بسم الله الرحمن الرحيم
كنا نتكلم قبـــــــل فترة وجيزة عن مآسي ومذابح إخواننا العديدة الرهيبة، والتي وقفت أمة المليار مسلم عاجزة عن إيقاف ما يحدث لهم!!!...، ونادى المصلحون بضــــــــــرورة عودة الأمة عودة جادة كاملة إلى دينها لأنها هي الحل الأساس الذي يعيد للأمة عزها ومجدها وقوتها وفقا للسنة الربانية المقتضية أن نصر الله لنا مرتبط بتمسكنا بأوامر الله والتزامنا بشرعه، وعندها ستكون الأمة في موقف القوة والعزة والتمكين، وسيظهر وقتها الجهاد القوي الهادر من أمة نصرت ربها بالتزامها بأوامره فيتحقق لها النصر وتوقـــــــف هذه المذابح والمآسي المتكررة على أبناء أمتنا.بل وبها يحمي المسلمون الذين لم يصلهم بعـــــــــــد بطش الأعداء أنفسهم!! من شرور الأعداء وكيدهم، فعندما تستعيد الأمة هيبتها لا يتجـــــــرأ أعداؤها عليها.
قال عز من قائل: (إن تنصروا الله ينصركم) الآية (محمد-7)
وقال - سبحانه -: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)الآية (الرعد-11).
والآن.... بعــــــــد أن قربت منا الأخطار واتضحت بشكل أكبر أمام أعيننا، وظهر شر الأعداء وتحاملهم وتحالفهم وكيدهم، وظهر بوضوح أكبر شـــــــــدة ضعف الأمة وهوانها وضياعها فإن الحاجة للعودة إلى الله والاستيقاظ من غفلتنا أصبحت أكبــــــر وأكبـــــــــــــر..
قال - صلى الله عليه وسلم - : (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: قلنا يا رسول الله أمن قلة نحن يومئذ؟! قال: أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل) الحديث (صححه الألباني).
ولا يليــق بنا كمسلمين مؤمنين بكلام ربنا العظيم أن نتغافل ونتعامى وننسى كيد الأعداء الكبير للمسلمين وخطرهم علينا وعدم رضاهم عنا. وليتنا نقرأ بتمعن تفسير العديد من الآيات القرآنية المتحدثة عن ذلك ومنها قوله- تعالى -: (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون) (التوبة-10).
وأعداء الإسلام اليوم متمكنون ومتجهزون ونحن في ضعف شديد ولا مقارنة بيننا وبينهم فيما يملكونه من قوة وعتاد، ولو أرادوا ذبحنا كما ذبحوا إخوة لنا قريبا فالأمر متـــــــــاح لهم - إلا أن يمنعهم الله- ومن سيحمينا في وقتنا الحاضر.. !!.
وسواء فعلوا ما يبيتونه للمسلمين الآن أو فيما بعد فإن الشاهد هو أن الأخطار تتزايد وتتعاظم. وتقترب منا أكثــر وأكثــر......
فإلى متى الرقاد والنوم يا أبناء الإسلام عما يحاك لكم..!!، وإلى متى تستمر غفلتنا ويستمر لهونا وسط ألمنا..!!، وإلى متى يستمر ابتعادنا عن طريق نصرنا.. !! الذي لا شك أنه السبيل الوحيد لإنقاذنا وحمايتنا من المخاطر.
إلى متــى ونحن نرى المعاصي ظاهرة في كل مكان في مجتمعاتنا.. !! في المنازل والشوارع، في الأسواق، في الجرائد والمجلات، في الشاشات والإذاعات، في المؤسسات، في المعاملات، في القوانين وفي... وفي... وفي.... بل قل في شتى إن لم يكن في كل جوانب حياتنا.
ألــم نــــدرك بعــــــــد ونتيقن أن ذلك هــــــو أساس ذلنا وضعفنا وهواننا!.
إلى متـــــى ونحن نبارز جبار السماوات والأرض بالمعاصي.. !! أما نخاف ونخشى.. !! أما نخــــــاف ونخشــــــــــى من وعيده وعقابه... !!
أمـــــــا آن أن نصحو... !!، أمـــــــا آن أن نصحو... !!، أم أننا لن نصحو إلا عندما تأتي علينا الطامات والعقوبات التي بدأت نذرها تلوح في السماء، ونكون وقتها استحقيناها بإعراضنـــــا وقســــــــوة قلوبنا.....
قال - تعالى -: (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون. فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) (الأنعام43-44).
وإن على الذين يستهينــون بالمنكرات والأوامر الشرعية صغيرة كانت أو كبيرة وسط هذا الواقع المؤلم الخطير الذي تعيشه الأمة أن ينتبهوا إلى أن تقصيرهم لا يعود بالضرر على أنفسهم هم فقط بــــــــــــل يعود على الأمة بأكملها، فيكونوا من أسباب انهزامها وتأخر نصرها وبعد فرجها من كربها العظيم الذي تعيشه!!.... وأجزم أنهم لحبهم لدينهم وأمتهم لا يرضون ذلك ولكن هل بدؤوا بالعمل والتغيير!!؟.
ومن المؤلــم أنه وعلى الرغم من الأحداث الأخيرة الخطيرة التي نعيشها فإن الكثير من المسلمين أفرادا ومجتمعات لا زالوا في بعد عن التطبيق الحقيقي الكامل لأحكام الشرع. والإصرار على المعاصي والمجاهرة بها لا زال قائما وواضحا...
قال - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) (سورة الأنفال-27).
وإن على كل مقصــر في أمتنا سواء قصر في تطبيـــــق أوامر الشرع والتزامه بدينه، أو قصر في الدعـــــــــوة إلى الله والجد فيها أن يخجــــــــــل ويخــــــــــاف من كونه سبباً في تأخر نصر الأمة وبالتالي يكون من أسباب استمرار استئساد أعداء الدين على إخواننا وعلينا واستمرار تعرضهم وتعرضنا لشتى أشكال البلايا والنكايات.
وعليه وعلى كل مسلم أن يتذكـــــــر ذلك الموقف العظيم، يوم يقف أمام الله ويكلمه - سبحانه - كما ورد في الحديث الصحيح....... فماذا سيجيب إذا سئل عن ما قام به تجاه الواجبات الكثيرة الكبيرة المتعلقة بواقع أمته المؤلم، وهل نصرها بقوة أم كان سببا في هزيمتها وذلها. خاصة أن إيذاء المسلمين وقتلهم من أعظم الأمور التي تغضب الجبار - سبحانه -، ونحن من أسباب استمرار ذلك بتقصيرنا.
وطريق النصر وقت المخاطر يستلـــــــــــزم صحوة سريعــــــــة قويـــــــــة يبدأ بها كل فرد في الأمة بأن يعمل على تغيير نفسه ثـــم يهب مباشرة مسارعا للواجب الكبيـــــــــــر الذي نسيه أكثر المسلمين الآن وكأنه ليس واجبا عليهم، ألا هو واجب الدعوة إلى الله وإصلاح الغير (عودة ودعوة)...
قال - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) الآية(الأنفال-24)
وقال - تعالى -: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) (آل عمران-104).
ومن هنا أبعث نداء حارا أرسله إلى كـــــل مسلم في أرجاء الأرض خاصـــة الدعاة والمفكرين والكتاب والشعراء بأن يركزوا على تبيين طريق النصر لأمتنا بخطابات قوية مؤثرة، دقيقة مفصلة، تصف الداء والدواء، علَّ أمتنا تصحو من غفلتها وتنتبه للداء الأساسي الذي أصابها ونتجت عنه كل الأعراض والأمراض والبلايا الأخرى، وعلَّها تلتفت لمسؤولياتها وتبدأ العمل.
وتبيين كيد الأعداء مهم، والحديث عن آلامنا مهم، ولكن الأهــــــــــم هو إيضاح طريق النجاة والخلاص والنصر،.... والسعي لتحقيقه.
وليـت أمتنا تحمل بقلوبها وُتذكِّر بألسنتها وتطبق بأعمالها هذا الشعار الذي يرمز للطريق الحقيقي للخلاص والنصر لأمتنا... (عودة ودعوة)... أي عودة إلى الله ودعوة إلى سبيله.
قال - تعالى -: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) (النور-55)
وقال - سبحانه - ووعده الحق: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون. إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين) (الأنبياء 105-106).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد