بسم الله الرحمن الرحيم
نعم، هكذا، شوق غريب، وفرحُ لا يوصف.. تعودنا أن يكون الشوق بين المخلوقات، بين الابن وأبيه، والزوج وزوجته، وحتى بين الحيوانات تجد شوق الصغار لأمهم، وانظر إِلى الطيور، ترى شوقاً عامراً بينهم.. ولكن العجب يملأ الفؤاد حينما يكون الشوق من جماد إِلى إنسان..
نعم، إنه القبر، الحفرة العجيبة، ذات التراب، وذات الديدان.. إن القبر ينتظر رجال ونساء وهو في قمة الحب لهم، والشوق ليسكنوا فيه.. وتأمل معي هذا الحديث: (إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير ذلك قالت: يا ويلها، أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الثقلين - أو قال: إلا الإنسان - ولو سمع الإنسان لصعق)..
إِنه لحديث جديرٌ بالتأمل، والتفكير والتدبر.. (قدِّموني) إِنها جنازة، تتكلم، تعبِّر، تنطق، تنادي، يا رجال، (قدِّموني) (ضعوني) (أنزلوني) (اتركوني) ابتعدوا عني، لا أريدكم، يكفيني ذلك القبر..
إِنها جنازة صالحة، لرجل أو امرأة، كان مع الله، في عبادة وطاعة وخشوع وخضوع.. والنهاية: شوق القبر لأولئك الصالحين والصالحات.. إِنه جزاء الإحسان، وصدق الله: (هَل جَزَاء الإِحسَانِ إِلَّا الإِحسَانُ ).
إِن الجنازة الصالحة تُحِبٌّ القبر، لِما تعلم من أنَّ القبر سيتقبَّلها بالأنوار، وتفتيح أبواب الجنان، والروح والريحان..
ومضة:كن مع الله فوق الأرض، يكون لك تحت الأرض.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد