كأن لم يكن في الأرض سواك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 أراك أسيرا في دنيا الفكر ودمع عينيك مل المقل..

تنعي حظا بات سقيما وتشكو خطبا عظيم الجلل

كان لم يكن في الأرض سواك ولم تعلم بان الوقت دول

وان الشتاء يسوق غيثا وان الغيث يسوق البلل

فليس لشكواك بين الأناس مكان يبدو محل الجدل..

فانفض عنك غبار اليأس وقم بعزم الإيمان ودون كلل

واثبت انك ابن الإسلام.. تقود حياتك نحو الأمل...

والبس من العزم ثوب الكفاح فثوب الكفاح نعم الحلل..

حينما تكبر الأحزان.. يكبر المؤمن

يكبر. و. يشتد عوده.. ويخرج وهو أكثر جدارة بالحياة..

.. يدرب نفسه على هزيمة الأحزان.. بالإيمان ويداوي جراحه بالصبر وبفهم

 

حقيقة الابتلاء...

(وما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)

 

بماذا يفكر المؤمن عند الابتلاء؟؟؟

يفكَّر في آلاف الناس من أهل الدنيا.. الذين أصيبوا بابتلاءات عدة.. أشد من بلاءه هم في بلاء أقسى من ابتلاءه الذي يعيش فيه وأشد منه مئات المرات..

.. يؤمن أن هذه الأشهر أو السنوات تقد تكون سببا لقربه من الله والعلم بأمره..

يعرف القيام.. يفقه القرآن.. يدركُ معانٍ, ما كان ليدركها أو يتذوق حلاوتها لولا الابتلاء..

.. يدرك بإيمانه.. وبما نقله نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -...

إن هناك ذنوباً كبيرة قد لا تكفرها إلا الابتلاءات الشديدة..

فيُقدر الله - عز وجل - الابتلاء.. ليكفر الذنوب صغيرها وكبيرها، دِقِّها وجلها..

أولها وآخرها.. حتى لا تبقى خطيئة، فيقبل العبد على ربه وقد حطت خطاياه

.. يؤمن إن في الجنة درجاتٍ, قد لا يبلغها العبد بعمله مهما عمل..

درجات لا يصلها العبد إلا بالمحنة والبلاء ويريد الله أن يرفع عبده إليها.. فيكتب عليه الابتلاء ويعينه على الصبر والثبات عليه..

 

دروس في الابتلاء

- إن شهراً أو شهرين أو عاماً أو عدة أعوام يقضيها المؤمن في الابتلاء، أو حتى العُمُرَ كلهº تكفيه شرفاً إذا صبر.. وسرب دفء اليقين إلى قلبه.. ورضي دون سخط.. يكفيه شرفاً أن يكون على درب الأنبياء والصالحين..

- إن الله لم يمنع عن المؤمن ما منع بخلاً منه.. ولا نقصاناً من خزائنه.. ولكن منعه ليرده إليه..

.. ليعزه بالتذلل له.. وليغنيه بالافتقار إليه.. وليَجبُرَه بالانكسار بين يديه وليذيقَه بمرارة المنع حلاوةَ الخضوع له يريد أن يسمع صوته بالدعاء.... يريه.. حكمته في قدرته، ورحمته في عزَّته وبِرَّه ولطفه في قهره.. يريه أن مَنعَهُ عطاءٌ.. وامتحانَه عطيةٌ ومَحَبَّةٌ.

-لله رحمة لا تعادلها رحمة...

فمع الابتلاء.. يمنح العبد.. طهرا خاصا ورقة في المشاعر.. يعطى لغة واسعة للتسامح..

- تذكر.. من كان بلاؤه أكثر فثوابه وجزاؤه أعظم..

(إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي.

 

- أخيرا...

إذا آمنت بالله.. وأنه ألطف بك وأرحم من رحمة أي مخلوق.. فمن أي شئ تجزع؟؟..

إذا علمت أنه يسمع استجارات المستجيرين.. يفتح أبواب سماواته.. وينزل في الثلث الأخير من الليل(من يدعوني استجيب له.. من يسألني فأعطيه.. من يستغفرني فأغفر له) فمن ما تيأس؟؟...

فلا تيأس.. من طرق باب الله.. لابد يوما أن يلج.. وكن..مؤمنا..يكبر مع الابتلاء بالإيمان.. ولا يصغر..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply