إن الله كان بكم رحيما


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحرص على إتقان العمل، والحذرُ من التقصير في الواجب - فضيلة وأي فضيلةº إذ إن ذلك يحمل على الجد، والحزم، والقيام بالواجباتِ.

وإن الشعور بالذنب وتأنيبِ الضمير حالَ وقوع الخطأ دليلٌ على حياة القلب، ورعاية الأمانة.

كما أن التفريط بالواجب وقلة المبالاة بالتقصير- بلادةٌ في النفس، واستكانة للهوى، وضرب من القِحة والصفاقة.

ومهما يكن من شيء فإن الاعتدال مطلوب في حال وقوع الخلل أو التقصيرº فإذا كان الإهمال والتفريط وما جرى مجراهما مذموماً- فكذلك المبالغة في لوم النفس ومحاسبتها مذمومº إذ إنه يقود إلى تحقير النفس، وقلة الثقة فيها.

بل قد يقود إلى تفريط آخر، وهذا مشاهد محسوسº فتجد من الطلاب -على سبيل المثال- من يقصر في نحو الحضور، أو أداء الواجباتº وبدلاً من الاعتذار وتدراك التقصير تجده يتهرب، ويحذر من المواجهة، فيترتب على ذلك تقصير أعظم من الأول بمراحل وهكذا..

وتجد من الناس من يسند إليه عمل أما من قبل عمله الرسمي، أو من قِبَل من يتفق معه على عمل معين، فربما قصر في العمل، أو تأخر عن إنهائه في الوقت المحددº فتراه بعد ذلك يبالغ في جلد ذاته، واتهام نفسه بالإخفاق، فينتج عن ذلك قطيعة، وترك للعمل، وحذر من المواجهة، بل ربما أدى ذلك إلى مرض نفسي مزمن يزيد مع الأيام.

وصفوة الكلام في هذا السياق أن يحرص المرء على أداء عمل بكل أمانة وإتقان وإذا قصر فيه -وهو عرضة لذلك- فليتدارك تقصيره، وليعتذر عن خطئه، ثم بعد ذلك يواصل عمله، ويحسن ظنه بنفسه، ويكف عن جلد ذاته، والمبالغة في تقريع نفسه (وَلا تَقتُلُوا أَنفُسَكُم إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُم رَحِيماً) (النساء: 29).

\"وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن\".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply