الأهوال


بسم الله الرحمن الرحيم

 

شتان أيها الأحبة بين الذين يعذبون في قبورهم وبين الذين ينعمون....

شتان أيها الأحبة بين من يعاين رحمة الله - تعالى -في قبره وبين من يعاين غضبه.......

أريدك أخي الحبيب أن تتخيل هذه المشاهد وتعيش معها بكيانك كله...

وهذه بعض الصور التي رواها لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر.....

 

1- الصورة الأولى:

روى البخاري عن سَمُرَةَ بنِ جُندُبٍ, - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا يُكثِرُ أَن يَقُولَ لِأَصحَابِهِ: هَل رَأَى أَحَدٌ مِنكُم مِن رُؤيَا؟ قَالَ: فَيَقُصٌّ عَلَيهِ مَن شَاءَ اللَّهُ أَن يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ,: إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالا لِي: انطَلِق، وَإِنِّي انطَلَقتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَينَا عَلَى رَجُلٍ, مُضطَجِعٍ,، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيهِ بِصَخرَةٍ,، وَإِذَا هُوَ يَهوِي بِالصَّخرَةِ لِرَأسِهِ فَيَثلَغُ رَأسَهُ فَيَتَهَدهَدُ الحَجَرُ هَا هُنَا فَيَتبَعُ الحَجَرَ فَيَأخُذُهُ، فَلا يَرجِعُ إِلَيهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيهِ فَيَفعَلُ بِهِ مِثلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى. قُلتُ لَهُمَا: سُبحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ قَالَ قَالا لِي: انطَلِق انطَلِق \"\".

تخيل معي هذه الصورة........

شخص مستلق على ظهره وآخر واقف بجواره ممسكا بصخرة كبيرة ويضرب بها رأس المستلقي فيحطم رأسه تحطيما ثم يتدحرج الحجر بعيدا والعجيب أن صاحب الرأس المحطمة يقوم من مرقده برأسه المحطمة ويذهب إلى الحجر ليأتي بها مرة أخرى إلى ضاربه ليضربه بها مرة أخرى وكأنه يحب أن يتعذب.

ترى من هذا الرجل؟؟؟؟

سنعرف بعد قليل.....

 

2- الصورة الثانية:

\" فَانطَلَقنَا فَأَتَينَا عَلَى رَجُلٍ, مُستَلقٍ, لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيهِ بِكَلٌّوبٍ, مِن حَدِيدٍ,، وَإِذَا هُوَ يَأتِي أَحَدَ شِقَّي وَجهِهِ فَيَشُقٌّ شِدقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَينَهُ إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الجَانِبِ الآخَرِ فَيَفعَلُ بِهِ مِثلَ مَا فَعَلَ بِالجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفرُغُ مِن ذَلِكَ الجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الجَانِبُ كَمَا كَانَ. ثُمَّ يَعُودُ عَلَيهِ فَيَفعَلُ مِثلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى. قُلتُ: سُبحَانَ اللَّهِ! مَا هَذَانِ؟ قَالا لِي: انطَلِق انطَلِق \".

وهذه صورة أكثر بشاعة وهي لرجل مستلق على ظهره أيضا وآخر قائم عليه وبيده حديدة مثنية الرأس حادة الأطراف تشبه الخطاف المستعمل في صيد الأسماك، ويقوم الرجل القائم يأتي إلى أحد جانبي وجه المستلقي ويبدأ في عمل شيء عجيب وهو شق وجه المستلقي من أطراف فمه من الجانب حتى يصل إلى قفاه ثم يفعل هذا بأنفه أيضا ثم يفعل هذا بعينه أيضا......

ترى من يكون هذا الرجل؟؟؟؟

سنعرف بعد قليل....

 

3- الصورة الثالثة:

\"فَانطَلَقنَا فَأَتَينَا عَلَى مِثلِ التَّنٌّورِ فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصوَاتٌ، فَاطَّلَعنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُم يَأتِيهِم لَهَبٌ مِن أَسفَلَ مِنهُم، فَإِذَا أَتَاهُم ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوضَوا [أي ارتفعت أصواتهم].قُلتُ لَهُمَا:مَا هَؤُلاءِ؟ قَالا لِي:انطَلِق انطَلِق \".

 

وهذه صورة أيضا من البشاعة بمكان لرجال ونساء عراة واقفون في مكان يشبه الفرن ويصدر منهم العديد من الأصوات العالية والمزعجة ثم يأتيهم فجأة لهب من تحتهم فترتفع أصواتهم أكثر من السابق ويشتد ألمهم.

ترى من هؤلاء؟؟؟

سنعرف أيضا بعد قليل....

 

4- الصورة الرابعة:

\" قَالَ: فَانطَلَقنَا، فَأَتَينَا عَلَى نَهَرٍ, أَحمَرَ مِثلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَد جَمَعَ عِندَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسبَحُ مَا يَسبَحُ ثُمَّ يَأتِي ذَلِكَ الَّذِي قَد جَمَعَ عِندَهُ الحِجَارَةَ فَيَفغَرُ لَهُ فَاهُ، فَيُلقِمُهُ حَجَرًا، فَيَنطَلِقُ يَسبَحُ ثُمَّ يَرجِعُ إِلَيهِ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلقَمَهُ حَجَرًا. قُلتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ قَالا لِي: انطَلِق انطَلِق \".

والصورة الأخيرة لرجل يسبح في نهر من الدم على ضفتيه رجل معه حجارة كثيرة ثم يأتي السابح إليه وهو يفتح فمه له وكأنه يقول له اقذف هذا الحجر في فمي، وبالفعل يقذف الواقف الحجر في فم السابح ثم يسبح قليلا بالحجر ويرجع إليه مرة أخرى ليكرر ذلك مرة أخرى

ترى من هذا الرجل؟؟؟؟

سنعرف الآن من كل هؤلاء

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -

\" قُلتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَد رَأَيتُ مُنذُ اللَّيلَةِ عَجَبًا فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيتُ؟ قَالَ قَالَا لِي: أَمَا إِنَّا سَنُخبِرُكَ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيتَ عَلَيهِ يُثلَغُ رَأسُهُ بِالحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأخُذُ القُرآنَ فَيَرفُضُهُ، وَيَنَامُ عَن الصَّلاةِ المَكتُوبَةِ. يُفعَلُ بِهِ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيتَ عَلَيهِ يُشّقٌّ شِدقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَينُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغدُو مِن بَيتِهِ فَيَكذِبُ الكَذبَةَ تَبلُغُ الآفَاقَ. فَيُصنَعُ بِهِ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ

وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ العُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثلِ بِنَاءِ التَّنٌّورِ، فَإِنَّهُم الزٌّنَاةُ وَالزَّوَانِي.

وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيتَ عَلَيهِ يَسبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلقَمُ الحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا \"\".

هل عرفت من هؤلاء ؟؟؟؟؟

الأول هو الذي ينام عن الصلاة المكتوبة

والثاني هو الكذاب الذي ينشر الشائعات بين الناس

والرجال والنساء هم الزناة

والأخير هو آكل الربا

أسأل الله - عز وجل - ألا نكون أحد هذه الأنواع

أخي الحبيب هذه بعض أنواع العذاب في القبر لمن عاش على معصية الله - عز وجل - ولم يسلك سبيل الهداية

وفي المقابل فالسائرون على طاعة الله لهم من الله الثواب والنعيم المقيم

وخرج ابن سعد في طبقاته عن أبي سعيد الخدري قال: كنت فيمن حفر لسعد بن معاذ قبره بالبقيع وكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا من قبره تراباً حتى انتهينا إلى اللحد ومن طريق محمد بن شرحبيل بن حسنة قال: أخذ إنسان قبضة من تراب سعد فذهب فنظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك.

وعَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قُبِرَ المَيِّتُ أَو قَالَ أَحَدُكُم أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسوَدَانِ أَزرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا المُنكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ فَيَقُولانِ مَا كُنتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ:مَا كَانَ يَقُولُ هُوَ عَبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولانِ:قَد كُنَّا نَعلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ثُمَّ يُفسَحُ لَهُ فِي قَبرِهِ سَبعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبعِينَ ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَم فَيَقُولُ أَرجِعُ إِلَى أَهلِي فَأُخبِرُهُم فَيَقُولانِ نَم كَنَومَةِ العَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبٌّ أَهلِهِ إِلَيهِ حَتَّى يَبعَثَهُ اللَّهُ مِن مَضجَعِهِ ذَلِكَ وَإِن كَانَ مُنَافِقًا قَالَ سَمِعتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلتُ مِثلَهُ لا أَدرِي فَيَقُولانِ قَد كُنَّا نَعلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ فَيُقَالُ لِلأَرضِ التَئِمِي عَلَيهِ فَتَلتَئِمُ عَلَيهِ فَتَختَلِفُ فِيهَا أَضلاعُهُ فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبعَثَهُ اللَّهُ مِن مَضجَعِهِ ذَلِكَ.

والحديث: صححه الشيخ الألباني في \" السلسلة الصحيحة \" (1391).

وَإِنَّمَا شَبَّهَ نَومَهُ بِنَومَةِ العَرُوسِ لأَنَّهُ يَكُونُ فِي طَيِّبِ العَيشِ. اهـ تحفة الأحوذي.

فهذا بعض النعيم الذي ينعم به المؤمن في قبره، أسأل الله - تعالى -أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة ولا يجعلها حفرة من حفر النار.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply