بسم الله الرحمن الرحيم
جاء رجل إلى الحسن البصري فقال له: إن السماء لم تمطر.
فقال له الحسن: استغفر الله..
ثم جاءه آخر فقال له: أشكوا الفقر.
فقال له: استغفر الله..
ثم جاءه ثالث فقال له: امرأتي عاقر لا تلد..
فقال له: استغفر الله..
ثم جاءه بعد ذلك من قال له: أجدبت الأرض فلم تنبت.
فقال له: استغفر الله..
فقال الحاضرون للحسن البصري: عجبنا لك!! أو كلما جاءك شاكٍ, قلت له استغفر الله؟!
فقال لهم: أو ما قرأتم قوله - تعالى -: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموالٍ, وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً)
.............................
فما بالنا نقلل من شأن هذه الجملة المباركة - [استغفر الله] -.. ما بالنا لا نستغفر الرحمن ولو لدقائق معدودة عند الصباح والمساء والنوم، ومن الذنب وغيره... فوقتها قصير وأثرها جِدٌّ عميق..
فيا أيها الشاكي من الفقر.. استغفر الله يسعدك ويكسوك القناعة بما رزقك حتى تحسَّ بنفسك غنياَ وأنت أفقر الناس..
ويا أختي العاقر.. لا تيأسي من رحمة الله وتابعي استغفارك فهو الرازق وهو الولي في الدنيا والآخرة.. (ولئن شكرتم لأزيدنكم)..
وهو المبتلي بالأمراض وبالدواهي ليختبر قلوب عباده، وهو المشافي منها، كيف لا؟ وهو أرحم الراحمين..
ويا أيها الإنسان لا تشكوا الجوع أو نقص الثمار وجفاف الأرض.. واستغفر الله فهو الرجاء وباب العطاء..
ويا أختي الطالبة، استغفري الله إذا تأزمت المواقف وعجز العقل عن حل الطلاسم وفك العقد وتوضيح الجلل وإياك والغش فهو الحرام وإن كان يقدم عليك بالخير والدرجات ولكن هي درجات حبر على ورق.. لا ذكر وجنة واستغفار وتوبة، واستبدليه بالاستغفار مع القناعة التامة من نفسك بمدى استجابة الله لك وتفريجه لكربتك..
فبالاستغفار كسبت الأجرين:
أجر الاستغفار وجزاؤه مقدماً في الدنيا من فتح باب العطاء وتلبية الحاجة.. وعطاء ربك خير.
أيها المذنب، استغفر الله حتى لا يطغوا الذنب على قلبك فيسودّ.. وجاهد النفس بالاستغفار حيثما كنت وعلى أي حال كنت.. وتمهل ولا تتعجل النتائج وتقول لو أن الله استجاب لي لما تماديت في ذنبي، ولكن قل: أمهلني الله ويا ويلي إذا لم يمهلني، ويمدد في عمري لأستغفر وأُكَفِّرَ عن إثمي وأثلج قلبي بدمعات هي أصدق ما تكون، وهل أصدق من دموع تائب انطلق في آفاق النور، وحتى لا تقول كما القائل:
تمر ساعــات أيامي بلا ندمٍ, *** ولا بكــاء ولا خوف ولا حزن
وما أحلم الله عني حيث أمهلني *** وقد تماديت في ذنبي ويسترني
فالاستغفار طريق كله حق ورحمة وجنة دنيا:
عليك بطريق الـحق ولا تستوحش لقلة السالكين
وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهــــــالكين
جملة مكونة من كلمتين، من عشرة أحرف، (استغفر الله) ولكن أجرها عظيم.. كما وضحت الآية الكريمة،، ولو تأملناها لوجدنا الدواء الذي تبحث عنه أنفسنا، والمهرب، بل الملجأ الذي تستكين عنده عواطفنا، فما تحمله تلك الآية من جزاء الاستغفار كلنا بحاجته.
ومن منا لا تريد السعادة والراحة للنفس القلقة من دنياها، ومن منا لا تريد الأنهار تمتد لتستمر الحياة..
هذا التفسير قليل من كثير.. فابحثي عن عمق معناها وما تحوي من زيادة التفضيل، فالاستغفار راحة وجنة..
أستغفر الله
أستغفر الله
أستغفر الله
أستغفر الله العظيم رب العرش العظيم وأتوب إليه من كل ذنب عظيم..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد