احفظ الله يحفظك (2)


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

\"احفَظ اللَّهَ يَحفَظكَ\" لو نظرنا فيما أصاب المسلمين فإن كل واحد في بيته وله مشكلة تنغص حياته، هذا يصيح من أبيه، وهذا يصيح من زوجته، وهذا من والد زوجته، وهذا من جاره، وهذا من موظفه، وهذا من صاحب العمل، وهذا وهذا، مشاكل عظيمة في كل أسرة، وفي كل بيت، وفي كل قبيلة، وفي كل مؤسسة، مشاكل والمسؤول عنها كلها نحن جميعاًº لأننا خالفنا أمر الله ولم نحفظ حدوده ((وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ, مِّنَ السَّمَاء وَالأَرضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ))((96: سورة الأعراف)، ((وَأَلَّوِ استَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسقَينَاهُم مَّاء غَدَقاً))((16: سورة الجن)، ((مَن عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ, أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ))(97: سورة النحل).

الآن نتساءل ما لتلك الصحيفة تقول كذا وكذا؟ ويقول الخطيب على المنبر: يا معشر المسلمين إن الجريدة الفلانية تقول كذا وكذا، وتطعن في القرآن، وتطعن في الأحكام، وتطعن في الإسلام، وتسب العلماء، وترميهم بالفواحش، ولكنهم ينطلقون من مبدأ قد وافقت عليه أنت هو مبدأ الديمقراطية، في حالٍ, يصيح العالِم والخطيب: إنها مؤامرة على التعليم، إنها مؤامرة على مدارس تحفيظ القرآن، إنها مؤامرة على كذا وكذا ((قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم))(165: سورة آل عمران)، ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مٌّصِيبَةٍ, فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُو عَن كَثِيرٍ,))(30: سورة الشورى).

نحن العلماء الذين قلنا: إن دين الإسلام يسمح بالديمقراطية لأنها بمعنى الشورى، ويسمح بالتعدديةº لأن الناس مختلفين في العقول والأفهام والأفكار، وهذه المذاهب الأربعة، وهذه الفرق الإسلامية، نستدل بها على وجود المذاهب والأحزاب الإلحادية، وما أصابنا من مصيبة فبما كسبت أيدينا.

ونحن وافقنا على الأكثرية وهي مذمومة في كتاب الله وفي سنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، قال - تعالى-:((وَلَوِ اتَّبَعَ الحَقٌّ أَهوَاءهُم لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ وَمَن فِيهِنَّ بَل أَتَينَاهُم بِذِكرِهِم فَهُم عَن ذِكرِهِم مٌّعرِضُونَ))(71: سورة المؤمنون)، وقال - تعالى-: ((وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلٌّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِن هُم إِلاَّ يَخرُصُونَ))(116: سورة الأنعام)، وقال: ((وَمَا يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مٌّشرِكُونَ))(106: سورة يوسف).

يجب أن نفهم ونعلم أننا مصابون في صميم عقيدتنا وديننا الإسلامي، مصابون بما يحكمنا اليوم من النظم الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان، فلهذا نقول: يجب علينا أن نحفظ الله - تعالى- في حدوده، فالعالم يحفظ الله في فتواه، ويحفظ الله في علمه، ويحفظ الله في توجيهاته، ويحفظ الله - تعالى- في تعليمه، ويحفظ الله في نصيحته، ويحفظ الله في قيامه بالدعوة بأن يسلك المسلك الصحيح، والحاكم عليه أن يحفظ الله في هذه الأمة في قرآنها وفي سنة نبيها - صلى الله عليه وآله وسلم - وفي كتاب ربها، وفي شريعة نبيها، وأن يحفظ الله - تعالى- في هذه الأمة التي تدين بالإسلام فلا يحكمها إلا بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فإذا فعلنا ذلك حفظنا الله.

والحفظ من الله - تعالى- يفسر بمعنيين:

الأول: أن يحفظك الله في نفسك ومالك وأهلك فيما آتاك، فيصرف عنك البلاء والآلام، ويدفع عنك الشيء الكثير ((إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا))(38: سورة الحـج)، وإذا أصابك في النادر في بعض الأمور فإنه يبتليك عظيماً، ويجزيك أفضل الجزاء حتى تتمنى أنه استمر ذلك البلاء.

الثاني: من الحفظ أن يحفظك الله - تعالى- من الوقوع في المعاصي، وأن يحفظك من الوقوع فيما حرم الله كما جاء في الحديث القدسي: (( عَن أَبِي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَن عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَد آذَنتُهُ بِالحَربِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدِي بِشَيءٍ, أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ، وَمَا يَزَالُ عَبدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُº فَإِذَا أَحبَبتُهُ كُنتُ سَمعَهُ الَّذِي يَسمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبطِشُ بِهَا، وَرِجلَهُ الَّتِي يَمشِي بِهَا، وَإِن سَأَلَنِي لَأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِن استَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدتُ عَن شَيءٍ, أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدٌّدِي عَن نَفسِ المُؤمِنِ يَكرَهُ المَوتَ وَأَنَا أَكرَهُ مَسَاءَتَهُ ))(رواه البخاري) سواء افترض عليك أن تفعل شيئاً أو افترض عليك أن لا تفعل شيئاً، فيحدث لك نوع من العصمة المحدودة، نوع من أن يصرف قلبك عن الشر، ويزيحك عن المعاصي والذنوب كما قال - تعالى-: ((وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُم وَكَرَّهَ إِلَيكُمُ الكُفرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ))(7: سورة الحجرات)، وقال عن نبيه يوسف - عليه الصلاة والسلام -: (( كَذَلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السٌّوءَ وَالفَحشَاء إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُخلَصِينَ))(24: سورة يوسف) فيصرف عنك أنواعاً كثيرة من المعاصي والذنوب، ومن الوقوع في المحرماتº ولكن عندما لا تحفظ الله في هذا فإنك كل يوم تقع في داهية، وكل يوم تقع في خطأ كما قال بعض السلف: \"إن الحسنة تدعو إلى الحسنة، والسيئة تدعو إلى السيئة\"، وصدق الله القائل:((وَلِكُلٍّ, دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُم أَعمَالَهُم وَهُم لَا يُظلَمُونَ))(19: سورة الأحقاف)، وهكذا الجزاء من جنس العمل، وقال - تعالى-: ((وَقَلِيلٌ مِّن عِبَادِيَ الشَّكُورُ))(13: سورة سبأ)، ((وَمَن آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ))(40: سورة هود) وقد صرح في نصوص كثيرة بما يدل على هذا.

إن الأكثرية - لو رضينا بها دليلاً - صوتوا على إلغاء هيمنة الشريعة، وأنها مصدر رئيس، وصوتوا على إباحة الخمر، وصوتوا على إلغاء المعاهد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ... إلى آخره، وهكذا قانون التعليم، فهذه هي الأكثرية ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مٌّصِيبَةٍ, فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُو عَن كَثِيرٍ,))(30: سورة الشورى)، ولو قال العلماء: إن هذه المجالس طاغوتية مرتدة تشرع ما لم يأذن به الله، وهذه المجالس التي تحل ما حرم الله، وتحرم ما أحل اللهº إنما هي وسيلة أعداء الإسلام ووسيلة الاستعمار للقضاء على الشريعة الإسلامية، والقضاء على الكتاب والسنة، والإتيان بالنظام الجاهلي ليحكم المسلمين بدل الكتاب والسنة، فلو قال العلماء: نرفض هذه المجالس لأنها قامت على أساس طاغوتي لا يتحاكم إلى كتاب الله - عز وجل -، ولا إلى سنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وقالوا: نحن نبرأ إلى الله منها، وحذروا المسلمين والأمة، وأعطوا الأمة صورة واضحة عن طبيعة هذه المجالس، وطبيعة هذه الأنظمة، وطبيعة هذه الأعمال، فلهذا ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مٌّصِيبَةٍ, فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُو عَن كَثِيرٍ,))(30: سورة الشورى)، ونحن المسؤولون أمام الله أيضاً أكثر، ويعلم كل واحد منا أن الله - عز وجل - سيخاطبه صراحاً ليس بينه وبينه حجاب، ماذا عملت؟ فيم عملت؟ ماذا نصحت؟ ماذا قلت لهذه الأمة؟ وهي تخبط خبط عشواء، وتعيش في جاهلية جهلاء، وظلمة ظلماء يفرض عليها أعداء الإسلام قوانينهم وتشريعاتهم ودساتيرهم، كيف كان موقف أهل العلم من ذلك؟ إننا عندما نقول: إن هذه المصائب جاءتنا من الدستور، ولكن الدستور جاءنا من نصيب الفرع ولا نتكلم على الأصل الذي هو أم الخبائث، فما مثل ذلك إلا كمن يتكلم على النبيذ ويحرم النبيذ ويسكت على الخمر التي هي أم النبيذ، أو يتكلم عن الذي هو أعظم من النظر والمس مثلاً، وهكذا نحل قضايانا، ونعطي الأمة تصوراً ساذجاً حتى إننا لو أردنا أن نقول لهم: إن هذه الحزبية لا تجوز!! قالوا: كيف وقد سلمتم بها؟ كيف وقد عملتم به في أكثر من مادة؟، وقد قلتم في بعض الأمور التي تجري إن فيها مخالفة قانونية ومخالفة دستورية.

وعندما تضيع أيها المسلم ربك - تعالى- في حدوده، أو تتساهل في الحدود، أو تبرر بعض المواقف، أو تنهزم أمام أعداء الله، أو تستحيي أن تظهر بمظهر الشجاع الأصولي المتشدد المتمسك بدينه الذي لا يخشى شيئاً بل تريد أن تظهر بمظهر النوع المرن، النوع الذي يتلوَّن ويلين أمام المشكلات، إنك والحالة هذه لم تحفظ الله في حدوده، وعند ذلك انتظر عقوبة وراء عقوبة (( عَن ثَوبَانَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: يُوشِكُ الأُمَمُ أَن تَدَاعَى عَلَيكُم كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِن قِلَّةٍ, نَحنُ يَومَئِذٍ, قَالَ: بَل أَنتُم يَومَئِذٍ, كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُم غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيلِ، وَلَيَنزَعَنَّ اللَّهُ مِن صُدُورِ عَدُوِّكُم المَهَابَةَ مِنكُم، وَلَيَقذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُم الوَهنَ!! فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الوَهنُ؟ قَالَ: حُبٌّ الدٌّنيَا، وَكَرَاهِيَةُ المَوتِ))، وتصبح لا شيء بسبب المعاصي، (( وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري ))، ((وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤمِنِينَ ))(8: سورة المنافقون)، وعندما نستسلم لشرع الله ولحكم الله ونطبق ذلك فستكون لنا العزة والتمكين في الأرض ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي ارتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعدِ خَوفِهِم أَمناً يَعبُدُونَنِي لَا يُشرِكُونَ بِي شَيئاً وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ))(55: سورة النــور) وهذا وعد من الله.

وهذا يعني أنه يجب أن تكون صورة واضحة ليس فيها غبش ولا لبس، ولا خلط للمفاهيم، ولا خلط للجاهلية بالإسلام، ((وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)) لا يعمل إلا صالحاً، ولا يدعو إلا إلى عمل صالح، ولا يفعل إلا عملاً صالحاً، فهو الذي يمكِّنه الله، ويعلم الله منه أنه أهل إلى أن يمثل حزبه ويمثل حكومته الحكومة الإسلامية التي تنوب عن الله في تطبيق شرع الله ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي ارتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعدِ خَوفِهِم أَمناً يَعبُدُونَنِي لَا يُشرِكُونَ بِي شَيئاً وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ))(55: سورة النــور).

إنه الدين الذي بعث الله به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان على عهد السلف، ليس بدين الرافضة، ولا بدين الصوفية، ولا بدين المقلدة، ولا بدين العلمانيين الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ولا بدين أصحاب الأهواء والمطامع والشهوات، ولا بدين الذين يتبعون أهواءهم، ولكنه دين السلف الصالح الذين كان عليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - الحق الصرف، الذي لا جاهلية فيه، والسنة الخالصة التي لا بدعة فيها، والمنهج الواضح الذي لا غبار عليه، فإذا فعلنا ذلك فينبغي أن ننتظر وعد الله - تعالى-، وإذا لم نفعل فستكون كما قال المثل: \"على نفسها جنت براقش\" ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مٌّصِيبَةٍ, فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُو عَن كَثِيرٍ,))(30: سورة الشورى).

ولنمشي أيضاً زمناً بعيداً طويلاً في هذا التخبطات فننتظر المصائب والآلام، ثم بعد ذلك نرجع بعد زمن طويل ونقول: تالله لقد أخطاءنا الطريق، فنرجع إلى البداية وإلى نقطة الصفر، وبعد ذلك الله أعلم كم يستغرق من وقت تتوعى الأمة، وتفهم هذا الدين، فلهذا يجب علينا من أول وهلة أن تقف موقف الحذر من جميع المؤامرات على هذا الدين وأنصاف الحلول، وأن نستقيم على كتاب الله وعلى سنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ونحن مخاطبون كلُّ بما يستطيعه، والحقيقة إنك إذا لم تستطع أن تقيم دولة الإسلامº لعدم وجود من يتجاوب معك فإنك والحالة هذه لا تخاطب إلا بقدر وسعك (( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفساً إِلَّا مَا آتَاهَا ))(7: سورة الطلاق) ولهذا يقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( تَعَرَّف إِلَيهِ فِي الرَّخَاءِ يَعرِفكَ فِي الشِّدَّةِ)) وكثيراً ما يكون المسلمون في مأمن من أعدائهم فيتغافلون عن مخططاتهم وينسونº لأنهم يعيشون في حالة رخاء، فتأتي الشدة فإذا بالألسن والأيدي، وإذا بالكلام والدعاء، ولكن الذي ينبغي هو أن نعرف الله - تعالى- في حالة الرخاء فيعرفنا في حالة الشدة، والجزاء من جنس العمل، وإذا نسينا الله نسيَنا وكأنه لا يعرفنا قال - صلى الله عليه وآله وسلم -:(( يَذهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ وَيَبقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أَو التَّمرِ لَا يُبَالِيهِم اللَّهُ بَالَةً، قَالَ أَبُو عَبد اللَّهِ يُقَالُ حُفَالَةٌ وَحُثَالَةٌ))(رواه البخاري) يعني يأتي حثالة من الناس لا يبالي بهم الله ولا يلتفت إليهم.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply