بسم الله الرحمن الرحيم
كثر الحديث عن المسابقات والجوائز ومن فاز.....
لكني أحدثكم عن فوز خاص وكنز يأتيكم كل ليلة فإن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فيه فافعل.
هذا الكنز هو مآل ومنتهى العابدين بل المسلمين أجمعين
عليه يتسابق المتسابقون
وفيه يتنافس المتنافسون
وهو الربح المضاعف بلا حصر
والجائز التي تهفو إليها كل نفس....
ولا أطيل عليكم وأترككم مع مسابقة كل ليلة.....
أولا. هل جاءك خبر كل ليلة عن نبيك - صلى الله عليه وسلم - بأن لك في كل ليلة دعوة مستجابة ما سألت الله من خير فيها إلا أعطاك فكم من الليالي دعوت؟! وكم منها ضيعت؟!
فقد روى مسلم من حديث جَابِرٍ, - رضي الله عنه - قَالَ سَمِعتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: \" إِنَّ فِي اللَّيلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللَّهَ خَيرًا مِن أَمرِ الدٌّنيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا أَعطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيلَةٍ, \"
قَوله: (إِنَّ فِي اللَّيل لَسَاعَة لَا يُوَافِقهَا رَجُل مُسلِم يَسأَل اللَّه - تعالى -مِن أَمر الدٌّنيَا وَالآخِرَة إِلَّا أَعطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلّ لَيلَة) فِيهِ: إِثبَات سَاعَة الإِجَابَة فِي كُلّ لَيلَة، وَيَتَضَمَّن الحَثّ عَلَى الدٌّعَاء فِي جَمِيع سَاعَات اللَّيل رَجَاء مُصَادَفَتهَا.
ثانياً. هل جاء ك الخبر عن نبيك - صلى الله عليه وسلم - بأن لله - عز وجل - في كل ليلة من رمضان عتقاء فهل تمنيت أن تكون منهم وبادرت إلى ما يؤهلك أن تكون منهم وكم من الليالي غفلت؟! وكم من الليالي تذكرت؟!
روى الترمذي وغيره بإسناد صحيح عن أَبِي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: \"إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيلَةٍ, مِن شَهرِ رَمَضَانَ صُفِّدَت الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ وَغُلِّقَت أَبوَابُ النَّارِ فَلَم يُفتَح مِنهَا بَابٌ وَفُتِّحَت أَبوَابُ الجَنَّةِ فَلَم يُغلَق مِنهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ, يَا بَاغِيَ الخَيرِ أَقبِل وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقصِر وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِن النَّارِ وَذَلكَ كُلٌّ لَيلَةٍ, \"
ثالثا. هل جاء ك الخبر عن نبيك - صلى الله عليه وسلم - بأن مَن قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيلَةٍ, فكم أدركت مع الإمام؟! وكم ضيعت؟!
روى الترمذي وغيره بإسناد صحيح عَن أَبِي ذَرٍّ, - رضي الله عنه - قَالَ: صُمنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَم يُصَلِّ بِنَا حَتَّى بَقِيَ سَبعٌ مِن الشَّهرِ فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيلِ ثُمَّ لَم يَقُم بِنَا فِي السَّادِسَةِ وَقَامَ بِنَا فِي الخَامِسَةِ حَتَّى ذَهَبَ شَطرُ اللَّيلِ فَقُلنَا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَو نَفَّلتَنَا بَقِيَّةَ لَيلَتِنَا هَذِهِ فَقَالَ إِنَّهُ مَن قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيلَةٍ, ثُمَّ لَم يُصَلِّ بِنَا حَتَّى بَقِيَ ثَلَاثٌ مِن الشَّهرِ وَصَلَّى بِنَا فِي الثَّالِثَةِ وَدَعَا أَهلَهُ وَنِسَاءَهُ فَقَامَ بِنَا حَتَّى تَخَوَّفنَا الفَلَاحَ قُلتُ لَهُ وَمَا الفَلَاحُ قَالَ السٌّحُورُ.
وفي هذا الحديث صفة قيامهم - رضي الله عنهم - فما صفت قيامك؟!
\"يا قوام الليل اشفعوا في النوام يا أحياء القلوب ترحموا على الأموات قيل لابن مسعود - رضي الله عنه -: ما نستطيع قيام الليل؟ قال: أقعدتكم ذنوبكم وقيل للحسن: قد أعجزنا قيام الليل؟ قال: قيدتكم خطاياكم وقال الفضيل بن عياض: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم كبلتك خطيئتك قال الحسن: إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل قال بعض السلف: أذنبت ذنبا فحرمت به قيام الليل ستة أشهر ما يؤهل الملوك للخلوة بهم إلا من أخلص في ودهم ومعاملتهم فأما من كان من أهل المخالفة فلا يؤهلونه وهذا حال البشر مع البشر فكيف بحال العبد مع الرب.
إن الغنيمة تقسم على كل من حضر الوقعة فيعطي منها الرجالة والأجراء والغلمان مع الأمراء والأبطال والشجعان والفرسان فما يطلع فجر الأجر إلا وقد حاز القوم الغنيمة وفازوا بالفخر وحمدوا عند الصباح السرى وما عند أهل الغفلة والنوم خبر مما جرى\" (لطائف المعارف بتصرف)
نسأل الله فضله ومغفرته ونصلى ونسلم على النبي محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد