أخطاؤنا في التربية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما نتحدث عن أخطائنا في التربية فنحن نتحد ث عن أخطاء الصحوة بأجمعها. ولا نقصد بذلك شريحة معينة أو جماعة معينة من الجماعات الإسلامية, إنما نحسب أنفسنا الصحوة الإسلامية جسم واحد بسائر الأشكال والألوان , فخطأ هذه الجماعة هو  محسوب علي وخطأي هو محسوب على الجماعة الأخرى, ولهذا عند المعالجة نقول أخطاؤنا وقد تكون أخطاء لجماعة أخرى مثلاً ولكن  المؤمنين تتكافىء دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم, والمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .

وقبل أن أذكر هذه الأخطاء هناك قاعدة مهمة عند معالجة  الأخطاء وهي \" كل خطأ موجود في الجماعات الإسلامية فهو في غيرهم أعظم و أطم, وكل صواب موجود في غيرهم فهو فيهم أكثر وأتم\" بهذه الروح وبهذه النفس الهادئة والعادلة تستطيع أن تعالج الأخطاء.

ونبدأ بذكر هذه الأخطاء:

1ـ الضعف العقدي لدى أبناء الصحوة الإسلامية أي أنها عقيدة قابلة للتفكك, فليس هناك قوة عقائدية في الصحوة, أو قوة إيمانية سواء من حيث التصور, أومن حيث التطبيق والالتزام, ويدل على ذلك مظاهر: كالتركيز على العاطفة وإثارة المشاعر دون المفردات والمسائل.

من أخطائنا في التربية إقامة الولاء الحزبي مقام الولاء الاعتقادي, فتجد الولاء لهذا الشخص  لا يكون بحسب معتقده فلابد من تحديد المواقف من أصحاب الاعتقادات المنحرفة و لا يمكن أن يقوم منهج صحيح وهو ينصر البدع والمحدثات.

3- الدفاع عن المناهج المبتدعة والغمز في أطروحات الدعوة السلفية, فيعتقد الإنسان اعتقاد أهل السنة والجماعة ولكنه لا يتبنى مواقف عملية على ضوء هذا المنهج فتراه يتحدث ويقرر منهج أهل  السنة والجماعة  أحسن تقرير ويخالفه من حيث الواقع والالتزام.

4- الاضطراب في مفهوم الخلاف وما يجوز فيه وما لا يجوز وفقدان أخلاقيات مسال الخلاف وهناك قسمان على طرفي نقيض ناس لا يوجد عندهم شيء مقدس كل شيء قابل للنقاش كل شيء قابل للتجديد والتغيير وأناس في المقابل جامدون لا يريدون أن يطوروا مفاهيمهم واجتهادا تهم فلم يختلطوا بالمجتمع وينظروا احتياجات  المجتمع . وفي نفس الوقت لا توجد ضوابط في مسائل الخلاف فهذا يخالفك في أصل ويقول الخلاف لا يفسد للود قضية ويخالفك في ثوابت ويقول لك يجب أن تخرج عن ربقة التقليد, وآخر لا يريد أن يخرج  عما اعتاده من طريقة معينة أو أسلوب معين حتى الوسائل لا يرضى أن يطورها أو يحدث فيها أي تجديد.

5ـ من الأخطاء التي توجد عند الشباب فقد التوازن بين مرحلة الانعزالية و الانطواء ومرحلة الشعور بالانتماء والعمل الدعوي فترى الشاب لم يسبق أن انتمى إلى أي عمل دعوي وكان منعزلاً فإذا انخرط في الأعمال الدعوية تراه يرغب في التعامل وعنده طموحات و تطلعات  لا تتناسب مع مستواه العلمي والتربوي ولا تتناسب مع وعيه  الإداري أو القيادي, فيتسرع ويتصرف تصرفات كأنها تصرفات هو مصدرها وهو منبعها الو حيد فلا يتشاور مع إخوانه في مسائل الدعوة خاصة في المسائل التي يكون لها مردود سلبي على  الدعوة فيحصل من هذا ما يمكن أنسميه ( استبداد دعوي)  فإذا لم تتحقق له هذه المطالب أو ما أشبه ذلك يمكن أن يترك العمل ويذهب يبحث عن موقع آخر, فالمقصود أن مراتب الدعوة متدرجة ,والقرآن  الكريم نزل في ثلاثة وعشرين عاماً.

6- ومن هذه  الأخطاء السماح لأهل الاعتقادات المتعددة بأن يتبوؤا مكان الريادة والقيادة في العمل الإسلامي فينظر إلى الشخصيات الاجتماعية مثلاً كشيخ قبيلة أو أصحاب  الوجاهة والأتباع وتسلم  له أعمال الدعوة إلى الله وتقرير  مصير الدعوة وهو يحمل تلك الأفكار والأفهام بحجة تحقيق  مصلحة أو أن لديه جمهور .  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply