وهو الذي يختص باكتشاف مظاهر الانحراف في المجتمع قبل وقوعها، ويعمل على التحذير منها، والإنذار المبكر عنها. ولا تتمكن أي وسيلة مهما بلغت دقتها من رصد مظاهر الانحراف وهو لا يزال في مهده مثلما يفعل المسجد، لأن المسجد من خلال وعاظه وخطبائه أحد أكثر الوسائل فاعلية في مراقبة المجتمع. فالمسجد يعمل اليوم كجهاز إنذار مبكر ينذر المجتمع بشرور سوف تستفحل، وأخطار سوف تهدد المجتمع إن استمر نموها· ذلك لأن المسجد - ممثلاً بإمامه وخطيبه - يتميز بالقرب المكاني والنفسي لكل فرد في المجتمع، ففي كل حي من أحياء المدينة وكل قرية من القرى مسجد، وهو على بعد خطوات من المنزل، قريب إلى النفس، يعايش المجتمع ويفضي إليه الناس بأسرارهم ومشكلاتهم الدينية والاجتماعية. لذلك يتمكن من رصد أي ظاهرة خفية في المجتمع بدأت بالظهور، فيبادر بالحديث عنها، ويحذر من عاقبتها. وبالتالي يؤدي المسجد دوراً مهماً في الحفاظ على أمن المجتمع، فهو خط الدفاع الأول ضد أي انحراف في المجتمع. ويساعد ويعمل على الوقاية من الجريمة ومظاهر الانحراف قبل وقوعها واستفحالها في المجتمع، ويبدأ في البحث عن العلاج والوقاية.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply