نظرة وعبرة لوجوه نضرة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: يقول - تعالى -(كل نفس ذائقة الموت).

موضوعي اليوم بدأ من نظرة...فكان ورائه العبرة.. التي أسال الله أن تعيها وجوه نضرة.

المكان: باب المسجد الذي أصلي فيه.

الزمان: وقت صلاة المغرب.

ذهبت إلى المسجد قبل أيام لأداء صلاة المغرب فيه، وإذ بنظراتي تتجه نحو صندوق أخضر اللون على شكل مستطيل، مفتوح من الأعلى... ما كان ذلك إلا النعش الذي يُحمل عليه الميت بعد تغسيله، ليصلى عليه وبعدها يدفن تحت التراب.

أخذت الأفكار تتضارب علي ذهابا وإيابا، أول ما تفكرت رأيت نفسي داخل النعش محمول على الأكتاف، قلت يا الله... عندها لا ينفع مال ولا بنون.. ولا أهل ولا أصحاب... محمول على النعش وقد انتهت الأعمال وبدأ الحساب...

يصلون إلى المسجد وقد وضعت أمام الإمام ليصلى عليّ صلاة الجنازة.. يا الله.. الصلاة على الميت يرحمكم الله... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... هنا يدعوا المصلين للميت، فقلت بماذا سيدعون لي؟ فأنا محتاج على دعائكم لي... الله أكبر... السلام عليكم ورحمة الله.

عندها يحمل النعش إلى المقبرة... ليوارى الجسد تحت التراب... قد طويت صحيفتي... فلا عمل ينفع.. ولا توبة تشفع... فمن قدم قدم ومن عمل عمل... لو أنني أعود إلى الدنيا لأداوم على الطاعة والتزم العبادة ولا أشرك بالله شيئا...

لكن قد فات الأوان... وانتهى الأجل... وضع التراب فوق الكفن... رحل الأهل والأحباب... وبقيت وحيدا في قبرك لا ينفعك إلا ما قدمت من عمل.

لكن... رجعت إلى نفسي وقلت حان موعد العمل... قد كنت في غفلة عن لقاء ربي... فلنبدأ بطلب العلم الشرعي الذي به نستنير في طريقنا لنسير على هدي النبي المصطفى وعلى ما كان عليه أصحابه رضوان الله عليهم.

ونبدأ بطاعة الله كما يرضاها ويحبها... فلنجعل أنفاسنا عطرة بذكر الله. ولنراقب الله في أعمالنا وأقوالنا.

ولنقدم لأنفسنا ما يسرنا أن نراه بعد مماتنا في آخرتنا... فاستغل قوتك قبل ضعفك وشبابك قبل هرمك.

سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك اللهم ونتوب إليك.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply